العلم والتكنولوجيا والثقافة والتقدم هي اللغة الوحيدة التي يعترف بها العصر الحالي في كافة المجالات والعلوم ، وفي هذا الصدد ، أصبح هناك اتجاه كبير إلى الوصول إلى أفضل الأساليب والاستراتيجيات التي من شأنها أن تُساعد على رفع كفاءة ومهارة الأجيال الجديدة ؛ حتى يكونوا ذو علم ووعي ودراية وإدراك لكل ما يدور حولهم ، ومن ثم يقودوا دفة الوطن إلى التقدم والرقي والإزدهار دائمًا وأبدًا ، وتعد مهارات الـ STEM مجموعة من أهم المهارات التي يجب تنشئة الأجيال الجديدة عليها بل يجب أن يكتسبها كل شخص أيضًا سواء كبير أو صغير .

مهارات الـ STEM

إلى أي شخص كبير أو صغير يأمل في أن يصبح رائدًا في مجال عمله ومتفوقًا ومتميزًا أيضًا ؛ لا يجب أن تغفل بأي حال من الأحوال عن مهارات STEM ؛ والتي تأتي كاختصار أو دلالة على الأحرف الأولى من المصطلحات الإنجليزية التالية : Science Technology Engineering Mathematics .

وهذا يُشير بشكل واضح إلى أن مبدأ مهارات STEM قائم على تعلم وإتقان أربعة علوم وتخصصات مُحددة ألا وهي : ( العلوم ، التكنولوجيا ، الهندسة ، والرياضيات ) ، ولا ترتكن تلك المهارات على تعلم الجانب النظري كما هو الحال في الغالبية العظمى من مدارس المملكة ومدارس الوطن العربي ؛ وإنما هي تهدف إلى تعلم هذه التخصصات بشكل عملي وتطبيقي يلمس أرض الواقع ويُساعد الطالب على الربط بين ما يتعلمه وبين عالمه الواقعي الحقيقي .

وبالتالي ؛ فإن STEM يهدف إلى مُساعدة كل متعلم أو متدرب على دراسة هذه التخصصات الأربعة معًا وفي وقت واحد من أجل الربط فيما بينهما والربط بينهما وبين عالم الأعمال والبحث العلمي أيضًا ، حيث يتم دمج هذه التخصصات في نموذج تعليمي تطبيقي ذو صلة وثيقة بالحياة العملية .

كيف تحترف مهارات الـ STEM

الرغبة في التعلم والإبداع والريادة هي وحدها التي تؤهل أي شخص إلى التزود من العلم والمعرفة ، ولذلك ؛ على كل شخص يسعى بجدية إلى احتراف مهارات الـ STEM أن يتحلى دائمًا بالصفات تالية الذكر :

العمل الفردي أو ضمن فريق

العمل الفردي والقدرة على إنجاز المهام والأعمال المختلفة دون مساعدة أحد يُعد في حد ذاته إنجاز هام يُحسب لشخصية ومهارة الفرد ؛ كما أن العمل ضمن فريق أيضًأ والتحلي دائمًا بروح التعاون وروح الفريق هي مهارة أخرى هامة ، وكلتا المهارتين لا بُد من توافرهما بشكل مُتقن في كل شخص يسعى بشكل جدي إلى أن يكون رائدًا في مجال عمله .

وفي ضوء مهارات الـ STEM أنه لا يُمكن لأي آلة أن تعمل بشكل صحيح إذا ما كانت جميع أجزائها متناسقة الحركة مع بعضها البعض وهذا الأمر ينطبق أيضًا على فريق العمل ؛ حيث أنه لا يُمكن لأي فريق عمل مهما كان أفراده ذو خبرة ومهارة أن ينجح دون أن يكون هناك نوعًا من الاتفاق والانسجام فيما بينهم ، وبالتالي ؛ لا بُد من العمل على إتقان مهارة العمل الجماعي والتعاوني قدر الإمكان .

التحلي بالمرونة

كما أن التشبث بالرأي والعناد دائمًا وأبدًا يُعتبر من أبرز أسباب عدم التوفيق ؛ وبالتالي تحقيق الخسارة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المؤسسي أيضًا ، ولذلك ؛ لا بُد أن يكون الشخص الناجح في ضوء مهارات STEM ذو مرونة في التفكير وأن يتقبل الرأي والرأي الاخر من أجل الوصول إلى أفضل الاراء وأكثرها توفيقًا في النهاية .

التفكير المنطقي لحل المشكلات

إذا كنت من الأشخاص الذين يواجهون كل مشكلة أو قضية تواجههم في حياتهم أو في عملهم بالعصبية والغضب واتخاذ القرارات السريعة غير الصحيحة ؛ فأنت أبعد ما تكون عن مهارات الـ STEM ؛ لأن تلك المهارات تُحتم على من يمتلكها ضرورة أن يتحلى بالعقل والحكمة والهدوء النفسي والعصبي قدر الإمكان عند مواجهة أي مشكلة أو أي عارض من عوارض الحياة ، والبدء في طرح واقتراح الحلول ، وتنطوي مهارات ستيم على التفكير في ضوء فرضية (إذا ،، فإن) ، أي يقوم باقتراح الحلول بصيغة “إذا حدث كذا” ، وتخيل النتائج بصيغة “فإن ذلك سوف يؤدي إلى” ، وهكذا .

تقسيم الأفكار إلى أجزاء

الفكرة الكبيرة لا يُمكن تنفيذها دفعة واحدة ، لذلك ؛ فإن مهارات الـ STEM تنص على ضرورة العمل دائمًا على تقسيم الأفكار الكبيرة إلى أفكار صغيرة أو بمعنى اخر تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة والبدء في تنفيذ كل منهما بشكل متسلسل ، ومن أهم الأمثلة على ذلك شركة جوجل التي بدأت بمنتجات قليلة ، ثم أصبحت تغزو كل أنحاء العالم وأصبح هناك اعتماد تام وكامل على منتجاتها البرمجية أيضًا ، وغيرهم من الأمثلة الأخرى الأكثر نجاحًا .

الإيمان بالقدرات الذاتية

لا بُد أن تكون الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية نابعًا من نفس الإنسان دون أن يتأثر بأي عوارض أو اراء خارجية ، ولذلك ؛ فإننا من الصعب جدًا أن نجد رجل أعمال أو صاحب مشاريع ناجح لا يمتلك قدر كبير من الثقة بالنفس والإيمان بالمهارات والقدرات الخاصة ، ومن هذا المنطلق ؛ لا بُد أن يتم تدريب المتعلمين والمتدربين دائمًا على أن يكونوا ذو قدر جيد من الثقة بالنفس والثبات الإنفعالي أيضًا في نفس الوقت .

تحفيز الاخرين

إن رواد الأعمال لا بُد أن يكونوا مصدر طاقة إيجابية للاخرين وأن يكونوا أيضًا محفزين دائمًا لكل أفراد العمل حتى يُساعدوهم على التوصل دائمًا وأبدًا على إخراج أفضل ما لديهم ومن ثَم التوصل إلى أفضل أداء عمل وإنتاجية ، وبالتالي فإن إتقان مهارات ستيم STEM يتطلب قدر عالي من الطاقة الإيجابية وأن يبتعد تمامًا عن بث الروح السلبية في نفوس الاخرين .

حب التعلم وتنمية المهارات

مخطئ من يظن أن اكتساب المهارات مقتصر على صغار السن فقط ؛ بل إن حب العمل والتعلم واكتساب المهارات من أهم سمات الأشخاص الناجحين في حياتهم ، كما أن اكتساب المهارات ليس مرهونًا بعمر أو سن ، وتنص مهارات ستيم STEM أيضًا على ضرورة أن يتحلى كل شخص يرغب في النجاح والاستمرار في التميز أن يحرص طوال الوقت على اكتساب المهارات المختلفة .

مدارس STEM

ونظرًا إلى أهمية مهارات ستيم STEM ؛ فقد تم إنشاء بعض المدارس الهامة التي تقوم بتدريس مناهج ستيم في مراحل التعليم الأساسي ، نظرًا إلى أن هذه المهارات ذات قيمة وأهمية كبيرة جدًا سواء فيما يخص الجانب المعرفي أو جانب المسار الوظيفي واقتحام سوق العمل والحصول على الريادة الدائمة به .

ويتم انتقاء مجموعة من الطلاب ذو الذكاء والمهارة والتفوق من أجل إلحاقهم بمدارس ستيم من أجل بناء جيل جديد ذو قدر غير عادي من العلم والثقافة والفكر والإدراك والوعي ؛ حتى يكون قادرًا على قيادة وطنه إلى التقدم والرقي والتنمية والإزدهار ويكون قادرًا أيضًا على حماية وطنه من أي أخطار تُحاك به .