انقسم الاستناد الذي يتبعه المسلمين في الدين الإسلامي ، حول القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، و التي استقيناها و عرفناها من خلال الأحاديث التي وردت ، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، و كثيرا ما نسمع عن كلمتي أهل الحديث ، و أهل الرأي فما الفرق بينهم .

أهل الحديث
عرفهم العديد من الكتاب اللذين اهتموا بالدين الإسلامي ، و أشهر الشخصيات فيه ، بأنهم أولائك الأشخاص اللذين يرجعون في تفسيرهم و تحديدهم لمقاييس الحلال و الحرام ، على إسنادات واضحة من القرآن الكريم ، أو الحديث النبوي الشريف ، و لا يعتمدون على القياس مطلقا في حل الأمور ، و تحديد إمكانية تحليلها أو تحريمها ، و من أشهر من اتبعوا هذه الطريقة أنس بن مالك و تابعيه ، و محمد بن أدريس الشافعي و أصحابه ، و سفيان الثوري و أصحابه ، و أحمد بن حنبل و أتباعه ، و داوود بن علي الأصفهاني و أتباعه .

أهل الرأي
أهل الرأي هم على عكس إتجاه أهل السنة ، فالأصل في التحريم أو التحليل القرآن الكريم و السنة النبوية ، كمرجع يمكن القياس عليه في العديد من الأمور ، التي لم تذكر فيهم واضحة ، و من أشهر من اتبعوا هذا الإتجاه أبو حنيفة النعمان و أتباعه ، و القاضي أبو يوسف و أتباعه ، و محمد بن الحسن الشيباني و أتباعه ، و كذلك الحسن بن زياد اللؤلؤي و غيرهم .

كان هذا التقسيم بين أهل السنة مستمر حتى القرن الثالث هجريا ، إلى أن تم تقسيم أهل السنة إلى ثلاثة أقسام مختلفة ، و هم أهل الحديث و أهل الرأي و أهل الظاهر ، و يرجع هذا التقسيم إلى الدكتور عبد المجيد محمود ، الذي تحدث عن أهل الحديث و صنفهم بكونهم منشغلين بنقل و رواية الحديث ، و من أشهرهم أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهوية ، أما عن أهل الرأي فقد قال أن أشهرهم ، المالكية و الشافعية و الحنفية و أتباع أحمد بن حنبل .

تعريف الفكر الإسلامي لأهل الرأي و أهل الحديث
– حينما قام المفكرين الإسلاميين بتصنيف أصحاب الحديث ، فقد تم تصنيفهم على أساس أهل الرأي و أهل الحديث إعتمادا على لفظة أهل الرأي ، التي تحمل مساحة للتفكير و الدراسة ، و قد امتدت مدرسة أهل الرأي بداية من عمر و عبد الله بن مسعود ، اللذين كانوا من أكثر الصحابة إعمالا للعقل.

– أما عن مدرسة أهل الحديث فقد كانت إمتدادا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللذين كانوا يدفعهم الخوف بعيدا عن تغيير أو فهم خاطئ ، لأحد النصوص المذكورة في السنة النبوية ، و منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و عبد الله بن عمرو بن العاص.

– أما عن أكثر الأماكن شيوعا لأهل الحديث فهي منطقة الحجاز ، نظرا لأنها كانت مكان لإنتقال الخلافة بعد وفاة الرسول ، فقد كانوا يرجعون في الأمور التي لم ترد في الحديث ، إلى ما فعله الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول.

– أما عن مكان إنتشار مذهب أهل الرأي فقد كان في العراق ، و قد اعتمدوا على القياس و العلل و إعمال العقل ، في تفسير ما تضمنه الحديث و ما يشابهه في الحياة المعاصرة ، و من أكثر ما ساعد هذا المذهب على الأنتشار ، وجود عدد من الصحابة المتأثرين به في العراق و منهم أبو موسى الأشعري و أنس بن مالك.

– بعد ظهور طوائف مسلمة مثل الشيعة و الخوارج اشتد الصراع ، حول مذهب أهل الرأي مما كان داعيا إلى وضع شروط لرواية الحديث ، و الاستناد و القياس حتى لا يختل ميزان العدل.