إن العلم يرفع من شأن صاحبه في الدنيا والآخرة ؛ حيث أن الله تعالى قد حثّ على طلب العلم ، كما رفع من منزلة العلماء ، ولقد كان الدكتور فاضل السامرائي أحد علماء اللغة العربية الذي عشق النحو ، وتعمق في فهم القرآن الكريم ؛ حيث كان يوجه تركيزه على المعنى ويحاول الوصول إلى ذكر أسرار التعبير بالآيات القرآنية ، مما جعله مثالًا للمعلم المميز والعالم الذي يبحث باستمرار حتى يصل إلى المعنى ، فمن هو الدكتور فاضل السامرائي؟ وما هي أهم أعماله ؟.

نبذة عن الدكتور فاضل السامرائي

هو فاضل صالح السامرائي بن مهدي بن خليل البدري ، وينتمي إلى إحدى عشائر سامراء ، وقد كان مولده في سامراء بالعراق عام 1933م ، وكانت أسرته تتمتع بوضع اقتصادي متوسط ومكانة اجتماعية ودينية كبيرة ، وقد تعلم الدكتور فاضل القرآن الكريم خلال مدة وجيزة ؛ حينما أرسله والده في طفولته إلى مسجد حسن باشا ليتعلم القرآن ، وأتم دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في سامراء ، لينتقل فيما بعد إلى بغداد كي يلتحق بدورة تدريبية لإعداد المعلمين ، والتي تخرج منها عام 1953م ، وتم تعيينه كمعلم في نفس العام.

أكمل الدكتور فاضل دراسته بدار المعلمين العالية في قسم اللغة العربية عام 1957م ؛ حيث تخرج منها عام 1961م ، وقد حصل على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز ، ثم عاد ليعمل معلمًا في الثانوي ، ثم التحق بقسم الماجستير اللغوي حينما تم فتح أول دورة للدراسات العليا بالعراق ، وأصبح أول من حصل على درجة الماجستير في كلية الآداب ، ثم تم تعيينه معيدًا في كلية التربية بقسم اللغة العربية في جامعة بغداد ، وقد حصل على شهادة الدكتوراه بقسم اللغة العربية في كلية الآداب من جامعة عين شمس عام 1968م.

عاد الدكتور فاضل إلى بلده العراق ، وتم تعيينه في كلية الآداب بجامعة بغداد ، كما أصبح عميدًا في السبعينات لكلية الدراسات الإسلامية المسائية إلى حين إلغاء الكليات الأهلية بالعراق ، ثم أُعير بعد ذلك للتدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت عام 1979م  ، ليعود بعد ذلك إلى العراق وقد مُنح درجة الخبير في لجنة الأصول بالمجمع العلمي العراقي خلال عام 1983م ، كما أصبح عضوًا عاملًا بنفس المجمع عام 1996م ، حتى تقاعد عام 1998م .

سافر الدكتور فاضل بعد ذلك إلى الخليج كي يعمل أستاذًا بجامعة عجمان التي استمر فيها لمدة عام ، لينتقل عام 1999م إلى جامعة الشارقة ليعمل أستاذًا في النحو والتعبير القرآني حتى عام 2004م ، ليعود فيما بعد إلى بلده العراق ؛ حيث عاد ليعمل في التدريس بجامعة بغداد المحببة إلى قلبه ، وقد ظهر خلال السنوات الأخيرة في برنامج “لمسات بيانية” بتلفزيون الشارقة.

مؤلفات الدكتور فاضل السامرائي

لقد قام الدكتور فاضل السامرائي بتوظيف علمه وإتقانه للغة العربية في استعراض اللمسات البلاغية والبيانية في القرآن الكريم ، وقدم في هذا الصدد عدة كتب من تأليفه ، ومنها “بلاغة الكلمة في التعبير القرآني” ؛ “أسئلة بيانية في القرآن” ؛ “لمسات بيانية في نصوص التنزيل” ، وقد كان أول مؤلفاته عام 1958م وهو لازال طالبًا آنذاك بعنوان “نداء الروح” ، كما أنه كتب كتابين عن الجملة العربية وهما “الجملة العربية.. تأليفها وأقسامها” ؛ “الجملة العربية والمعنى” ، وفي النحو قام بتأليف “تحقيقات نحوية” ؛ و “معاني النحو” الصادر في أربعة أجزاء ، كما عرض أفكاره من الشك إلى اليقين الإيماني في كتاب “نبوة محمد من الشك إلى اليقين”.

اقوال فاضل السامرائي

يقول الدكتور فاضل السامرائي في دلالة استعمال أوصى في القرآن الكريم “إن القرآن يستخدم أوصى للأمور المادية ووصّى للأمور المعنوية” ، ومما قاله عن سبب تقديم الأكل على الشرب في القرآن الكريم “إن السبب وراء تقديم الأكل على الشرب في القرآن يعود إلى أن الحصول على الأكل أصعب من الحصول على الشرب”.

ومن أبياته الشعرية :

سعيتُ ولم أركب إليك النواجيا .. وجئتك يا رباه رَجلان حافيًا

يسابقني قلبي إليك وخاطري .. مغذا إليك السير هيمان صاديًا

جفوت منامي والخليون هجع .. نيام ولكن الكرى ما اهتدى ليا

وناموا وما نامت عيون مسهد .. يبيت طوال الليل يقظان صاحيًا.