تستطيع أن ترى عبق التاريخ من خلال المعمار القديم، فهو الآن خير شاهد على مدى براعة من قاموا بتشييده وبناءه، والدليل على ذلك أنه لا يزال قائما على حاله إلى الآن وهو ما يعنى مدى التطور التي وصل إليه أجدادنا، ومن بين كتب التاريخ اخترنا اليوم تاريخ معمار مهم هو مسجد الحوزة والذي يقع في قرية الحوزة في محافظة الظهران التابعة إلى منطقة عسير، حيث لايزال مسجد الحوزة قائما على حاله إلى اليوم، وعمره الآن 100 عاما، ويشهد تاريخ حقبة زمنية قديمة كانت في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، فهو من المساجد التاريخية الشامخة والذي يمثل كل ركن من أركانه تاريخ مهم جدا يحمل الكثير من الأسرار، وفي هذا المقال نعرض تاريخ مسجد ” الحوزة”.

تاريخ مسجد الحوزة
يقع ” مسجد الحوزة” في محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير بجنوب المملكة، والمعروف عن هذا المسجد أنه من أهم المساجد الأثرية في هذه المنطقة والتي تم تشييدها قبل أكثر من 100 عام، وهو المسجد الذي يمتاز بالجدران المزخرفة والمكسوة بالنقوش القديمة حيث تختلف أشكالها وأحجامها، كما يجاور مسجد الحوزة بئر منحوت بالصخر يتعجب كل من يراها ببراعة من قاموا بنحتها بمسافة متر ونصف المتر في مثله وبعمق يزيد عن ثلاثين مترا .

وقد ذكر الأديب محمد مهاوش الوادعي وهو أحد المؤرخين في محافظة ظهران الجنوب أن مسجد الحوزة قد تمت توسعته في تاريخ 1213هـ، ثم تمت توسعته مرة أخرى في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله حينما أرسل جيشا بقيادة الملك سعود عام 1353هـ وكان يرافقه آنذاك الأمير فيصل بن سعد بن عبد الرحمن، والأمير عبد الله بن فيصل الفرحان، والأمير خالد بن محمد بن عبد الرحمن وكان بينهم أشخاصا قد سكنت واستقرت في هذا الحي، ولم تقتصر هذه التوسعة على المسجد فحسب بل تم إنشاء عدد من الغرف المجاورة للمسجد لزوار الحي من خارج المنطقة في ذلك الوقت.

نبذة عن قرية الحوزة
تعتبر قرية ” الحوزة” هي إحدى القرى الأثرية التي تقع في محافظة ظهران الجنوب والتي تشتهر بالبيوت الطينية المتقاربة، كما تتميز بالقلاع والحصون القديمة والفريدة والتي قد بنيت من طراز هندسي فاخر، كما بها القصور الشامخة التي تتميز بالتشييد العمراني المترابط، والمدهش أنها قد شيدت بخامات البيئة وقد فاقت أعداد هذه المنازل المائة منزل كما وصل ارتفاع بعضها إلى ستة أدوار من الطين، وقد اتخذت الشكل المعماري الجميل خاصة وأن أسقفها كانت بأخشاب السدر والشوحط ثم سقفت بالطين مرة أخرى وأصبحت متماسكة بشكل يمنع تسرب الماء لسنوات طويلة.

تبعد قرية الحوزة عن الحدود السعودية مع دولة اليمن ما يقارب 20 كم تقريبا، حيث يتميز موقعها بأنه على ضفاف وادي العرين الذي هو من أعرق الأودية في هذه المنطقة ويحيط بها سور كامل به ثلاث أبواب وكل ركن من أركان هذه القرية يوجد به موقع حراسي يسمى بالخارجة أو القصبة يحرسون من خلالهم القرية من أي هجوم من أي قوي، ويجاوز هذا الحي سوق الخميس وهو من أشهر الأسواق.

كما ذكر الأديب محمد مهاوش الوادعي أنه تم وضع مركز أمارة ومركز شرطة وإدارة مالية وجمرك في داخل الحي في عهد المؤسس إلى بداية عهد الملك خالد رحمهم الله، ولاتزال هذه المنازل شامخة إلى وقتنا الحالي، أما عن المراكز فتم نقلها في عهد الملك خالد رحمه الله إلى مبانِ حديثه في الأحياء الجديدة في محافظة ظهران الجنوب.