أهمية التعبير الكتابي كبيرة ؛ فهي من أكثر الوسائل التي يُمكن لها أن تؤثر على القارئ بشكل إيجابي ، أو سلبي ؛ وذلك بما يتضمنه النص المكتوب من فِكَر سليمة ، ولغة تعبيرية واضحة ، وقوية ، وسلاسة في الأسلوب الذي يُوضح المعنى المراد من النص بشكل فعال .

التعبير الكتابي في اللغة العربية

التعبير الكتابي هو الأسلوب الذي يتمكن الكاتب من خلاله من إظهار كل ما ينتابه من فِكَر ، ومشاعر بأسلوب يتصف بسلامة اللغة في التركيب والتعبير ، ومن خلال التعبير الكتابي أيضًا يُمكن للكاتب أن يتواصل مع غيره من الأفراد ، وأن يتواصل مع المجتمع بأكمله ، وفي هذه المنافع تكمن أهمية التعبير الكتابي ، وللتعبير أنواعها ، ومن أنواعها الفريدة هو التعبير الكتابي الذي نضجه في الجمل ، والألفاظ التي يستخدمها الكاتب ، كيفية تطويها لإيصال الفكرة التي يتناولها .

المفهوم التربوي للتعبير الكتابي

هو واحد من الأنشطة التعلمية التي يُمارسها الطالب ، ومن خلالها يقوم بالعديد من العمليات العقلية ، والعمليات الأخرى التي يتمكن من خلالها أن يُوظف معارفه ويُطوعها ، كما يُوظف ما يمتلكه من مهارات تتعلق بالتعبير ؛ ليُظهرها في موضوع مكتوب متكامل ومتناغم فيما بينه ، ويرتبط النص المكتوب بمجال محدد من مجالات الحياة بما في ذلك من الحلول المستخدمة في حل المشكلات بما يتناسب مع شخصية الكاتب التي تُبين تخيله للموقف الموجود ، وتقديم الحلول المناسبة ، وترتيب المعلومات وكيفية سردها ، وأيضًا المهارات العلمية للأعمال المنجزة ، وبناءً على هذا فإن الإنتاج الكتابي له عدة عوامل هي ” المعلومات الفعلية الموجودة لدى الشخص ” ، و ” المهارات الوظيفية “، و ” العمليات التي يُجريها الكاتب ” .

مهارات التعبير الكتابي

مهارة قراءة الفهم

من أهم المهارات الخاصة بالتعبير الكتابي هي قراءة الفهم ؛ فهي تتمثل في  قدرة الطالب على فهم النص بقراءته ؛ حيث أن الطالب يحتاج دائمًا إلى صياغة الكثير من الكلمات الغير مألوفة بالنسبة إليه ، وأن يتعرف بشكل سريع جدًا على الكلمات الجديدة عليه ؛ فالكلمات الجديدة يتم التعرف عليها من خلال القراءة ، ومن ثم يحتاج إلى فهم ما قرأ من كلمات ، وجمل ، وربطها ببعض ليتمكن من فهم المعنى العام للنص المقروء .

فالقراءة هي أساس الكاتب ليتمكن من إنشاء نص كتابي له معنى بألفاظ متنوعة في سياق قوي .

مهارة بناء الجمل

تعليم الطلاب كيفية بناء الجمل تُعد من أهم المهارات التي يجب إكسابها للطالب ؛ ففي أغلب الأوقات ما يجد الطلاب صعوبة شديدة في تركيب الجمل بشكل صحيح ؛ وذلك بسبب عدم الفهم الصحيح لمواضع الأفعال ، كما أنه في بعض الأوقات يقوم الطالب بكتابة الكثير من الجمل الغير مكتملة ، أو كتابة جمل طويلة جدًا .

هذا بالإضافة إلى سوء استخدام علامات الترقيم ، أو عدم استخدامها في بعض الحالات ؛ الأمر الذي يُزيد من أهمية دراسة بناء الجمل بشكل دقيق ، ومن أكثر الطرق فاعلية في التمكن من هذه المهارة هي الممارسة بشكل منتظم ، ودوري ؛ للتعرف على نقاط الضعف والقوة .

نوع المحتوى ومعرفته

نوع المحتوى ، ووجود معرفة بسيطة عنه أو بعض معلومات يُساعد بشكل كبير في دعم مهارات التعبير الكتابي ؛ ولكي يكتسب الشخص هذه المعرفة يجب عليه أن يتعرض للكتابة في العديد من الموضوعات المختلفة التي من خلالها يبحث عن الكثير من الحقائق ، والمعلومات ؛ وذلك حسب نوعية الموضوع المطلوب منه .

فإذا طُلب منه أن يكتب موضوعًا عن التلوث ؛ فيجب عليه أن يفهم مفهوم التلوث ، وأسبابه ، وخطورة على البيئة ليتمكن من الكتابة السردية لما فهم ، وهكذا في مختلف الأنواع التي يُمكن أن يتناولها معرفة كيفية كتابة الأسباب والحقائق الخاصة بكل موضوع .

ومن أكثر الطرق الفعالة التي تُساعد الكاتب في هذا الجانب المعرفي كثرة القراءة في شتى الموضوعات ، أو متابعة البرامج الثقافية بمختلف أنواعها .

مهارات التخطيط والمراجعة والتحرير

من الأهم المهارات التي تُساعد على إخراج محتوى مميز هي المهارات الثلاثة ” التخطيط ، المراجعة ، والتحرير ” فمن خلال معرفة الموضوع المراد الكتابة فيه يجب على الكاتب أن يقوم بتنظيم فِكَره ، وأن يُخطط ويُحدد النقاط التي يُريد التحدث بها وتوضيحها ، هذا بالإضافة إلى أنه يجب أن يُحدد الترتيب الخاص الذي يُريد أن يتبعه في سرد ما لديه من فِكَر ، ومعلومات .

المراجعة هي أهم ما يُمكن القيام به بعد الانتهاء من سرد المعلومات الواردة في الموضوع الكتابي ؛ فمن خلالها يُمكن للكاتب أن يُتيح لنفسه الفرصة للكشف عن أي خطأ وارد في التركيب اللغوية للموضوع ، أو أي خطأ تعبيري ، أو معلوماتي ؛ وبذلك يقوم بتصليح أي خطأ موجود ، ويقوم  باستخدام تعبيرات أخرى تتلائم بشكل أفضل مع الموضوع .

وفي النهاية يتم تحرير الموضوع بشكل متكامل قائم على المهارات السابقة التي تم استخدامها .

ومن أكثر الطرق فاعلية في التمكن من مهارة تحرير النصوص هي إنشاء قائمة خاصة بأهم النقاط التي يجب التركيز عليها أثناء الكتابة ، وهذه القائمة تتمثل فيما يلي :

  • المحتوى ، وما يتعلق به من دقة الفِكَر ، وجودتها .
  • تنظيم المعلومات بشكل دقيق ، وتسلسل منطقي من البداية ، إلى النهاية .
  • التمكن من اللغة ، والتنويع في استخدام الأساليب ، والجمل ، والدقة في اختيار الألفاظ .
  • شكل المحتوى ، ويظهر ذلك في جودة الكتابة من الجانب الإملائي ، ووجود علامات الترقيم .
مهارة التنظيم الذاتي

مهارة التنظيم الذاتي هي المهارة التي تُتيح للكاتب الوصول إلى الأهداف المنشودة من الموضوع الذي يقوم بكتابته ، ومن هذه الأمثلة تحديد عدد مُعين من الكلمات للموضوع ، وبعد الانتهاء من فقرة تلو الأخرى تقوم بالتحقق من عدد الكلمات .

وأيضًا المراجعة بشكل فوري على الجمل التي تمت كتابتها للتحقق من جودة الأسلوب الذي صيغت به الجملة ، وإمكانية تغييره إذا لم يتناسب مع عرض المعلومة .

الكثير من الطلاب يُصابون بالإحباط أثناء الكتابة ، وعليم أن يُرددون أنه قادرون على فعل جميع المهام مهما كانت صعبة ، ومن أهم الطرق التي تُساعد في اكتساب هذه المهارة هي التحقق من جميع الجمل بعد الانتهاء من كل فقرة ، أو أخذ قسطًا من الراحة بعد كتابة عدد مُحدد من الكلمات .

أهمية التعبير الكتابي
  • التعبير الكتابي أهم عناصر الأنشطة التعليمية المختلفة .
  • يعمل التعبير الكتابي على تنظيم خبرات المتعلمين ، ويرفع من المستوى العلمي الخاص بهم .
  • ينتقل بالطالب من طريقة استقبال المعرفة ، واستهلاكها ، إلى طريقة استخدام المعرفة التي اكتسبها بشكل أكثر فاعلية ونفع ، مع استخدام ما لديه من معرفة لغوية ، ومهارات كتابية .
  • يُعطي الطالب فرصة كبيرة للتعامل مع المشكلات المختلفة ، وإيجاد حل لها بما يتماشى مع الواقع ، والأسس الأخلاقية والتربوية في سياق مشوق .
  • يُشعر الطالب بالعائد المؤثر والهام الذي يعود عليه من جميع العمليات التعليمية التي مر بها .
  • يكتشف الطالب الصعوبات الموجودة في تفعيل كل ما تعلمه ، ويعمل على تخطيها .