كان فيلهلم فونت عالم نفس الماني خلال القرن التاسع، وقد اشتهر بتأسيسه تخصص علم النفس التجريبي وهو يعتبر أحد آباء علم النفس.

الحياة المهنية لفيلهلم فونت
ولد فيلهلم فونت في بادن بألمانيا عام 1832، وقد درس فونت الطب في جامعة توبنغن الألمانية لمدة عام واحد، لكن أدائه الأكاديمي كان ضعيفاً، وبعد وفاة والده، تفوق فونت أكاديمياً في جامعة هايدلبرغ حيث حصل على دكتوراه في الطب عام 1855م، ثم واصل الدراسة في جامعة برلين بعد التخرج .

عام 1857 قبل فونت المنصب كمحاضر في جامعة هايدلبرغ، وقد عمل أيضاً كمساعد معمل للعالم الفسيولوجي هيرمان هيلمهولتز، ودرس فونت أول دورة علم نفس ابتداء من عام 1862، وخلال نفس العام أسس فونت علم النفس التجريبي في كتاب مساهمات لنظرية الإدراك الحسي، وفي عام 1864 أصبح فونت أستاذاً مساعداً في علم وظائف الأعضاء، وبدأ في استكشاف علم النفس العصبي .

عام 1874 ألف فونت كتاب مبادئ علم النفس الفسيولوجي، وقد اعتمد هذا الكتاب على نظريات علم النفس التجريبي، وفي العام التالي أصبح فونت أستاذاً للفلسفة في جامعة لايبزيغ، وقام بتأسيس أول مجلة أبحاث نفسية سميت بالدراسات الفلسفية خلال عام 1881، وقد كان فونت كاتباً عظيماً، نشر العديد من المقالات والكتب .

مساهمته في علم النفس
كانت مساهمة فونت الأساسية في علم النفس هي سعيه لجعل علم النفس مجالاً معترف به، حيث قبل مجئ فونت كان علم النفس عبارة عن تخصص تم دمجه في الطب أو علوم الحياة، وقد قام فونت بتأسيس أول مختبر أبحاث علم نفس أثناء وجوده في جامعة لايبزيغ، مما أدى إلى جعل علم النفس تخصصاً منفصلاً، وقد ركز فونت على ضمان بقاء علم النفس على هذا الوضع، وقام بعمل تجارب مفصلة وفريدة لاختبار النظريات النفسية .

أوضح فونت أن الهدف الأساسي من علم النفس هو فهم وتحليل الوعي، وقد تم إنشاء مختبر علم النفس التجريبي الخاص به للبحث في النظريات الروحية، ودراسة السلوكيات غير الطبيعية المتباينة، وتحديد وعزل الاضطرابات العقلية، وأصبح هذا المختبر نموذجاً لمختبرات علم النفس الأخرى في جميع أنحاء العالم، وقد تم افتتاح أكثر من مائة مختبر مماثل له بحلول عام 1900.

أشار فونت إلى أن علم النفس هو حياة الفرد الشعورية، وأن كل ما يتعلق به ناتج من إحساسه، كما أنه أوضح أن السيال العصبي له دور أساسي في نقل التنبيهات إلى اللحاء، وقام بتفسير اعتماد علم النفس على الخبرات مباشرة من حيث الوصف والتحليل، كذلك فقد قام بناقشة العديد من المسائل التي لها علاقة بالثقافة العامة والتاريخ والقانون والفن والدين .

كان فونت أيضاً مهتماً باللغويات والعمل الداخلي للدماغ البشري، وقد عرّف الوهم البصري المعروف الآن بإسم ” خداع فونت ” ، وهو خداع بصري يتكون من خطين أحمرين ومتوازيين، يوضعان على خلفية مخططة بشكل مائل، وينتج عن خداع فونت تأثير مماثل لخداع هيرينغ ولكن بشكل مقلوب .

وقد قام فونت بتوجيه أكثر من مائة طالب دراسات عليا في علم النفس، بما في ذلك العديد ممن أصبحوا أطباء نفسيين معروفين مثل : جيمس مكين كاتيل، غرانفيل ستانلي هال، والتر ديل سكوت، وتشارلز سبيرمان، وعند وفاة فونت بدأ العديد من طلابه يشيرون إلى نهجه في علم النفس والعمل على تطوير تجارب جديدة بطرق مختلفة للوصول إلى اكتشافات متنوعة في علم النفس .