إن المملكة العربية السعودية بها الكثير من المناطق السياحية والأثرية التي تجعل منها مزارا للكثير من السياح العرب فيأتونها في العطلات الأسبوعية وخاصة سياح دول الخليج ولعل هذا يرجع إلى الإهتمام الزائد من حكومة المملكة بهذه المناطق الأثرية والسياحية الهامة ولا تقتصر هذه المناطق الأثرية على أثار فقط فإنه و انما تشتمل أيضا على  مناطق سهلية شكلتها وكونتها الطبيعة لتظهر بمظهر خلاب تسرق الأعين فهذه المناطق تعتبر مناطق إسترخاء يسافر إليها السياح والزائر  من مختلف محافظات المملكة للتمتع بسحر الطبيعة الخلابة ولذا سوف نختص في موضعنا الآن أحد الأماكن السياحية الهامة بالمملكة وهو متحف الناصر الذي يعد من المزارات السياحية الهامة بمدينة التهيمية و التي تقع بمنطقة الأحساء.

موقع المتحف

يقع متحف الناصر التاريخي أسفل سفح جبل الشبعان في منطقة التهيمية بمحافظة الأحساء وهو متحف تراثيا رائعا حيث يعتبر من المعالم البارزة بهذه المنطقة حيث يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء المنطقة الشرقية ومن دول الخليج العربي في عطلات نهاية الأسبوع للتمتع بعبق التاريخ في هذه المنطقة وفي هذا المتحف بالأخص، و من الرائع أن دخول المتحف مجانيا فلم يتم إنشائه بغرض التربح بل لحفظ التراث الجميل لإحدي بقاع المملكة العربية السعودية وكذلك للتذكرة بتاريخ المملكة العريق ويوجد بالمتحف الكثير من القطع الأثرية النادرة والمخطوطات القديمة التي تحمل في طياتها صفحات من تاريخ الأجداد وماضيهم المشرف وقدراتهم المختلفة.

أقسام المتحف

ينقسم المتحف إلى العديد من الأقسام ومن أهم تلك الأقسام ما يلي :

– القسم الفني : ويتضمن الفن القديم بكل أنواعه .

– قسم الوثائق الرسمية : وهو قسم يشتمل على وثائق ومخطوطات قديمة  .

– قسم الصور : والذي يتضمن الصور القديمة التي تم إلتقاطها قديما .

– قسم الأواني والفخاريات الأثرية العتيقة

– قسم المقنيات والتي نسميها نحن الأن بلغتنا الدارجة أنتيكات.
الهدف الأساسي من إنشاء هذا المتحف

يرجع الهدف الأساسي من إنشاء هذا المتحف وجعله دار حفظ تراثي هو الرغبة في توثيق الثقافة التاريخية والتراث الأصيل للجميع وعدم إغلاقها على المجتمع السعودي فقط لأن هذا التاريخ يعتبر شاهدا على الحضارة والرقي والسمو من أجدادنا الذي تمتد جزوره إلينا ولذا جعل المسؤلون الدخول مجانا حتى يستمتع الجميع بعبق التاريخ والتراث المبهر للأسلاف ، وهذا إن دل فإنه يدل على حرص المسؤلين على نشر التاريخ المدعم بالدلائل بين الأجيال المختلفة من سائر ربوع الوطن العربي ليعبر عن مدى براعة وعظمة الأجداد، وتنظم المدارس الرحلات للطلبة من أجل التعرف على تراثهم الرائع فيشاهدون بداخله أدوات الغوص القديمة وأدوات الكشف عن اللؤلؤ والمرجان وكذلك الأدوات القديمة التي أستخدمت في صيد السمك وأدوات الصناعات القديمة الخاصة بالحدادين والأدوات المطبخية التي أستعملت قديما من أجل طهو الطعام وغيرها من مقتنيات المتحف حيث يشتمل على أدوات صناعة سجاجيد الصلاة والملابس والأدوات التي إستعملها الحدادين في الصناعة وغيرها الكثير والكثير ، فكل هذا يجعلك تشعر كما لوكنت في فيلم أومسلسل تاريخي تشاهده عن قرب.تري فيه مدى براعة أجدادنا ودقتهم في صناعة كل شئ وكيف كان حالهم قديما وكيف تكيفوا وتأقلموا مع هذا الوضع الذي لم نعيش فيه ، فحالنا أفضل فنحن نملك كل الكثير من الأدوات التكنولوجية العصرية التي تسهل لنا الحياة ،ورغم ذلك لم نصل إلي قدرتهم على التأقلم مع هذه الحياة فنحن الآن مرفهون فكيف كانوا هم يعيشون كيفوا كانوا يقضون أوقات فراغهم إنهم حقا عظماء .

ختاما

يجب على جميع المدارس أن تنظم رحلات دورية لجميع الطلاب صغارا وكبارا لرؤية تاريخ أسلافهم والتقنية التي إستعملوها وهم يعيشون في صحراء جرداء ولكن بعزيمتهم وإصرارهم إستطاعوا أن يخترعوا ويطوروا من أجل الإستمرار فهم حقا رائعون وهذا يدل على قوة إيمانهم فكل الفخر و الأعتزاز وتحية من القلب إلي أسلافنا وأجدادانا العظماء ، وأيضا لندرك مدي الذكاء والفطنة التي كانوا عليها أجدادنا فهم جذورنا في هذه الأرض فيجب أن نكن لهم كل العرفان لما ضحوا به من أجلنا ومن أجل الحفاظ على تراثنا العبق.