النجاح هو الهدف الذي يسعى وراءه جميع الأشخاص باختلاف هوياتهم وثقافاتهم وبغض النظر عن أهدافهم إن كانت كبيرة أو صغيرة، فالنجاح يظل نجاحاً سواء تحقق في أهداف كبيرة يسمع صداها في العالم بأسره أو تحقق في أهداف صغيرة يدوي صداها داخل المرء بمفرده.

وعلى عكس المعتقد السائد بين الغالبية العظمى من الناس فالنجاح لا يقتصر على فئات معنية تمتلك مقوماته حصراً دوناً عن الآخرين، فالنجاح ساحته مفتوحه أمام الجميع ويمكن للجميع خوض معاركه لكن صاحب النفس الأطول ومن يمتلك العزمية والإصرار هو وحده القادر على الفوز به، لذا من أراد أن ينضم لزمرة الناجحين عليه أن يعرف ماهي مقومات النجاح؟ وكيف يمكنه الاستفادة منها.

مفاتيح النجاح العشرة

الشخص الناجح هو مجرد شخص عادي لا يملك أي قوة خارقة تجعله يستحق النجاح دوناً عن غيره، إلا أنه قرر أن يسلك طرقاً غير اعتيادية يخشى الجميع من خوضها خوفاً من نهايتها وتحلى بالشجاعة الكافية لتحقيق أحلامه بغض النظر عما سيواجه من مشكلات خلال طريقه، فأكثر ما يخشاه الناجح هو ألا يحقق أحلامه أما العقبات فلا يخشى منها شيئ مهما بلغت صعوبتها كونه يؤمن بأنها تصنع منه إنسان أفضل وبأنها دليل على حتمية اقترابه مما يريد الحصول عليه.

وحتى يتمكن الجميع من تحقيق النجاح عليهم أن يتحلوا ببعض الصفات والتي تعد بمثابة مفاتيح للنجاح من امتلكها تمكن من تحقيقه، وفيما يلي نوضح لكم مفاتيح النجاح العشرة بالتفصيل.

تحديد الأهداف

من أراد النجاح عليه أن يتمكن أولاً من تحديد أهدافه التي يسعى للوصول إليها وأحلامه التي يسعى لتحقيقها، وهذا هو الخطأ الأول الذي يقع فيه كثير من الأشخاص والذي يحول دونه وصولهم للنجاح، فالنجاح بحاجة لترتيب وتنظيم وتخطيط مسبق فكيف يمكن لأي شخص أن يغدو إنساناً ناجحاً دون أن يعرف حتى ما الذي يسعى إليه في هذه الحياة.

خطوة تحديد الهدف ليس مفيدة فقط لتستوضح منها ما تريد السعي وراءه في الحياة، من خلال تحديد أهدافك ستتمكن من تحديد الطرق التي عليك أن تسلكها للوصول لهذه الأهداف، والمهارات التي ينبغ يعليك التسلح بها لتتمكن من النجاح في تحقيق هذه الأهداف، لذا أولاً عليك تحديد أهدافك بوضوح تام.

تقييم المهارات

بالنظر لأي شخص تمكن من النجاح في أي مجال في الحياة من أي مكان في العالم سنجد أنه يتمتع بمجموعة كبيرة من المهارات ساعدته على تحقيق هذا النجاح، وليس الفكرة هنا أن تتحلي بأي نوع من المهارات بل على وجه التحديد المهارات التي يتطلبها هدفك لتتمكن من تحققيه.

فالخطوة التالية التي تأتي عقب تحديد هدفك هي تحديد المهارات التي يتطلبها للوصول إليه، ومن ثم تحديد المهارات التي تتمتع بها ومقارنتها بها لترى إن كانت كافية بالفعل لتنتقل للخطوة التي تليها، أم أنك بحاجة لتطوير مهاراتكم وتعلم مهارات جديدة حتى تتمكن من تحقيق هدفك.

الإيمان بالذات

الثقة بنفسك وبأنك قادر على تحقيق أهدافك والوصول إليها عاجلاً أم آجلاً هي القوة الوحيدة التي ستمكنك من متابعة الطريق حتى نهايته مهما كان ضبابياً ومهما كان شاقاً، لذا عليك أن تبني جداراً كبيراً تحمي داخله ثقتك بنفسك والإيمان بقدراتك فستتعرض لكثير من الانتقادات اللاذعة من الآخرين وستسمع الكثير من الأفكار والآراء السلبية من أشخاص خاضوا هذا الطريق قبلك لكنهم لسبب أو لآخر لم يتمكنوا من مواصلة المسير، كل هذه الأمور ستكون كافية لتثنيك مثلهم عن مواصلة الطريق إن لم تؤمن بنفسك وتبذل كل ما يتطلبه الأمر لحمايتها من الأشخاص السلبيين وآرائهم.

البدء على الفور

التأجيل والتسويف من أكثر العادات التي تقتل الطموح وتضيع الكثير من الفرص التي ربما لن تتكرر ثانية، لذا عليك البدء اليوم فالغد سيكون مشابه لليوم إن لم تنطلق والفرصة التي حملها لك اليوم ربما سيأتي الغد بدونها لذا اغتنم الفرصة متى سنحت لك الفرصة، وانطلقت متى قررت النجاح.

فالتأجيل آفة إن تمكنت منك ستصير عادة شخصية والتخلص منها لن يكون بالسهولة التي تعتقدها، فالجهد الذي سيتطلبه الأمر للتخلص منها من الأفضل أن تبذله في ملاحقة أحلامك والسعي وراء أهدافك.

التحلي بالشجاعة

أن تعرف ما تريد فعله وكيف يمكنك فعله هو أمر مهم للغاية لكنك لن تتمكن من وضع قدمك على أول الطريق نحوه دون تحليك بالشجاعة الكافية على مواجهة المجهول الذي يخبأه لك، أنت بحاجة للشجاعة حتى تتمكن من تحمل المنافسة مع ملايين الأشخاص ممن يتمتعون بمهارات ربما تفوق مهاراتك في كثير من الأحيان.

أنت بحاجة للتحلي بالشجاعة كذلك حتى تتمكن من تقبل الهزيمة والفشل، وحتى تتمكن من الصمود أمام مختلف العقبات، ولكي تخوض الطريق ألف مرة حتى تتمكن في النهاية من الوصول لهدفك.

التحلي بالشغف

العالم المشترك بين جميع الناجحين في مختلف المجالات هو امتلاكهم الشغف الذي مكنهم من الاستمتاع بكل لحظة في الطريق مهما بلغت صعوبتها، الشغف هو الطاقة التي ستحركك نحو أهدافك وستشعل داخل الحماس حتى تجرب ألف مرة قبل أن تظن أنك فشلت.

الشغف سيدفعك نحو طريقك وسيساعدك على بلوغه، لذا لا تختر طريقاً لا يوجد في قلبك شغفاً كافياً له فعاجلاً أم آجلاً ستتركه فلن تجد فائدة من مواصلته، وهنا يأتي دور الشغف الذي يذكرك دائماً لما سلكت هذا الطريق ولما عليك مواصلته.

التحلي بالإتقان

الإتقان هو الفيصل بين الشخص الناجح والفاشل، ولا نقصد به هنا أن الناجح متقن لكل شيء ومتمكن من كل شيء فل يوجد شخص واحد يمتلك جميع المهارات متقن لها مئة بالمئة، فالمقصود بالإتقان هنا أنه عليك أن تتقن شيء واحد على الأقل بكفاءة عالية حتى تتميز في فعله وأن تعرف شيء عن كل شيء آخر.

فمحاولتك لإتقان كل شيء لن تجدي وسينتهي بك الأمر مستسلماً، لذا ابحث عن شيء واحد فقط يمكنك إتقانه والقيام به بمهارة عالية ولا تشتت نفسك بمحاولة إتقان ملايين الأشياء التي ربما لن تضيف لك أي جديد في نهاية المطاف.

التحلي بالإصرار

يعتقد الكثير من الناس أن النجاح سهل للغاية ويمكن تحقيقه في طرفة عين، والسبب وراء ذلك أن معظم قصص النجاح التي نعرفها لم تسلط الضوء على اللحظات الصعبة التي مر بها الناجحين والتي ربما ترددوا حينها ألأف مرة قبل أن يواصلوا المسير بالفعل.

لذا فالنجاح يتطلب التحلي بالإصرار على متابعة المسير مهما كانت النتائج ومهما كانت آراء الآخرين، ومهما كانت المعاناة قاسية، فالحياة لا تعطي أشياء بالمجان لذا عليك أن تتحلى بقدر كافي من الإصرار للحصول على ما تريده.

التحلي بالصبر

النجاح كذلك لن يحدث في ليلة وضحاها فقد يتطلب الأمر منك شهور وربما سنوات حتى تتمكن من رؤية النتائج، لذا من ظن أن الوصول للنجاح سيكون في اليوم التالي لانطلاقه عليه أن يعيد التفكير ثانيةً.

فالنجاح بمثابة مزرعة عليك أن تعتني بما تحمله في باطنها وتسقيها باستمرار ثم تجلس لتنتظر حصاد الثمار في الوقت المحدد لنضوجها، فإن استبقت الأمور أفسدت كل ما قمت به من جهود.

التحلي بالذكاء

الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الطرق الصعبة هي الطرق الوحيدة التي يجب على الجميع خوضها لبلوغ النجاح، لكن في بعض الأحيان تكون الطرق السهلة اختياري مثالي للوصول لما نسعى إليه خاصةً إن كنا غير مستعدين تماماً للطرق الصعبة ولا نملك المهارات اللازمة لقطعها.

لذا فالشخص الناجح عليه أن يتحلى بالذكاء الكافي الذي يمكنه من معرفة ما هو مفيد له وما لا فائدة منه بغض النظر عن سهولته أو صعوبته فالهم هو ما سيحقق من نتائج فقط.