العالم من حولنا مليء بالنزاعات والحروب ما بين الدول وبعضها وحتى ما بين الأشخاص في الدولة نفسها وأحد هذه الحروب التي سوف نتناولها هي حرب المكبرات بين الكوريتين كوريا الشمالي وكوريا الجنوبية والنتائج التي وصلت لها.

حرب المكبرات بين الكوريتين
قال الحكومة الكورية الجنوبية أنه حتى لو كانت كوريا الشمالية تمتلك السلاح الذري فإن كوريا الجنوبية تتقدم عليهم بشكل أكبر في قوة البرامج الدعائية التي تبث المكبرات الصوتية الموجودة بين البلدتين.

ومنذ الحرب الكورية التي نشأ في فترة الخمسينات من القرن الماضي فإن كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية نصبت المئات من المكبرات الصوتية على حدود كل منهما لأنها كانت تستعملها في الدعاية السلبية ضد الطرف الآخر.

وقد أدت هذه الدعاية إلى نشأة الحرب بين الكوريتين التي وصلت إلى تبادل القصف المدفعي، وقد أعادت سول تشغيل مكبرات الصوت التي تمتلكها كوريا الجنوبية حتى تعمل بأقصى صوت لها حتى تبث بعض الأغاني البوب الكورية والرسائل الدعائية على كوريا الشمالية وهذا كان رد منهم على أول تجربة نووية أجيت عن طريق بيونغ يانغ.

وبالطبع كوريا الشمالية أصدرت رد فعل مشابه ووضعت مكبرات الصوت الخاصة بها في اتجاه كوريا الجنوبية وكانت تمجد فيها الزعيم الكوري الشمالي وتهاجم رئيس كوريا الجنوبية.

وقد تم تشغيل هذه المكبرات الخاصة بكوريا الشمالية في 10 مواقع لكن كان تأثيرها ضئيل جدًا وذلك بسبب أن أجهزة البث لكوريا الشمالية كانت ضعيفة جدًا مقارنة مع أجهزة البث لكوريا الجنوبية.

بيونغ يونغ غاضبة
قبل أن ترد كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية وتشغل مكبرات الصوت الخاصة بها فقد أعلن مسئول كوري شمالي أن الدعاية التي تبث من كوريا الجنوبية قد تؤدي إلى اندلاع الحرب بين البلدين كوريا الشمالية والجنوبية.

وقد أشاد رئيس إدارة الدعاية في حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية قال أن (( الولايات المتحدة وأتباعها الذين يشعرون بالغيرة من نجاحنا في أول تجربة قنبلة هيدروجينية، يدفعون الموقف نحو حافة الحرب بقولهم إنهم استأنفوا الدعاية النفسية وأحضروا قاذفات استراتيجية”.))

وقد نشرت العديد من وسائل الاعلام صور كثيرة عن الحشود التي ظهرت في هذه الواقعة وكانوا هؤلاء الأشخاص المتجمعين في وسط بيونغ يانغ وكانوا يحملون لافتات دعائية مجد الزعيم كيم جونغ أون.

وفي ذلك الوقت قامت كوريا الجنوبية ببث الدعاية السلبية على كوريا الشمالية في حوالي 10 مواقع موجودة على الحدود.

وكان الهدف منها هو منع استماع الجيش الشمالي إلى الدعاية الخاصة بكوريا الجنوبية بهدف التشويش وليس بهدف الكلام عن الجيش الكوري الجنوبي.

حرب طريفة وفعالة بين الكوريتين
في السنوات من 1950 إلى 1953 كانت هناك حرب نفسية بين الكوريتين عن طريق وحدات صوت مكبرة متنقلة تتحرك على طول الجبهات بين الكوريتين.

وفي أجواء من التوتر الشديد في هذا الوقت وخاصة أنه كان في فصل الصيف فقد هددت كوريا الجنوبية كوريا الشمالية أنها سوف تقصفها بالمدفعية لإسكات صوت مكبرات الصوت.

وبالفعل اوقفوا مكبرات الصوت الخاصة بهم بعد تصعيد الموقف والتهديد بنزع السلاح منهم وأصدروا اتفاقية تنص على أن أي قرار يصدر من كوريا الجنوبية سوف يكون لاغي بشأن الرسائل الدعائية لو وقع حدث غير عادي في المستقبل.