يعتبر قصر الكاتب من أهم وأبرز المعالم السياحية التي يمكن زيارتها في مدينة الطائف الواقع في حي السلامة، وهو من القصور التي تم تشييدها خارج سور الطائف القديم، وبني في عام 1315هـ وقد تم بناءه على أعلى مستوى ممكن في وقتها من المعمار وبخبرة من الأيدي والعمال المهرة بخبرات محلية وتركية ليشهد على تقدم الطراز المعماري في ذلك الوقت، وقد بني أيضا في حوالي 3 أعوام ليخرج بصورته المعمارية التراثية التي ظلت شاهدة على التقدم المعماري في ذلك الوقت .

وصف القصر
بني هذا القصر بطراز معماري هائل جدا وفريد من نوعه والدليل على ذلك أن القصر ظل متمسكا بحاله وشامخا بأعمدته وتيجانه وأقواسه فالقصر مبني من الحجر والنورة والخشب، فقد بني قصر الكاتب بالنوافذ الخشبية المزخرفة والتي تتميز بدقة عالية جدا في التصميم جعلته من أفضل الفنون المعمارية الإسلامية التي يمكن زيارتها في الطائف، خاصة مع مزج الفن المعماري الإسلامي بالفن المعماري الروماني مع فن العمارة التقليدية والتي كانت مشهورة في ذلك الوقت في منطقة الحجاز .

ويحتوي االقصر على مجموعة من المجسمات الحجرية والمصنوعة من الجصية والأجورية المتنوعة، حيث تختلف أشكال وأحجام هذه المجسمات لتعد من أهم التحف المعمارية لما بها من رسومات بمناظر رائعة جدا وأشكال هندسية تجسد البيئة والطبيعة الموجودة في الطائف في ذلك الوقت خاصة الحيوانات والنباتات التي جسدت في ذلك الوقت .

يتكون القصر من ثلاث أدوار وأربع واجهات، وقد بني على النمط المعماري الروماني القديم والذي كان من أهم الأنماط المعمارية في ذلك الوقت، وقد تميز هذا القصر بالزخارف الحلزونية والتي امتدت إلى السطح، أما نوافذه فكانت نوافذ خشبية اتخذت الشكل المعماري المعماري المعهود عليه في الحجازفي ذلك الوقت، أما جدران القصر فهي مكسوة بالنورةويحيط بالقصر مساحات خضراء من البساتين والأراضي الزراعية والتي كانت تسقى عن طريق بئر بجوار القصر .

أما عن عدد الغرف في القصر فتصل إلى 45 غرفة زينت جميعها بالرخاف والزخارف اليدوية الرائعة، كما يوجد بالقصر 8 حمامات و5 مطابخ، وبالقصر 4 أسطح مربعة الشكل ويعلوها سطح كبير .

سكان قصر الكاتب
سكن بهذا القصر الكاتب الخاص للشريف عون الرفيق محمد علي عبد الواحد وقد قبض عليه في عام 1319هـ وأرسل إلى اسطنبول وهجر القصر فترة طويلة حتى عام 1350هـ وجاء أبناء محمد على عبد الواحد ليرمموا القصر وقد سكنوه بالفعل قبل أن يستأجره الملك فيصل رحمة الله عليه فقد أعجب بالقصر جدا وأمر بتشييد الطابق الثالث وقد سمي في ذلك الوقت قصر النيابة وكان الملك فيصل رحمة اله عليه يسكنه فقط في فترة الصيف عندما كان نائبا لجلالة الملك عبد العزيز رحمة الله عليه في الحجاز .

ثم سكن بالقصر أبماء الملك فيصل ( عبد الله- محمد – سعد – سعود – خالد – تركي ) ثم ابنته سارة، ثم الأمير بندر بن محمد بن عبد العزيز، ثم الأميرة شيخة بنت عبد العزيز، وقد احتضن هذا القصر ولادة الأمير الراحل سعود الفيصل عام 1358هـ .

قصر الكاتب الآن
هجر قصر الكاتب في عام 1388هـ مما استدعى المسئولون للعمل تجاه هذا القصر وقد اختارت دارة الملك عبد العزيز هذا القصر ليصبح مقرا لمركز تاريخ الطائف ، وبدوره وجه جلاله الملك سلمان بن عبد العزيز لاختيار هذا القصر وهو ما جعل المسئولين يشكلون لجنة لإعادة ترميم هذا القصر وقد تم تسليمه لشركة إسبانية قامت بترميمه .