تعرف حرب شلسفيغ بحرب السنوات الثلاث ، و قد دارت هذه الحرب على مرحلتين ، و كانت أولى مراحلها على شكل صراع عسكري دار بين ألمانيا الشمالية و جنوب الدنمارك .

حرب شلسفيغ الأولى
دارت الحرب بين ألمانيا الشمالية و جنوب الدنمارك ، و نتجت عن قضية شلسفيغ هولشتاين ، و كان ذلك من أجل رغبة كل منهما في السيطرة على دوقية شلسفيغ و دوقية هولشتاين ، و قد دامت هذه الحرب في الفترة من عام 1848 و حتى 1851 ، و شملت بعض الجنود من السويد و بروسيا ، و انتهت بانتصار الدنمارك ليندلع بعدها النزاع الثاني في عام 1864 .

خلفية حرب شلسفيغ الأولى
– في عام 1848 كانت كل من دوقية شلسفيغ و هولشتاين و كذلك دوقية ساكسونيا لاونبورغ تحت سيطرة الدنمارك ، و كان أغلب القاطنين فيها من الألمان ، و كانت هذه الدوقيات لها أهمية بالغة في الاقتصاد الدنماركي ، و بعد إنتهاء الحروب النابليونية ظهرت الأيدلوجية القومية الجرمانية ، و قد طالبت ألمانيا بهذه المناطق .

– كانت أهداف كل من الدنماركيين و الألمان وقتها متضاربة ، مما أدى إلى إندلاع الحرب ، حيث اعتقد كل منهما أن هذه المناطق تابعة لكل منهما ، فكان الدنماركيين على اعتقاد أن شلسفيغ تتبع للدنمارك ، في حين أن الألمان كانوا يروا ضرورة توحيد كافة المناطق السابق ذكرها ، و هنا ظهر الخلاف .

– على صعيد آخر توفى الملك كرستيان الثامن حاكم الدنمارك ، و ورث الحكم ابنه فردريك السابع الذي لم يكن له ورثة ، و هنا صدر قانون ملكي يسمح لإحدى قريبات الملك بتولي الحكم ، و كان هذا أمر غير شرعي .

نشوب حرب شلسفيغ الأولى
– في الحادي و العشرين من مارس من عام 1848 ، قام بعض المواطنين الدنماركيين بالتظاهر في كوبنهاغن ، رغبة منهم في إقامة دستور ليبرالي دنماركي ، و كان مسئولوا الحزب الوطني الألماني على دراية بكل ما يحدث في كوبنهاغن ، حيث طالبوا وقتها بإقامة حكومة مؤقتة ، و يرجع ذلك إلى اعتقادهم بأن الثوار تمكنوا من السيطرة على الملك ، فكانوا يريدوا فصل دوقية شلسفيغ عن هولشتاين ، و قد تدخل الكثيرين في هذا الصراع .

– في هذا الوقت تعامل الملك و الحكومة الدنماركية مع هذه التصرفات ، على كونها نوع من أنواع التمرد ، و بالفعل بدأ في التعامل مع هذه الأمور .

– في هذا الوقت كانت القلعة الموجودة بالدوقية تستخدم كمستودع لأسلحة و كتائب المشاة ، و عندما احتد النزاع وجدت أبواب القلعة مفتوحة لأسباب غير معروفة ، فدخل الثوار على وجه السرعة ، و كان من المفترض وقتها أن يكونوا مدافعين ، وقتها تم السماح للضباط الدنماركيين بالدفاع عن القلعة ، على أن يتركوا القلعة بعد ذلك و يذهبوا للدنمارك .

حرب شلسفيغ الثانية
– كان هذا هو الصراع الثاني لنفس القضية السابق ذكرها ، فقد اندلعت الحرب في عام 1864 ، حينما تمكنت القوات البروسية من دخول شلسفيغ .

– حاربت الدنمارك بروسيا و النمسا ، و قد اندلعت بغرض السيطرة على هذه الدوقيات ، و بشكل خاص لعدم وجود وريث مقبول للحكم في الدنمارك من وجهة نظر الاتحاد الألماني ، و هنا احتد الخلاف و بشكل خاص بعد إنتهاء الحرب الأولى ، و اتخذ الخلاف شكل الخلافات العرقية ، و صعوبة التعايش بين مختلف أشكال الصراع القائم على الأنظمة السياسية داخل الدولة الدنماركية .

– انتهت هذه الحرب في نهاية شهر أكتوبر من عام 1864 ، و قد انتهت بمعاهدة فيينا التي حكمت بتنازل دوقيات شلسفيغ و ساكسونيا لاونبورغ و هولشتاين لكل من النمسا و بروسيا ، و قد كان هذا الصراع هو آخر الصراعات التي حسمت لصالح امبراطورية النمسا ابان الحكم الامبراطوري المجري النمساوي