فى التاسع عشر من شهر يوليو لعام 1870 م اندلعت الحرب بين كل من فرنسا و بروسيا و التى عرفت بالحرب السبعينية، حيث كان نابليون الثالث هو حاكم الامبراطورية الفرنسية وقتها، و استمرت هذه الحرب حتى العاشر من شهر مايو لعام 1871 م، و يعتقد أن هذه الحرب هى التى ادت فيما بعد إلى ظهور القوة العسكرية الألمانية و الإمبريالية.

كيف بدأت الحرب الفرنسية الروسية
أدي ظهور پروسيا كقوة ألمانية رائدة تعمل على توحيد الولايات الألمانية إلى إثارة المخاوف لدي نابليون الثالث بعد أن انتصرت پروسيا في الحرب البروستانية النمساوية عام 1866 م، و قد عمل بسمارك رئيس وزراء پروسيا في نفس الوقت على تصعيد الخلاف بين كل من پروسيا و فرنسا ضد السعي إلى توحيد ألمانيا، كما عمل على التأكد من حياد كلا من الجانب الروسي و الجانب الإيطالي و كذلك ضمان الحياد البريطاني، و قد بدأت كلا الدولتين الاستعداد للحرب و لكن فرنسا لم تكن مستعدة بقدر استعداد پروسيا للحرب.

جاءت ذريعة اندلاع الحرب عندما عُرض عرش أسبانيا على أمير من هوهنزولرن سيغمارينجن، و هو أحد فروع الأسرة الحاكمة فى پروسيا، و فى البداية تم قبول هذا العرض الكبير بناء على نصيحة من بسمارك، و فى الثاني عشر من يوليو 1870 م،و بعد احتجاج قوي من فرنسا تم رفض العرض، و لم تكتف فرنسا بذلك، بل إن وزير الخارجية الفرنسي العدواني دوك دي غرامونت أصر على الحصول على مزيد من الضمانات من الجانب الپروسي، و قوبل ذلك الإصرار بالرفض من جانب الملك ويليام الأول من پروسيا (و الذي أصبح في وقت لاحق الإمبراطور وليام الأول، و في التاسع عشر من شهر يوليو 1870 م أعلنت فرنسا الحرب.

تفاصيل الحرب بين فرنسا و پروسيا
انضمت ألمانيا بحماس إلى الاتحاد الكونفدرالي الألماني كما كان يأمل بسمارك و ذلك لاعتقادها بان فرنسا هي المعتدية، و كانت قيادة الحرب على الجانب الألماني فى أيدي هيلموث كارل برنارد فون مولتكه العبقري العسكري، أما على الجانب الفرنسي فقد كان نابليون الثالث يقود الجيوش لكن القيادة سرعان ما انتقلت إلى مارشال بازين.

في 4 أغسطس 1870، عبر الألمان الحدود إلى الألزاس و هزموا الفرنسيين في ويسمبورغ، و بعد عدة معارك بدأ الألمان مسيرتهم إلى باريس،  و فى 1 سبتمبر هزم نابليون الثالث و ماكماهون في سيدان و تم القبض على الإمبراطور و مائة ألف من رجاله، و عندما وصلت أخبار سيدان إلى باريس وقعت ثورة دموية أدت إلى الإطاحة بنابليون الثالث، و تم تشكيل حكومة مؤقتة للدفاع الوطني تحت قيادة  الجنرال تروتشو، و ليون غامبيتا، و جول فافر.

و فى التاسع عشر من سبتمبر كانت باريس محاطة بالألمان، وبدأ حينها الحصار الشاق، و ظلت باريس محاصرة و تعاني من المجاعة حتى الثامن و العشرين من يناير 1871، و فى نفس اليوم وقع كلا من بسمارك و أدولف ثيرس هدنة، إلا أن قلعة بلفور قاومت حتى 16 فبراير.

نتائح الحرب السبعينية
وفي أعقاب الحرب تم تعيين تييرز رئيسا للسلطة التنفيذية في فرنسا، وقدم قرار لانتخاب الجمعية الوطنية الفرنسية التي اجتمعت في بوردو، و قبلت الجمعية (1 مارس) اتفاق السلام الأولي و الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه في معاهدة فرانكفورت (صُدق عليها 21 مايو 1871)، و وافقت فرنسا على دفع تعويض قدره بليون دولار في غضون ثلاث سنوات و هو تعويض يتم دفعه بالكامل قبل انتهاء المدة، و قد تم التنازل عن الألزاس، باستثناء إقليم بلفور، و جزء كبير من لورين إلى ألمانيا، و التي أُعلنت في 18 يناير 1871، في قاعة المرايا في فرساي، إمبراطورية تحت حكم وليام الأول.

رفضت باريس نزع سلاحها و تم تشكيل بلدية باريس، و بدأت القوات الفرنسية الموالية لتييرس الحصار الثاني لباريس (أبريل –  مايو 1871). وبعدها عاد السلام إلى فرنسا، و تم تأسيس الجمهورية الفرنسية الثالثة و الإمبراطورية الألمانية و كان للحرب الفرنسية البروسية آثارا بعيدة المدى.