عقلية الوفرة وعقلية الندرة مفهومان قد يعملان على تغير حياتك للأفضل، فكل ما تفكر به في هذه اللحظة وكل ما تزرعه تحصده في موسمه، كل ما ترغب به سيأتي إليك بكامل قوته، هذا ما استنتجه الكثير من فلاسفة العالم من تأملات كونية وصوفيه، وتجارب الكثير من الناجحين في العالم، وهذا ما نخبرك به في السطور التالية.

عقلية الوفرة

معنى عقلية الوفرة هي أن تؤمن لك فرص وخير في هذه الدنيا تكفي الجميع، فلا تحتاج أن تكتسب أحد أو تخسر أحد فالخير يكفي الجميع.

عقلية الندرة

هو أن تؤمن الخير والفرص محدودة، أي بمعني إما أن تأخذ هذا الخير وحدك أو يأخذه غيرك، فالفرصة محدودة ولابد أن يكون أحدكما خسران، فالحياة كلها صراع وتنافس.

أيهما عليك الاختيار عقلية الوفرة أم عقلية الندرة

هناك عدد من الشخصيات تفكر بعقلية الوفرة فترى كل شيء حولها كثير وآخرون يفكرون بعقلية الندرة فتجدهم دائما في حالة قلق من أن لا يكفي الخير الجميع، فمن يفكر بعقلية الوفرة يرى دائما أن الفرص كثيرة ومتاحة للجميع، أما من يفكر بعقلية الندرة يرى أن الفرص محدوده وضياعها يعني ضياع مستقبله.

فتجد أن الحاسد في الغالب يفكر بعقلية الندرة، فهو يعتبر أن الفرص التي تأتي لغيره هي فرص قليلة وأخيرة، وأن لم يستحوذ عليها فهي تعني ضياع مستقبله، فيبدأ في حسد الآخرين بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو دائما يتمنى الخير للغير والبركة للجميع.

و في الحديث الشريف عن أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال : ‘لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه’. رَواهُ البُخاري ومُسلم.

تفسير عقلية الوفرة وعقلية الندرة

عقلية الوفرة هي السمة الذهنية الثالثة من أجل تحقيق المكسب، وهي تعتبر تصور ذهني يقصد به أن العالم يكفي كل من هو متواجد عليه، أما عقلية الندرة فهي تصور ذهني أن الحياة كبيرة ولكن يوجد فطيرة واحدة لا تكفي أحد غيره وعليه الحصول عليها قبل الجميع، فالندرة الذهنية هي تعني أن الحياة تساوي الصفر.

والأشخاص الذين يفكرون بطريقة الندرة دائما ما يجدون صعوبة في تقدير المنح والسلطة مع من يساعدوهم في الإنتاج، كما تجد أنهم دائما ما يمرون بأوقات عصيبة عندما يقومون بمشاركة الآخرين سعادتهم ونجاحهم، حتى وان كانوا من أقرب المقربين لهم من أصدقاء أو أسرهم، فهم يشعرون أنهم قاموا بانتزاع الفرص منهم، ومع ذلك تجدهم يعبرون لفظيا عن سعادتهم بنجاح الآخرين، إلا أنهم في داخلهم يعيشون حالة من الغيظ والرفض لهذا النجاح، ويتولد لديهم ألإحساس بقيمتهم الذاتية مقابل من حولهم، فبالنسبة للبعض منهم نجاح الآخرين يعني فشلهم.

ففي الغالب من يفكرون بطريقة الندرة تجدهم سرا يأملون أن يعاني الآخرين سوء الحظ، وأن لا يجدوا طريق النجاح، فيظلوا متواجدين في أماكنهم دون تقدم،  فتجدهم دائما ما يرغبون أن يقوم الناس بالتصرف على حسب ما يريدون هم، فيرغبون أن يكونوا مستنسخين عنهم، وأن يحيطوا أنفسهم بالناس الذين يوافقوهم الرأي دائما.

أما عقلية الوفرة فهي تتبع الإحساس العميق بالقيمة الشخصية والأمن، وهي لديها ما يكفي الجميع، ويفضلوا المشاركة والتقدير والفوائد واتخاذ القرارات وفرص الاحتمالات والإبداع.

فتجد أن عقلية الوفرة تتمتع بالرضا والسعادة، وتدرك احتمالات النمو الإيجابي وتعمل على تطويره مما يؤدي إلى التوصل إلى بدائل أخرى، فيحب صاحب عقلية الوفرة تحقيق النجاح في التعامل والتفاعل مع الآخرين، كما يحب القيام بالتواصل معهم من أجل تحقيق الأشياء التي لا يستطيع الفرد القيام بها وحده، فبالنسبة له النصر العام هو النمو الظاهري للتصور الذهني.

وتتمتع الوفرة بأن ليس لها حدود أو قيود فهي شعار الكون اللامتناهي، وهي تنطبق علينا في كل كل شيء في الكون، فهي عبارة عن استجابة ورد فعل الكون لأيماننا، فلا يجب أن نجعل الندرة هي الاعتماد الأساسي لحياتنا.

فإذا كان العقل يؤمن بالقلة فهذا يعني أن هذا الشخص يؤمن بما يسمى الندرة، وأنه دائما يبحث عن النقص المتواجد في الحياة، فيقم بوضع مجهودة وطاقته فيما لا نملكه، لذلك يجب العمل على تجاوز ادارك الندرة والتحلي بالشكر على ما تملك.