حتى الآن ما زال عالم الأحلام يشبه عالم البحار إلى حد بعيد حيث الكثير من العمق الذي لا ينتهي والكثير من الإشارات التي ترمز لأشياء لم تكتشف بعد ، وبرغم المحاولات الجادة على مر العصور من قبل العلماء ظلت الأحلام عالمًا خفيًا مجهول الأبعاد جميعنا يريد أن يفهم ماذا يعني حلمه ، مفتونون إلى حد بعيد بذاك العالم الذي يفصلنا لدقائق عن الواقع ، لذا نتناول في هذا المقال أنواع الأحلام في علم النفس .

انواع الأحلام في علم النفس

تعددت النظريات العلمية التي تحدثت عن الأحلام ، فالبعض يعتقد أن الأحلام بلا هدف ، وأنها من الممكن أن تكون نتيجة لأشياء ثانوية تحدث في الدماغ خلال فترة النوم ، بينما هناك العديد من الباحثين الذي أكدوا أن هناك غرضًا رئيسيًا من الأحلام ، وتم تقسيمها وفقًا لعلم النفس كالآتي: 

أحلام اليقظة

أكدت الدراسات أننا نميل لأحلام اليقظة بشكل يومي بمعدل من 70 إلى 120 دقيقة ، حيث يكون الإنسان في نقطة بين النوم واليقظة ، وذلك الحلم يبدأ أثناء اليقظة فيأخذنا الخيال إلى بُعد آخر حيث تبدأ عقولنا في التجول ويقل مستوى الوعي تدريجيًا فنفقد أنفسنا في القصة والحوار والخيال والمتخيل.

أحلام واضحة

تحدث تلك الأحلام الواضحة ونحن مستغرقون في النوم لكن يدرك النائم أنه يحلم فهناك من يستيقظ بمجرد أن يدرك أنه يحلم ، وهناك أشخاصًا يدركون ذلك لكنهم يبقوا قيد الحلم ويصبحون مشاركًا نشطًا في أحلامهم ، حيث يتخذون القرارات ويؤثرون على نتائج أحلامهم دون الاستيقاظ منها.

الكوابيس

الكابوس هو الحلم المزعج الذي ينتج عنه استيقاظ الحالم في حالة فزع وقلق ، وغالبًا ما تكون من تأثير الحياة الواقعية ، ويندرج هذا النوع تحت فئة خاصة يطلق عليها   ” PSN ” أو ” كابوس ما بعد الصدمة ”.

ومن الممكن أن تكون الكوابيس ناتجة من رفض واقع معين ، حيث تشير الأبحاث إلى أن تلك الكوابيس تحدث عادة لأشخاص لديهم ماضي عائلي قاسي ، ومشاكل نفسية أو أشخاص فكروا في الانتحار أو يعانون من علاقات ضاغطة ، كما تعتبر الكوابيس إشارة لخوف قابع في النفس يجب التخلص منه ، فهي محاولة من العقل الباطن للتعويض أو لقول ” انتبه! ”.

الأحلام المتكررة

وهي الأحلام التي تكرر نفسها مع اختلافات بسيطة في القصة ، من الممكن أن تكون أحلامًا جيدة ، لكنها في الغالب ليست كذلك وتبدو كابوسية ، وتلك الأحلام تتكرر لأن المشكلة التي تتحدث عنها مازالت قائمة ولكن يتم تجاهلها أو نسيانها ، وبمجرد أن يتم حل تلك المشكلة سيتوقف الحلم عن التكرار.

أحلام الشفاء

تلك الأحلام تكون بمثابة تنبيه للأشخاص لأمر يتعلق بصحتهم ، حيث يقول الخبراء أن أحلام الشفاء عادة ما تكون شافية لأنها تساهم في تجنب المشكلات الصحية التي على وشك الحدوث ، حيث تتمكن أجسادنا من التواصل معنا عبر الأحلام لتخبرنا أن ثمة شيئًا ما في أجسامنا ليس صحيحًا حتى قبل ظهور الأعراض ، تقوم الأحلام الشافية تلك بالتنبيه حول ضرورة الذهاب إلى طبيب.

الأحلام التنبؤية

ويطلق عليها أيضًا اسم ” الأحلام المعرفية ” أو ” الأحلام النفسية ” وهي نوع من الأحلام يدور حول تنبؤ معين في المستقبل ، وتقول النظريات العلمية في هذا النوع من الأحلام أن عقولنا الحالمة قادرة على تجميع الأحداث والملاحظات التي نتجاهلها أو التي لا نعطيها مساحة من الجدية ، بمعنى أن العقل اللاوعي قادرًا على معرفة ما لم يدركه العقل الواعي بعد.

أحلام الإشارة

يكون هذا النوع من الحلم بمثابة الرفيق المساعد على جعلك تفهم حل مشكلة معينة ، حيث يساعدك في اتخاذ القرارات في الحياة الواقعية .

الأحلام الملحمية

تلك الأحلام التي تبدو كالأفلام ذات الإنتاج الضخم ، هي ضخمة وجذابة وحيوية بشكل كبير ، ليست لديك القدرة على تجاهلها ، وتظل تفاصيلها ترافقك لبعد سنوات مضيئة كما لو أنها كانت أمس ، تلك الأحلام تحمل من الجمال والتمثيلات النموذجية للحياة ما لا يصدق ، حيث تفيق وأنت شاعرًا باكتشاف شئ جديد عن نفسك ، أو عالم آخر يبدو كحياة مغايرة قمت بتجربتها .

تعريف الأحلام

تعدد تعريفات الأحلام بين الباحثين في علم النفس والأحلام ، كما يلي :

  • تم تعريف الأحلام على أنها طريقة معالجة الذاكرة وهدف التعلم ، أي هي عبارة عن نقل الذكريات التي تم تخزينها على المدى القصير إلى المدى الطويل ليضيف للدماغ قائمة نظيفة قبل اليوم التالي .
  • أيضًا تم تعريفها أنها طريقة للتوازن العاطفي التي يقوم بها العقل ، من خلال عمل دمج  بين الأفكار والمشاعر والظروف الصعبة والخبرات .
  • كما يُعرّف أنه حالة من الوعي المختلف يقوم بجمع الماضي والحاضر والمستقبل ، لتجمع معلومات ما مضى وما يحدث للاستعداد لما سيحدث .
  • أيضًا تم تعريف الأحلام أنها نوع من القناع تقوم الدماغ بارتداء من أجل حماية نفسها من الأحداث الصعبة والتهديدات المحتملة في الحياة الواقعية .
  • وجاء التعريف الأخير أن الأحلام ما هي إلا استجابة لتغييرات كيميائية وحيوية ونبضات كهربائية تحدث خلال فترة النوم .

هل نحن جميعًا نحلم

في أغلب الحالات يستغرق الحلم ساعتين أو أكثر في الليلة ، ويعيش الإنسان من 3 إلى 6 أحلام ليلية ، بينما تكون الأحلام من خمسة إلى عشرون دقيقة ، وبينما يقول بعض الأشخاص أنهم لا يحلمون ، لكن هذا الأمر ليس حقيقيًا فربما لا تتذكر حلمك ، لكن الأحلام في حد ذاتها هي تجربة إنسانية شاملة ، ومعظم أحلامنا جميعًا قد لا نتذكرها لأن ذكريات الأحلام سرعان ما تتلاشى فور الاستيقاظ.