لقد أكد الدين الإسلامي على ضرورة الإحسان للوالدين وبرهم، كما جعل مكانتهم ومنزلتهم في الجنة من المنازل الرفيعة وذلك مع الصديقين والصحابة، وأكد الله عز وجل في كتابه العزيز على ضرورة ببرهما وربطها بطاعة التوحيد وعبادة الله، وبالتالي يجب على الأبناء الإحسان لوالديهم والدعاء دائمًا لهما بالخير، وخاصة أن في هذا الإحسان تقرب لله عز وجل، وسنتعرف من خلال المقال على دور الأباء في تربية أولادهم ومظاهر الإحسان للوالدين وفضل ذلك.

دور الأباء والأمهات في تربية أبنائهم

تحظى الأم بدور هام في تربية الأبناء فهى من تحمل أولادها في بطنها تسعة أشهر، وهى من تقوم بالسهر على راحتهم، ففي الشهور الأولى من الولادة لاتتمكن من الحصول على القدر الكافي من النوم نظرًا لرعاية رضيعها، وفي حالة مرضه تسهر دائمًا بجانبه، وفي حالة جوعه تسرع لإعداد الطعام له، بينما الأب فوجوده نعمة في حياة أبنائه، فهو يسعى لبذل جميع ما في جهده ويتحمل حر الصيف والبرد الشديد في فصل الشتاء، من أجل توفير لهم جميع متطلباتهم وإحتياجتهم، وفي بعض الأوقات يتحمل المرض من أجل السعي لكسب الرزق وتوفير المأكل والمشرب وكذلك الملبس لأبنائه، كما يسعى الأب أيضًا لتوفير الأموال اللازمة لأولاده التي تضمن لهم التعليم بطريقة جيدة، والحصول على أعلى المراتب بالمجتمع.

نبذة بسيطة عن مكانة الوالدين

من الجدير ذكره أن للوالدين مكانة عظمية وعالية لايتمكن أي شخص من الوصول لها، والفوز بها، فالأباء والأمهات هم من تعبوا وعانوا الكثير من أجل تربية أبنائهم، وسعوا لبذل جميع ما في وسعم من أجل توفير متطلبات أبنائهم وجميع إحتياجاتهم، كما تحمل الأباء أعباء الحياة من أجل تنشئة أبنائهم بصورة صحيحة، ولذلك فكان من الطبيعي أن يعظم الدين الإسلامي مكانة الوالدين ويؤكد على ضرورة الإحسان لهم، واعتبر طاعتهما وسيلة من وسائل النيل والفوز برضا الله ودخول الجنة، كما أكد على أن عصيانهما يؤدي للمعيشة الصعبة ودخول النار.

مظاهر الإحسان للوالدين

من الملاحظ أن مظاهر وطرق الإحسان والبر بالوالدين كثيرة ولا تحصى، ويجب على الأبناء أن يحرصوا على اتباع بعضها أو كلها تقديرًا منهم لفضل وعظمة الوالدين، ومن أهم هذه المظاهر مايلي:

1- معاملة الوالدين معاملة حسنة وبرفق، والحرص على تقديمها دائمًا في الكلام والمشي وذلك كصورة من صور الإحترام لهم.

2- الحرص على الحديث معهم بصوت منخفض، وعدم تعلية الصوت عليهم، بل يجب أن يتم معاملتهم والتحدث معهم بشكل محترم تبجيلاً لدورهما ومكانتهما العظيمة في الدين الإسلامي.

3- الإهتمام بتقديم لهما جميع وسائل الرعاية وذلك في حالة تعرضهما للمرض، وكذلك عند الكبر والشيخوخة، كما ينبغي أن يتم طاعتهما بجميع الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي.

4- ضرورة برهما عقب موتهما وذلك من خلال الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، وزيارتهما بصورة مستمرة في المقابر والتصدق لهما.

5- الحرص على الإنفاق عليهما وتقديم لهم كافة المساعدات المالية، حتى وإن لم يكونا بحاجة لهذا المال، وخاصة أن الوالدين يفرحان بشكل كبير حينما ينفق الأبناء عليهما، حيث يشعران بثمار تعبهما على أولادهم.

6- التحدث مع الوالدين بكل أدب وإحترام، كما يجب على الأبناء أن لايدعوهما باسمهما، كما يجب أن يسيروا ورائهم، ويحرصوا على مخاطبتهما بجميع الأسماء المفضلة لديهما.

هل تعلم عن بر الوالدين

هناك الكثير من المعلومات التي يجهلها البعض عن بر الوالدين ومن أهمها:

1- هل تعلم أن بر الوالدين من أسباب الدخول للجنة، والدليل على ذلك الكثير من الأحاديث والأيات التي أكدت على فضل وعظمة بر الوالدين.

2- هل تعلم أنه في بر الوالدين تكفير كثير عن الذنوب، بالإضافة لأنه يعد من الأسباب المهمة لتفريج الهموم ورفع البلاء والتخلص من جميع شرور ومفاتن الدنيا.

3- هل تعلم إمكانية الإستمرار في بر الوالدين حتى عقب وفاتهما، من خلال الحرص بشكل مستمر على زيارتهما في المقابر والدعاء لهم بصورة مستمرة.

4- هل تعلم أن طاعة الوالدين من أسباب سعة الرزق، كما أنها من وسائل الدخول للجنة.

ما هو فضل بر الوالدين وطاعتهما

من الجدير ذكره أن بر الوالدين والحرص على طاعتهما بشكل مستمر له فضل عظيم، فهو من وسائل الدخول للجنة، كما أنه وسيلة من وسائل نيل رضا الله، وضمان السعادة في كل من الدنيا والأخرة، والدليل على ذلك قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ” إن في برّ الوالدين رزقاً حسناً للمسلمين وزيادة في العمر، حيث يفتح الله لمن يحسن إلى والديه أبوبَ رزق واسعة من حيث لا يحتسب”، كما أكد الدين الإسلامي على أن بر الوالدين له مكانة وثواب عظيم يشبه ثواب الجهاد في سبيل الله، كما أنه وسيلة للتكفير عن الذنوب وتفريج الهموم، والتخلص من جميع مفاتن الدنيا وشرورها.