الصاحب والصديق كلمتان تختلفان في المعنى في اللغة العربية ولكن يشاع إستخدامهم بنفس المعنى ولوصف نفس الشخص، مع أنه يوجد فارق كبير بين الصاحب والصديق في المعنى.

ما معنى الصاحب ؟
هناك بعض الأساسيات التي يجب توافرها حتى نطلق على الشخص أنه صاحب وهي
1-هو الشخص الذي يكون معك وملازم ومصاحب لك في نفس الوقت وفي نفس المكان حتى ولو لم يكن صديق لك أو شخص يحبك وحتى لو كان عدو لك ويكن لك الكراهية ولكنه مصاحب لك فهو صاحبك.

2-الصاحب من الممكن أن يكون شخص ليس محل ثقة ومن الممكن أن يكون شخص يخذلك دائما في وقت الحاجة وشخص ليس مقرب منك أو شخص حتى لا تعرفه ولكنه معك في نفس المكان والزمان.

3-الصاحب من الممكن أن يكون شخص متفق معك في معتقداتك وفكرك ويماثلك في الأخلاق ومن الممكن أن يكون شخص مختلف معك تماما في تفكيرك وغير متفق معك في أي أفكار.

أنواع الصحبة
1-الصحبة المؤقتة: قد تكون الصحبة مؤقتة مثل أن تصاحب شخص في طريق سفر وتنتهي الصحبة مع إنتهاء الرحلة وتفترقان، ويوجد العديد من الأمثلة في القرأن الكريم التي تشرح معنى الصحبة مثل:

-الصحبة بين سيدنا موسى والعبد الصالح في قوله تعالى” قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني” سورة الكهف الأية 76.

-في علاقة الصحبة بين المسلم والكافر حيث كان الكافر يتكبر بسبب ما يمتلكه من مال وأولاد في قوله تعالى” فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا” في سورة الكهف الأية 34، وفي رد صاحبه عليه في قوله تعالى “قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا” الكهف الأية 37.

-ويظهر مفهوم الصحبة أيضا في العلاقة بين سيدنا يوسف بالرجلين المسجونين معه في قوله تعالى “يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار” يوسف الأية 39.

2-الصحبة الدائمة: وهي الصحبة التي تكون مستمرة وغير مشروطة بأي شروط أو بوقت معين مثل صحبة الولد بوالديه وهناك العديد من الأيات التي تشرح هذا المعنى مثل:

-قوله تعالى ” وصاحبهما في الدنيا معروفا” لقمان الأية 15، حيث يوضح الله عز وجل أن الإبن لابد وأن يصاحب والديه دائما.

-ويصف القرأن الكريم الزوجة بالصاحبة لزوجها سواء كانت هذه الزوجة صالحة أو زوجة حقودة في قوله تعالى ” يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه” عبس الأيات من 34 إلى 36.

-علاقة الجار بجاره تعد من العلاقات الدائمة مثل قوله تعالى “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب” سورة النساء الأية 36.

ما معنى الصديق ؟
هناك بعض الأمور الواجب توافرها في الشخص لنصفه بالصديق:
1-هو الشخص الذي يصدقك في كل أقوالك وأفعالك.
2-هو الشخص الذي يجري إليك ليقف بجانبك ويساعدك وقت الحلاجة مهما كانت الظروف.
3-هو شخص يصاحبك دون إنتظار لأي مقابل من هذه الصحبة.
4-من الممكن أن يكون لك عدد كبير من الأصحاب ولكن الصديق غالبا يكون صديق واحد.

ذكر الصديق في القرأن
يوضح لنا القرأن الكريم معنى الصديق، حيث تم ذكر لفظ الصديق مرتين فقط في القرأن وهما:
-قوله تعالى ” وليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم” صدق الله العظيم سورة النور الأية 61، ونجد أن الله في هذه الأية إعتبر أن الصديق في مكانة ذوي القربى.

-في قوله تعالى” فما لنا من شافعين ولا صديق حميم” صدق الله العظيم “الشعراء الأية 101” وهنا يصف الصديق أنه الشخص الذي يقف بجانب صديقه وقت الشدة ولكن ليس مع أصحاب النار.

ومما سبق نجد أن الصاحب والصديق كلمتين مختلفتين تماما في المعنى، والصاحب والصديق شخصين مختلفين.