الحدود السياسية

الحدود السياسية هي تلك الخطوط التي تمتلئ بها خريطة الكرة الأرضية كي يتم من خلالها تحديد أراضي الدول  والتي تلعب دورا كبيرا في كثير من الأمور السياسية بالرغم من عدم وجودها على أرض الواقع فهي من فعل البشر ولم يكن لها وجود في العهد القديم فعندما خلق الله عز وجل الأرض والإنسان كانت تعتبر كلها وطن واحد ومن يعيش فيها من بني الإنسان كلهم إخوة لافرق بين إنسان واخر، وقد نشأت الحدود بين الدول قديما بإستخدام بعض المناطق والأراضي الطبيعية الغير صالحة للمعيشة كفاصل بينها وبين الدول المجاورة وكانت تعرف هذة الحدود ان ذاك بالتخويم الذي ظل معترف به لفترات طويلة حتى أواخر القرن الثامن عشر وبعد ذلك وفي بدايات القرن التاسع عشر ظهرت بعض المشاكل بين الدول التي أدت الى وضع الحدود الساسية بينهم بشكل أكثر وضوحا، ثم مع مضي الوقت أصبحت للحدود السياسية أهمية كبيرة فمن خلالها أصبح للدولة حدود برية وبحرية وجوية لا يمكن لأي دول إختراق هذة الحدود لدولة أخري إلا بإذن منها حيث أنة أصبحت كل دولة لها كل من دستور وحكومة خاصة بها ، بالإضافة الى اللغة والعملة والعلم والعادات والتقاليد والأعراف التي تختلف من بلد لأخر.

أنواع الحدود السياسية

تختلف أنواع الحدود السياسية ولكن قبل ذكرها يجب علينا أن نوضح المراحل التي مرت عليها والتي لا يحق لأي دولة وضع حدودها بمفردها ولكن من أهم الخطوات الواجب عليها إستشارة الدولة المجاورة لها ومشاركتها كي لا ينشأ بينهم مشاكل سياسية تؤدي الي قيام الحروب التي تنتهي بوقوع كثير من الضحايا من كلا الطرفين، لذلك من الضروري وضع أسس وقواعد محددة حيث يتم قيام المعاهدات بين الدول المراد تحديد أراضيها بشكل توضيحي ووصفا تفصيليا في منتهى الدقة ثم رسمها على الخريطة طبقا لما تم الإتفاق علية نظرا لتجنب أي خلافات بخصوص هذا الموضوع، وبعدها يحق للدولة بطريقة أو أخرى في وضع الوسائل التي من خلالها يتم التحكم في أراضيها، سواء بإستخدام الأسلاك الشائكة أو إقامة الأسوار الأسمنتية التي لها بوابات ثم يتم فرض السيطرة من خلال وضع نقط المراقبة و التفتيش وأفراد الحراسة لحماية حدودها من أي خطر يهدد الدولة سواء من أشخاص أو منظمات يحاولون تهريب أي ممنوعات تتسبب في إلحاق الضرر العام بالدولة وأفرادها، كما يوجد بعض الدول الأخرى لا تحتاج لكل هذة المقاومات لوضع الحدود بينها وبين الدول المجاورة لها وتكتفي برسم خط على الأرض ويحق لشعوب هذة الدول للتنقل بينها بمنتهى السهولة دون أي عوائق سياسية كما هو الحال في الدول السابق ذكرها، وإليكم الأن أنواع الحدود السياسية والتي تتلخص في كل من :

أولا: (الظواهر طبيعية) وهي الحدود التي يستخدم فيها الدول الظواهر الطبيعية كفاصل بينهم مثل الانهار والجبال  والهضاب وتعد هذة من أفضل وأسهل الحدود التي يتم رسمها على الخرائط مثل ما هو الحال مابين كل من البرازيل والأرجنتين والبارغواي.

ثانيا: (الحدود العرقية)والتي يتم فصل الحدود بين الدول بناء” على أسس الدين والشكل واللغة.

ثالثا: (الحدود الهندسية) والتي يتم فيها إستخدام خطوط الطول ودوائر العرض لتحديد الفواصل بين الدول خصوصا في الأماكن الصحراوية.

رابعا وأخيرا:(الحدود الأيدلوجية)وهي تلك الحدود التي وضعت نتيجة الحروب بأنواعها سواء كانت إستعمارية أو أهلية، فبالنسبة للحروب الإستعمارية تأتي النتائج دائما لصالح الأقوى على حساب الأضعف، أما بالنسبة للحروب الأهلية فيتم تقسيم المنطقة سبب النزاع الى أكثر من منطقة يفصل بينها تلك الحدود الأيدولوجية.

أهمية الحدود السياسية

أصبح للحدود أهمية سياسية كبيرة في إدارة جميع شؤون أي دولة من تأمين لأراضيها والحفاظ عليها من أي مستعمر مغتصب لخيراتها أو أي خطر يهدد أمن شعوبها حيث صار لكل دولة الأحقية في إسغلال كل شبر من أراضيها دون النزاع علية من قبل طرف أخر.

فاصبح لكل بلد الموارد والثروات الطبيعية التي تملك سواء كانت أراضي خصبة صالحة للزراعة أو أنهار وبحار أو ثروة في أعماق أراضية من نفط أو غاز طبيعي أو مناجم ذهب وغيرها من العديد من الكنوز التي يهبها الله لمن يشاء.

وأخيرا: كم تمنيت منذ صغري أن تصبح جميع دول الوطن العربي وطن واحد يحق لإي فرد فيها الذهاب من دولة لأخرى دون شروط أو قيود و أن تتعامل جميع الشعوب بناء” على إنهم أصحاب أرض واحدة وعند تحقيق هذة الأمنية لايوجد قوة على وجة الأرض تستطيع أن تفرقنا أو تنتصر علينا مهما كانت قوتها … فالحدود تراب.