يُعد الحوار من أهم صور التخاطب والتواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض ؛ ولذلك فمن المهم أن يتم تدريب التلاميذ والطلبة والطالبات على الطريقة الصحيحة للتحاور مع الآخرين واحترام الكبار والعطف على الصغار وانتقاء الحديث المناسب لكل حوار والبعد عن الألفاظ السيئة والتحلي بحسن الحديث والحوار دائمًا وأبدًا مع أي شخص .

أنواع الحوار

يُمكننا تعريف الحوار على أن أفكار تدور بالعقل وتختلج النفس وبالتالي تظهر على هيئة حوار بين شخصين أو أكثر ، ودائمًا ما يُساعد الحوار البناء في الكشف عن الحقائق وزيادة درجة التفاهم والتقارب بين الأهل والأصدقاء والأصحاب والأزواج ، وينقسم الحوار إلى عدة أنواع ، تشمل :

-النقاش : وبها يدور الحوار بين شخصين أو مجموعة أشخاص حول أحد القضايا بهدف أن يطرح كل منهم رأيه ومن ثم التوصل في نهاية الأمر إلى الرأي السليم .

-الجدل : وهو نوع غير مثمر من الحوار ؛ حيث أن كل طرف به يتبارى في إثبات صحة رأيه دون أن يحاول فهم الطرف الثاني ، وهو يُعتبر أحد صور النقاش الحاد بين شخصين أو أكثر .

-المناظرة : تُعد من أهم وأفضل أنواع الحوار حيث ينقسم بها الأشخاص إلى جهتين على سبيل المثال ، ويحاول كل منهم أن يتحدث بشكل عقلاني ومنطقي عن ارائه من أجل إقناع الطرف الثاني بوجهة نظره .

حوار بين الأم وابنتها

الحوار البناء من أهم صور الرقي الفكري والحضاري ويجب أن يحاول الآباء والأمهات أن يفتحوا حوار قائم ومستمر مع أبنائهم للتعرف على كل ما يدور في أذهانهم من أفكار ومناقشتها بطريقة تتوافق مع طبيعة أفكارهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ارائهم ؛ لأن ذلك من شأنه أن يُساعد الطفل في الوصول إلى الكثير من إجابات الأسئلة التي تدور في ذهنه وأن يكون ذو قدرة على المناقشة والتفكير المنطقي دائمًا .

وقد قام بعض الطلاب بعمل عرض مسرحي يجمع بين شخصيتين هما الأم والابنة وقد كانت قصة هذا الحوار تدور حول قضية صلة الرحم على ، كما يلي :

-الابنة : أمي الحبيبة ، أريد أن أسالك سؤال هام ، هل تسمحين لي ؟

-الأم : أجل يا ابنتي تفضلي ، ما هو سؤالك ؟

-الابنة : شكرًا أمي ، أريد أن أسأل ، هل لنا أقارب لا نعرفهم ؟

-الأم : (تُجاوب على ابنتها وهي في حالة من الدهشة) ، لماذا هذا السؤال يا ابنتي ؟

-الابنة : عندما ذهبت إلى المسجد اليوم مع أبي واستمعت إلى خطبة الجمعة ، كان الخطيب يتحدث عن أهمية صلة الرحم وأن الله تبارك وتعالى قد أوصانا بضرورة أن نصل رحمنا و نتزاور نحن وأقاربنا ، وقد ذكر أيضًا أن الحفاظ على صلة الرحم له ثواب عظيم ، غير أن قطع الرحم هو إثم يُعاقبنا عليه الله تعالى .

-الأم : (ترد وهي حائرة) ، لقد حيرتني يا صغيرتي ، دعيني أتذكر من نسيت .

(وبعد مرور فترة زمنية قصيرة )

-الأم : لالالا لم أنساها يومًا ، تعالي يا ابنتي .

-الابنة : ماذا بكِ يا أماه .

-الأم : لا تقلقي يا ابنتي ، وهيا بنا سوف نذهب سويًا لزيارة من قد قطعت رحمها ، وأسأل الله أن يغفر لي .

-الابنة : من هي يا أمي ؟

-الأم : هي عمتي أخت أبي .

-الابنة : وهل لكِ عمة يا أمي ؟ أنا لا أعرف ذلك .

-الأم : نعم يا ابنتي هي امرأة كبيرة في السن قد تجاوزت الـ 80 من عمرها ، اذهبي وارتدي حجابك وهيا بنا نذهب لزيارتها فورًا .

-الابنة ، أجل يا أماه .

(وتوجهت الأم بصحبة أبنتها إلى حيث تسكن عمتها في حجرة صغيرة أعلى منزل أخيها ) .

-الأم : أخشى أن يكون قد أصابها مكروه ، وأخشى أيضًا من عقاب ربي لقطع صلة الرحم معها لفترة طويلة .

-الابنة : هوني عليك يا أماه ، وسوف يكون خيرًا إن شاء الله .

( وبعد أن وصلتا إلى الحجرة ، دخلت الأبنة ، وبقيت الأم بعيدة خائفة تترقب )

-الابنة : السلام عليكم يا عمتي ، هل تعرفينني ؟

-العمة : وعليكم السلام ورحمة الله ، مرحبًا يا بُنيتي ، من أنتِ ؟

-الأم : (وهنا تدخلت الأم) هي ابنتي يا عمتي .

-العمة : تحاول النهوض جاهدة ، وهي تقول لا أعرفك ، من أنتِ ؟

-الأم : (والدموع تملأ عينيها) سامحيني يا عمتي ، أعلم أني قد قصرت في حقك كثيرًا ، ولقد شغلتني عنك دوامة الحياة الفانية ، نعم كم كنت قاسية ، سامحيني ، وأعدك بأن أبقى بجوارك دائمًا ولن أتركك وحدك مرة ثانية أبدًا ما حييت .

-العمة : ابنتي وحبيبتي وابنة أخى ، لا يُمكنني أن أحزن منك مُطلقًا ، هلمي إلى حضن عمتك يا حبيبتي .