إصدار حكم الإعدام في حق الشخص المذنب والمدان أمر ليس سهلا بل يأخذ هذا القرار من الوقت الكثير والكثير من أجل تنفيذه ، وينفذ بعد مراحل قضائية كثيرة ومتعددة يتخذ القاضي هذا القرار وخاصة بعد وضوح كل أدلة الإدانة أمام منه ، وبعد إصدار هذا القرار الصعب وهو الحكم بالإعدام يتم تحويل القرار إلى الجهة المنوطة بتنفيذ الحكم بالإعدام ، غالبا ما يتم الإعدام فجر يوم التنفيذ في بلادنا الإسلامية ، فهل أحد سأل نفسه لماذا يكون الإعدام فجرا وقبل مطلع الشمس خاصة في بلادنا الإسلامية ؟؟ سوف نقوم بتوضيح الأسباب التي أدت إلى أن يكون تنفيذ الحكم بالإعدام بعد الفجر مباشرة في بلادنا الإسلامية خلال السطور التالية.

تنفيذ الحكم بالإعدام فجرا يكون من ورائه أسباب دينية وقانونية وتنظيمية ، فبلاد الغرب غالبا ما يعتادوا أن يقوموا بتنفيذ حكم الإعدام على المذنبين في منتصف الليل ، ولكن في بلادنا الإسلامية الأمر كان مخالفا لتقاليد الغرب فكان الاختيار لإقامة مراسم الإعدام بعد صلاة الفجر مباشرة ، وقد تعددت الأسباب لاختيار هذا التوقيت المناسب مع طبيعة المسلمين ومنطقتنا العربية خاصة .

اختيار التوقيت نظرا للقواعد القانونية والروتينيات
يعتبر تجهيز الأوراق الخاصة بالمعدوم بعد تنفيذ الحكم عليه هي أحد الأسباب التي جعلت الإعدام يقام في وقت الفجر والتي سوف تسهل الأمر بعد التنفيذ في الانتهاء من الروتينيات المطلوبة من أجل الدفن ، فقد يكون هناك بالفعل وقتا كافيا للجميع في ترتيب الأوراق القانونية من أجل استخراج كافة الأوراق والتصاريح الخاصة بدفن المعدوم ، وكذلك يكون هناك وقت كافي أمام أهل المعدوم في أخذ جثته ودفنها في المكان الذي يتواجد فيه مقابرهم ، وتحت مبدأ إكرام الميت دفنه يمكن لأهل المعدوم استلام جثته والتحرك بها في وقت مبكر والاتجاه بها نحو إقامتهم ودفن الجثة ومعهم حينذاك كافة التصاريح القانونية .

اختيار التوقيت لعدم البلبلة
بالتأكيد مع تطبيق حكم الإعدام في توقيت ما بعد الفجر سوف يكون الأمر أكثر هدوءا خاصة وأن الكل في هذا التوقيت نائما  بالسجون ، ولا يكون أحد مستيقظ إلا من يقوموا بتطبيق حكم الإعدام والمطبق عليه الحكم ، فمهما كان رد فعل المطبق في حقه حكم الإعدام سوف يكون الأمر أكثر هدوءا مما أن يكون هذا أثناء النهار والكل مستيقظ فبالتأكيد سوف يكون هناك بلبلة بالسجن.

اختيار التوقيت من وجهة نظر علماء النفس
قد أكد علماء النفس أن الإنسان في وقت الفجر تكون حالته النفسية هادئة إلى حد كبير ومهما كان الخوف والرهبة والرعب يملئ قلب المطبق في حقه حكم الإعدام ، إلا أن فترة ما بعد الفجر مباشرة تكون هي الفترة المناسبة والتي يكون فيها الحالة النفسية للإنسان في الغالب هي أفضل أوقات اليوم هدوءا ، حتى وان كان المعاقب يظهر عليه الرعب والخوف والهلع إلا إنها سوف تكون أقل الأوقات صعوبة عليه في رأي علماء النفس.

اختيار التوقيت من وجهة نظر علماء الدين
رأى الكثير من علماء الدين أن إعدام الشخص المحكوم عليه بالإعدام بعد الفجر قد يعطي لهذا الشخص الفرصة الأخيرة للتوبة ، في أن يغتنم ليلة الحكم عليه بالتقرب الى الله بالصلاة والدعاء الى  الله في أن يغفر له ذنبه ويطهره من فعله ، والكثير يعرف أن وقت الليل هو أكثر الأوقات التي يستجيب الله للعبد فيها مع قيام الليل والدعاء ، ومن هنا رأى علماء الدين أن صلاة المحكوم عليه بالإعدام في هذا التوقيت  قد تشفع له عند الله كفرصة أخيرة قبل الإعدام ، ولعل أن بصلاته ودعائه يكون قد قبل بها  الله توبته قبل أن ينفذ في حقه حكم الإعدام الذي يطبق بعد أقامة صلاة الفجر التي قد تكون سبب في توبة المذنب أيضا قبل إعدامه  .