يعد الحوار من أكثر أنواع الفنون الأدبية المنتشرة في كثير من ثقافات الشعوب، وهو من أكثر الأدبيات التي تحاول أن تناقش بعض المشاكل بطريقة بسيطة وسهلة وتحاكي الحياة الطبيعية من خلال المناقشات التي تحدث بين الأشخاص، كما أننا نجد بالصحافة العربية والأدب العربي الكثير من الأمثلة عن حوار بين شخصين لدراسة قضايا مختلفة في أكثر من مجال.

حوار بين شابين عن الرشوة

-وحيد: عن ماذا تبحث يا فريد، هل ضاعت نقودك أم ماذا؟
-فريد: لا بل ضاع مني ما هو أكبر وأهم من المال.
-وحيد: أي شيء هذا الذي هو أهم من المال في هذا الزمان يا صديقي؟
-فريد: هناك الكثير من الأشياء يا صديقي.
-وحيد: مثل ماذا؟ أعطني مثال يا صديقي.
-فريد: مثل الحب، والحقيقة، والسلام، والنزاهة، والتكافل، والتعاطف.
-وحيد: وهل ستجد كل هذه الأشياء في هذه الحياة وعلى هذه الأرض؟
-فريد هذه القيم يا صديقي موجودة في كل مكان وفي كل زمان، ولكن يجب البحث عنها.
-وحيد: هل تريد مني مساعدة في البحث؟
-فريد: إذا أردت.
-وحيد: يبدو أننا لن نجد شيء هنا.
-فريد: لما كل هذا التشاؤم؟
-وحيد: لأن هذا المكان هو المكان الخاص الذي يشتغل فيه موظف شرير، فهو مثل المكنسة يقوم بكنس كل هذه القيم والمبادئ الجميلة ويدسها في صندوق حديدي، ويخبئها في مكان سري بعيد عن باقي الناس حتى يصبح كل الموظفين مثله في نفس عاره ونفس جرمه.
-فريد: اااااه تقصد الموظف الذي لا يسلمك اي ورقة إلا إذا…
-وحيد: حتى تعطيه القهوة.
-فريد: القهوة، التدويرة، الحلاوة، البقشيش، الرشوة، الكثير من الأسماء والجرم واحد، يجب علينا يا صديقي أن نتعاون جميعاً حتى نتخلص من مثل هذه الأمراض التي انتشرت في مجتمعنا، هذا الداء القاتل في جسد أمتنا.

حوار بين صديقين قديمين

تقابل صديقين قديمين، كانوا زملاء أثناء الدراسة، أحدهم تخرج ليصبح طبيب، والآخر أشتغل صياداً، وفي يوم من الأيام أراد الطبيب أن يعبر النهر، فوجده الصياد وأخذه بقاربه، وهو في الطريق سأل الطبيب صديقه الصياد: هل تعرف أي شي عن الطب والتشريح؟
فأجاب الصياد: أبداً.
فقال له الطبيب: لقد ضاع نصف عمرك.
وبعد فترة من حديثهم هذا هبت عاصفة قوية، مما جعل الحوار يعود مرة أخري، فسأل الصياد الطبيب: هل تعرف شيء عن السباحة؟
فرد عليه الطبيب قائلاً: أبداً.
فقال له الصياد: إذا فقد ضاع عمرك كله.

حوار بين شخصين عن التدخين

عبد العزيز: السلام عليكم ورحمة الله يا محمد ما الأخبار؟
محمد: وعليكم السلام بخير والحمد الله.
عبد العزيز: لماذا وجهك حزين وشاحب؟
محمد: أواجه ضيق في التنفس.
عبد العزيز: لماذا يا ترى؟
محمد: للأسف من التدخين.
عبد العزيز: لماذا لا تقلع عنه هل أنت راضاً عن نفسك؟
محمد: لا ولكن لا أستطع التخلي عنه.
عبد العزيز: محمد يجب أن تتركه لأن التدخين يسبب لك ضيق في التنفس وكثير من الأضرار التي من الممكن أن تؤدي إلى الموت.
محمد: نعم اعرف ولكن كل شي بقدرة الله.
عبد العزيز: نعم ولكن الله أعطاك هذا الجسم سليم من كل سوء، وأنت تقتله بالبطيء، وهذا لا يصح، وكثير من الناس يتمنون صحتك وجسدك ورئتك ولو ليوم واحد وأنت تهلك كل هذه النعم.
فالتدخين يسبب الكثير من السلبيات، مثل الاضطراب الذي يحدث في توزيع الدم المشبع بالأكسجين على باقي أجزاء الجسم، مما يجعل الشخص معرض لأن يصاب بمرض بالأوعية الدموية، كما أن التدخين يزيد من معدل الإصابة بقرحة المعدة، والعديد من الأمراض الأخرى.
محمد: أنت محق يا صديقي سوف أحاول أن أقلع عن التدخين.
عبدالعزيز: بالتوفيق عفاك الله يا صديقي.