أن تكون من أبناء العائلات الملكية ، أو أن تكون وريث للعرش فهذا لا يحدث إلا مع القليل من البشر ، ويتمنى الكثيرين أن يكونوا في هذه المكانة ولو فترة قصيرة من الوقت ، فإنك عندها سوف تحصل على الكثير من النفوذ ، والقوة ، والنقود ، والسفر حول العالم ، وحياة ترفيه لا مثيل لها ،  وفكرة أن تكون ملكاً أو أميراً ثم تتخلى عن السلطة ، فقد يعد هذا البعض جنون أو خطأ فاضحاً لا يمكن تداركه ، أو تعويض خسارته بأي حال من الأحوال ، والحقيقة أن هناك الكثير من الأمراء ، والملوك الذين تخلوا عن العرش ، ودفعهم على ذلك أسباب مختلفة .

الحب هو أسمى شيء في الوجود لذلك لا نستغرب كثيراً أن علمنا أن هناك أحد الملوك ، أو الأمراء يتخلى عن السلطة من أجل الحب ، والحقيقة أنها ربما تكون تضحية كبيرة منه لأجل حبه ولكنه في نهاية الأمر قرار.

الملوك والأمراء الذين تخلوا عن السلطة من أجل الحب

الأمير إدوارد الثامن

وقد كان ثامن ملوك العائلة البريطانية الملكية في بريطانيا ، وكان له الكثير من العلاقات غير المستقرة ، والتي كانت تبوء بالفشل في نهاية الأمر ، حتى أن هذه العلاقات العابرة المتكررة أدت في النهاية إلى انتشار فضيحة كبيرة له ، تحدثت عنها كل دولة بريطانيا ، وكادت أن تؤدي إلى عدم توليه العرش بعد وفاة والده ولكنه تولى الحكم رغم انتشار هذه الفضيحة ، وبعد فترة من توليه العرش وقع في غرام الأمريكية وليث سيميون ، وكان لابد أن تطلق السيدة من زوجها أولاً لتتزوج من الملك إدوارد ، ووفق قوانين الحكم لا يمكن للملك أن يتزوج من امرأة تزوجت في السابق ، لذلك تنازل الملك إدوارد عن الحكم بعد أحد عشر شهراً فقط ، وقد اشتهرت قصة حبهما في القرن العشرين ، حتى أطلق عليه اسم الملك العاشق ، وسافر الملك أدورد مع وليث سيميون إلى باريس وتزوجا هناك.

الأميرة نوري

تعد أحد أشهر أميرات الامبراطورية اليابانية ، وذلك لأنها تخلت عن السلطة من أجل السلام النفسي والراحة الذهنية ، حيث أنها أدركت ما تحتوى عليه حياة الملوك من توتر وضغط دائم ، رغم كل ما لديهم من أموال ونفوذ إلا أنها لا تمكنهم من العيش في استقرار وأمن ، وذهبت الأميرة نوري من القصر الملكي ولم تأخذ معها أي شيء كانت تملكه وبدأ تعيش حياتها الطبيعية مثل عامة الشعب الياباني تركب المواصلات ، تأكل أكل العامة ، وأكدت أنها تحب هذه الحياة عن الحياة في القصر ويلتف حولها الكثير من التوتر والضغط العصبي ، حيث أنها شاهدت أمها تتعرض لانهيار عصبي بسبب ضغوطات الحكم والسلطة ، وتزوجت الأميرة نوري حبيب طفولتها يوشيكي كورودا  ، بعد أن غيرت اسمها ليصبح سيكوا كورودا.

الأمير لينارد بيرنادوت

وهو أحد أفراد العائلة المالكة السويدية ، رغم كثرة القواعد التي تؤكد أنه لا يجوز للملك أو الأمير أن يتزوج واحدة من عامة الشعب ، وأن حدث ذلك فأنه يفقد كل صلاحياته الملكية ونفوذه إلا أنها لم يمنعه من أن يتزوج من المرأة التي أحبها ، وبالفعل تم تجريده من كافة الألقاب الملكية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد أهداه والده جزيرة تدعى (مي ناو ) تقدر مساحتها 111 فدان ، وقام بزرع معظمها بالزهور ، وعاش بها مع زوجته حتى وفاته .

الأميرة أبولراتانا راجاكانيا

وهي من أشهر الأميرات حيث أنها معروفة بتركها السلطة والتخلي عنها مقابل أن تتزوج بالشخص الذي تحبه وهو بترلاجيمسون ، وقد أنجبا ثلاثة أطفال ، وتم انفصالهما في عام 1998 م ، وعادت الأميرة إلى تايلند ، وكان وقتها قد وقع زلزال تسونامي وقد توفي طفلها الثاني الذي كان مصاباً بالتوحد ، ولذلك فأنها قد أنشأت منظمة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد حتى تخلد ذكراه .

الأمير يوهان فريسو

تعرف الأمير يوهان أحد أفراد العائلة الهولندية الملكية على حبيبته مابل في بروكسل ، وفي عام 2004 م بعث رسالة لرئيس الوزراء الهولندي جعلته وزوجته محط أنظار من العالم ، وكان فحواها أنها يتخلى عن العرش في مقابل الزواج من حبيبته ، التي تقدم لخطبتها وهو يرتدي البذلة البيضاء ووقف أمام منزلها حاملاً الخاتم ، وقد اشتهر الأمير كثيراً بعد هذا الأمر على مستوى العالم كله ، ولكن الأمر الأشد غرابة أن الأمير يوهان توفي بعد عام ونصف فقط من الزواج حيث أنه فقد وعيه أثناء التزحلق على الجليد ، وتوفي بعد أن نظل فترة في غيبوبة .

الأمير فيليب

وهو من العائلة الملكية الدنماركية ، واليونانية ، وهو لم يتخلى عن منصب واحد فقط وأنما تخلى عن منصبين حيث أنه أبن لأميرة من الدنمارك ، وملك من اليونان ، وعلى الرغم من أنه تخلى عن السلطة والملك إلا أنه متزوج من إليزابيث ملكة بريطانيا ، وأبنه الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ، لذلك فهو لا يزال محتفظاً بمكانة رائعة ، فهو جزء مهم جداً من أشهر عائلة ملكية في العالم .

الأميرة ماكو

وهي من عائلة الإمبراطورية اليابانية ، وقد قامت الأميرة بالتنازل عن العرش مقابل الزواج من زميلها في الجامعة ، الذي قابلته في أحد المطاعم في المدينة ووقعت في حبه ، وكان لابد أن تتخلى عن كل الألقاب الملكية من أجل الزواج منه ، وبعد أن تزوجا صارت ماكو من عامة الشعب بعد أن كانت أميرة .

الملك كارول الثاني

يعد أحد أفراد العائلة الرومانية الملكية ، كان شاباً في العشرين من العمر عندما فسخ والداه زواجه من واحدة من عامة الشعب لأول مرة ، وقاما بتزويجه من إبنة عمه وسافر معها إلى اليونان ، ولكنه لم يكن سعيداً معها لذلك قرار الزواج من حب حياته ماجدة ، ولكن كلفه هذا القرار أن تم نفيه لمدة طويلة ، وبعد أن عاد تولى حكم البلاد ولكنه تخلى عن العرش في مقابل الزواج من حب حياته ماجدة مرة أخرى في عام 1940 م.

الأمير أميديو

وهو أمير كندي بلجيكي وكان شديد الوسامة ، وقد وقع في حب فتاة من عامة الشعب وكان يعلم أنها سوف تجعله يخسر العرش الذي هو وريثه الوحيد ، ولكنه قرر التخلي عن العرش في مقابل الزواج من حب حياته إليزابيث ماريا ، وهذا بعد محاولة منه في الحصول على مرسوم ملكي للزواج من عمه الملك فيليب ولكنه رفض ذلك بشدة ، لذلك تزوج الأمير أميديو من إليزابيث ماريا  وعاشا حياة هادئة مستقلة بعيدة عن السلطة ، والعرش ، وإنجاب أطفال رائعين.