نشأة و ميلاد حنفي بن عيسى 

أسمه عيسى بن محمد بن حامد بن عيسى و يقال له الشيخ أبو محمد ، و كان ميلاده في عام ( 1292 هـــ ) ، و ذلك في حي يسمى النقا في مكة المكرمة ، و كان قد ترعرع الكاتب حنفي بن عيسى في أسرة متعلمة ، بحيث كان والده من أحد ، و أهم شيوخ ، و علماء المسجد الحرام ، و كان يتميز بتلك البشرة السمراء اللون ، و اعتدال القامة الجسمانية ، و أيضاً قوة البنية ، و كان يعمل في مهنة الجزارة براتباً بسيطاً ، لكن أهم ما ميز شخصيته كانت القناعة ، و الرضا بهذا الربح البسيط للغاية من عمله ، و كان حريصاً على أداء الصلاة في أوقاتها ، و بالأخص في المسجد أي في جماعة ، و كان في أحد تلك الحلقات التعليمية قد رأى شيخاً يسمى عبد الرحمن الدهان أثناء تعليمه لمجموعة من طلبة العلم ، حيث أعجب بشكل كبير بأسلوب هذا الشيخ ودروسه فأصبح حريصاً على الاستدامة في حضور جميع تلك الدروس للشيخ عبد الرحمن الدهان ، و كان بعد ذلك التحاقه بمدرسة الصوليتة ، و التي عكف فيها على حفظ القرآن الكريم و تلاوته بشكل صحيح .

صفات حنفي بن عيسى الشخصية

السيرة الذاتية الخاصة بالكاتب حنفي بن عيسى هي سيرة زاخرة بالعديد من تلك المواقف البطولية المشرفة ، و التي توضح السمات الشخصية الجيدة للشيخ أبو محمد ، حيث قد أمتاز الشيخ أبو محمد بالجرأة و الشجاعة العالية ، و لعل خير مثال على ذلك ما كان قد حدث معه في عام ( 1356 هـــ ) ، عندما سمع الشيخ أبو محمد أصواتاً غريبة في المسكن الذي يسكنه ، حيث كان هناك مجموعة من أولئك الأشخاص السيئون ، و اللذين يريدون إلحاق الأذى بالمنطقة فكان خروج الشيخ أبو محمد لهم دون تردد أو خوف ، وأخذ يلوح بعصاه فقط فقط ، فما كان من أولئك الأشخاص إلا أن لاذوا بالفرار إلى أن تمكنت العناصر الشرطية ، فيما بعد ذلك من القبض عليهم و على رئسهم ، و الذي كان أسمه الجاوي  .

و كان الشيخ أبو محمد قد عرف عنه أنه شخصاً متواضعاً للغاية ، و شديد الإخلاص بل التفاني في عمله بشكل كبير و لعل ذلك ما جعل طلابه يكنون له مكانة خاصة و عالية ، حيث أن لم يكن الشيخ أبو محمد بالنسية لطلابه معلماً فقط ، بل تجاوز ذلك الدور بكثير و تخطاه بمراحل فقد كان لطلابه مثال الأب المحب الصالح لهم ، و الحب المخلص تجاههم ، و كان الشيخ أبو محمد كما عرف عنه أنه لا يفرق بين شخصاً فقيراً ، و أخر غنياً في المعاملة أو صغيراً أو كبيراً ، بل على العكس ، كان متساوي المعاملة مع الجميع ، حيث كان الشيخ أبو محمد يتمتع بتلك الهيبة العالية و الاحترام الكبير و العالي من كل المحيطون به كما أن من ضمن إسهاماته الفعالة كانت إلقاءه الدروس الدينية ، و ذلك على شكل حلقات تعليمية قليلة العدد ، و لكنها على الرغم من ذلك كانت تتميز بذلك الخشوع و الصوت الواضح و المسموع بشكل جيد ، حيث قد تتلمذ الكثيرون من التلاميذ و الطلاب على يد الشيخ أبو محمد من شتى أنحاء العالم بل أن بعضهم قد أصبح فيما بعد من كبار شيوخ المسجد الحرام مثال الشيخ عبد الفتاح راوه ، و الشيخ محمد صديق غفوري علاوة على الأستاذ المؤرخ عمر عبد الجبار ، و الشيخ محمد أمين ، و غيرهم من أبرز الأسماء و أكثرها شهرة و مكانة .

أهم المساهمات للكاتب حنفي بن عيسى ووظائفه

كان قد شغل الكاتب حنفي بن عيسى العديد من تلك الوظائف و المناصب العالية و المرموقة خلال حياته ومنها :-

أولاً :- عمله كأستاذ في المسجد الحرام ، و كان ذلك في الفترة الزمنية ما بين عام ( 1327 هــ ) إلى عام ( 1336 هـــ ) .

ثانياً :- عمل الكاتب حنفي بن عيسى كمساعد مدرس للصفوف الابتدائية بشكل خاص ، و ذلك كان في المدرسة الصوليتة ، و ذلك في الفترة من عام ( 1336 هــ ) إلى عام ( 1365 هـ) .

ثالثاً :- عمل الشيخ أبو محمد في مدرسة المطوفين و في المسجد النبوي الشريف كأستاذ .

وفاة الكاتب حنفي بن عيسى 

أو كما أشتهر بالشيخ أبو محمد ، و الذي كان في مكة المكرمة في عام ( 1365 هــ) الموافق ليوم الثلاثاء ، حيث كان قد بلغ الشيخ أبو محمد سن ( 73 عاماً ) ، كان دفنه في مقابر المعلاة بعد تاريخ حافل و مشرف .