وقعت الحرب بين أرتيريا وأثيوبيا في الفترة بين مايو ١٩٩٨ ويونيو ٢٠٠٠ ، وقد كانت حربًا مكلفة للغاية حيث كلفت اقتصاد كلا من الدولتين ملايين الدولارات ، والأسباب وراء حدوث تلك الحرب -ككل حرب في التاريخ- معقدة .

اسباب الحرب

في عام ١٩٥٠ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن أرتيريا إقليم موحد مع أثيوبيا مما أدى إلى اندلاع حرب استقلال أرتيريا التي وقعت قبل وبعد الحرب الأهلية الأثيوبية .

وفي عام ١٩٩١ هزمت الجبهة الشعبية لتحرير أرتيريا القوات الأثيوبية وساعدت الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الأثيوبية في السيطرة على أثيوبيا والتي بدورها دعمت أچندة الجبهة الشعبية لتحرير أرتيريا للاستقلال ، واتفقا على تشكيل لجنة لحل الخلافات ، وبعد استفتاء شعبي عام ١٩٩٣ اعترف المجتمع الدولي بأرتيريا كدولة مستقلة .

إلا أن اللجنة لم تنجح نتيجة للنزاعات على الحدود وبدأت العلاقة بينهما في التدهور ، وفي عام ١٩٩٧ خططت أرتيريا للاستيلاء على بادمي في مقاطعة تيغراي .

تفاصيل المعارك

وقعت في بادمي العديد من النزاعات المسلحة الصغيرة التي أسفرت عن موت العديد من مسئولي أرتيريا ، ثم دخلت أرتيريا بادمي عام ١٩٩٨ فقابلتها أثيوبيا بمعركة مطولة تتضمن المليشيات المحلية ، وفي ١٣ مايو أعلنت أثيوبيا الحرب واحتشدت لمقاتلة أرتيريا .

احتد القتال وقامت أثيوبيا بتفجير مطار في أسمرة فثأرت منها أرتيريا بتفجير مطار ميكيل وقد أسفر التفجيرين عن إصابة مدنيين ، وبينما كانت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات تقدم حلولًا سلمية شنت أثيوبيا هجومًا لاسترداد بادمي فأجبروا الأرتيريين على الرجوع للخلف ٦ أميال .

ثم هاجمت أثيوبيا ڤيليزا مما أدي إلى يومين من القتال العنيف وعانت أثيوبيا من إصابات أكثر ، وفي ١٢ مايو ٢٠٠٠ اخترقت أثيوبيا حدود أرتيريا وعبرت نهر القاش قاطعة خط الإمدادات الرئيسي لأرتيريا ، ثم كان هناك قتال عنيف وهجمات جوية أدت للاستيلاء على بلدة داس إلى أن فرضت الأمم المتحدة حظرًا على الجيشين .

فزعمت أرتيريا انساحبها من بعض المناطق احترامًا لمحادثات السلام بينما احتلت أثيوبيا هذه المناطق ، وقد شوهت البروباجندا هذه الحرب إلا أن مصادرًا موثوقة قد أشارت لانتصار أثيوبيا ، وفي ٢٥ مايو عام ٢٠٠٠ أعلنت أثيوبيا انتهاء الحرب .

الآثار غير المباشرة

كان للنزاع آثارا غير مباشرة على الصومال ، حيث قامت أرتيريا بتمويل مجموعة من المتمردين الأثيوبيين تعرف بجبهة أورومو للتحرير والتي تمارس عملها من الصومال ، فانتقمت أثيوبيا بتمويل مجموعة من المتمردين المعارضين للحكومة الصومالية

كما جددت علاقاتها مع السودان التي دعمت العديد من المجموعات المتمردة في أرتيريا ، وبعد الحرب اتهمت چيبوتي أرتيريا بحفر خنادق في إقليم متنازع عليه مما سبب نزاعًا مسلحًا عام ٢٠٠٨ .

عواقب الحرب

مات من قوات أرتيريا أكثر من ١٩ ألف شخص كما عانى الجانبان من إصابات تتجاوز ٧٠ ألف شخص ، وقامت أثيوبيا بترحيل ٧٧ ألف أرتيري بينما قامت أرتيريا بسجن ٧٥٠٠ أثيوبي وترحيل الآلاف ، وأنهت الحرب العلاقات بينهما مسببة نقص الطعام والفقر والبطالة .

وقد منحت آليات التنازع على الحدود الدولية بعض المناطق المتنازع عليها لكلتا الدولتين إلا أنها منحت بادمي إلى أرتيريا وهو ما لم يعجب أثيوبيا ، واستمرت كل دولة منهما في دعم مجموعات المتمردين والمعارضين الموجودين في الدولة الأخرى وقد أدت الضغينة والعداء المستمر بينهما إلى معركة سورونا عام ٢٠١٦ .