هناك زخم هائل من المعلومات المدروسة التي تنهال علينا ليل نهار و تنقل لنا في وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و نمط حياة يفرض علينا و هو من تدبير و تخطيط و صنع غيرنا فما دور كل هذا في صناعة عقلية الفرد و المجتمع و كيف يؤثر ذلك في قدرته على صنع قراراته في دراسة هي الأولى من نوعها أثبت العلماء و الباحثون في معهد ماكس بلاك مركز لعلوم الدماغ أن قرارتنا تصنع في عقلنا اللاواعي سبع ثوان قبل أن نصبح مدركين لها بعقلنا الواعي .

في دراسة أعطى فيها مشاركون الحرية الكاملة في إختيار اليد اليمنى أو اليسرى لضغط على ذر أمامهم و عليهم أن يشعروا الباحثين في الثانية التي قراروا فيها أي يد سيستخدمون و بمساعدة أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية إستطاع الباحثون أن يحدوا و بكل دقة أي يد سيستخدم المشارك قبل سبع ثوان من يقرر هو ذاته بعقله الواعي أي يد سيستخدم فكيف حدث ذلك ؟

يشرح عالم الأحياء البيولوجية في جامعة ستانفود البرفسور بروس لبيتون عمل العقل اللاواعي بأنه أشبة ما يكون بكمبيوتر عظيم محمل ببنك معلومات من التصرفات و السلوكيات المبرمجة و التي تم إكتساب و تحصيل معظمها في السنوات الأولى من حياتنا فنتحدث عن عقلين منفصلين العقل الواعي و العقل اللاواعي ، الواعي هو الذي يفكر بحرية و يكون أفكار جديدة خارج الصندوق و مسؤول عن الأعمال التي تحتاج المنطق و الحساب و يعمل بسرعة 40 بيت في الثانية و هي أصغر وحدة قياس لمعلومات الرقمية في الحاسوب و الإتصالات ، أما العقل اللاواعي فلا يستطيع أن يخرج عن إطار برمجته المحددة هو يتفاعل و يستجيب و يكون رد فعله المبرمج إتوماتيكي و تلقائيًا بناءًا على ردود الفعل السلوكية المخزنة سابقًا تعمل بدون علم أو سيطرة من العقل الواعي و يعمل بسرعة أربعين مليون بيت في الثانية و بذلك فهو أقوى و أسرع بكثير من العقل الواعي و هو الذي يشكل و ينظم طريقة حياتنا و يبين العلماء أن 95% من قرارتنا و تصرفاتنا و سلوكويتنا و عواطفنا و مشاعرنا و أحساسينا و إنفعالاتنا تعتمد على نشاط الدماغ في العقل اللاواعي و كذلك فهو يتحك في سرعة دقات القلب و سرعة التنفس و كل الوظائف اللاإرادية في الجسم .

أفضل تمثيل لدور العقل الواعي و اللاواعي هو ما يحدث أثناء تعلم شيء لأول مرة مثل تعلم قيادة السيارة في بداية الأمر يصعب بل يستحيل لشخص أن يقوم بشيء أثناء القيادة مثل التحدث مع شخص بجواره عن موضوع يحتاج لتركيز و لكن بعد بضعه أسابيع تصبح القيادة عادة من السهل على الشخص التحدث بالهاتف بل و أن يرسل رسالة إذا أراد فالقيادة إنتقلت من العقل الواعي إلى العقل اللاواعي و أصبح العقل الواعي حرًا يستطيع القيام بمهام اخرى مثل التحدث على الهاتف .

يمكن برمجة العقل اللاواعي

إنة التكرار بالتكرار لا بالمنطق لا يمكن أن يتغير الإنسان تكرار الشيء حتى يصبح عادة لا تحتاج لتفكير أو التركيز فتخرج من البيت تصل إلى المكتب لا تعرف كيف وصلت و كذلك الحال في العادات و الطباع و الممارسات و كل حياة الإنسان و الطريقة الاخرى هي ما إكتشفة العلماء مؤخرًا من تأثير الإيمان و الصلاة على العقل اللاواعي في الإنسان فقد وجد أن المنطقة المضاءة و المستثارة في الدماغ أثناء لحظات الخشوع و السمو الروحي هي منطقة الفص الصدغي و هي منطقة مسؤولة عن العواطف و إستعاب المعاني و الذكريات الجديدة و بذلك أثبت قدرة الإيمان و الصلاة على إختراق العقل اللاواعي و إعادة برمجه بذاكرة و مشاعر جديدة لتعين على تشكيل نمط حياة جديدة ، فهو أقوى و أسرع بكثير من العقل الواعي هو نتاج تجاربنا السابقة كل ما نختزنه فية من مواقف و معتقدات و طباع ، فنحن الذي كون بقرارتنا السابقة مثل ما سمحنا لأعينا أن تبصر و أذاننا أن تسمع و الأفكار التي غزينا بها هذا العقل ..