عندما يبحث شخص عن شخص آخر للزواج فإنه يبحث عن الصفات المحددة في ذهنه التي تختلف من شخص لآخر فالبعض يريد حس الفكاهة و البعض يبحث عن الاستقرار المادي و البعض عن اللطافة. لكن الوقوع في الحب أمر مغاير يحتاج على كيمياء بين شخصين ينجذبان لبعضهما و هذه الكيمياء فعلية وليست مجازية. فالكيمياء بين الشخصين لها أهمية كبيرة رغم دور كل العوامل الأخرى كالوازع الديني و الخلفية الثقافية و المستوى الاجتماعي ومعدل الذكاء و التفاهم لكن للعامل البيولوجي أساس مهم.

العائلة الكيميائية
يقول العلماء أن لكل شخص عائلة كيميائية تخصه و التي تتعلق بهرمون الدوبامين و السيروتونين و التستوستيرون و الاستروجين . لذلك فالفرد يختار الشريك الذي يملك عائلة مكملة لعائلته الكيميائية. فمثلا الشخص الذي يملك مستوى عالي من الأستروجين ينجذب لشخص يملك معدل عالي من التستوستيرون.

و بمعنى سيكولوجي فإن كل فرد يعتمد على خريطة الحب. و خريطة الحب هذه توجد في اللاوعي و هي تحمل الصفات الخاصة بالشريك المناسب للفرد. و تتكون هذه الخريطة اعتمادا على صفات الأسرة فالرجل الذي تعود على حس المزاح و الفكاهة في والدته سيبحث عن امرأة تملك هذه الصفة. و هذه الخريطة تسمح للشخص في غالب الأحيان بأن يعرف ما عن كان الطرف الآخر مناسبا له في مدة لا تتعدى 3 دقائق.

النظافة الشخصية التي تزيد من معدلات الدوبامين في الدماغ و هو الأمر الذي يساهم في ربط علاقات اجتماعية كما أن الملامسة تزيد من معدلات الأوكسيتوسين بين الزوجين و هو هرمون الحب.

الرومانسية فإن الحب علميا يختصر في ثلاث مراحل في فترة قبل الارتباط.
المرحلة الأولى: الشهوة و يرجع سببها إلى هرمونات الجنس و هي التستوستيرون و الأستروجين عند كل من الرجل و المرأة.
المرحلة الثانية: الانجذاب و في هذه المرحلة يحس كل طرف أنه لا يمكن أن يفكر في شيء سوى الطرف الآخر و تذكر كل ما حصل بينهما و هذا يرتبط بثلاث هرمونات الادرينالين الذي يرتفع فيسبب تسارع دقات القلب و هرمون الدوبامين و هو المسبب للسهر و قلة الشهية مع زيادة في الطاقة و هرمون السيروتونين الذي ينظم المزاج و يعرف بهرمون السعادة. و حسب الدراسات فإن النتائج أوضحت أن معدلات السيروتونين في الدم يبلغ نفس معدل الأشخاص المصابين بالوسواس القهري.
المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يكون التعلق و يسيطر فيها هرمون الأوكسيتوسين الذي يصبح معدله عاليا خاصة في حالة ما إذا كان هناك زواج و بالتالي العلاقة الجنسية، في تلك المرحلة تزداد الروابط بين الشريكين كلما ارتفع معدل ممارسة الجنس. و هرمون فاسوبريسين المعروف بعلاقته بالكلى و الذي يلعب دورا في العلاقات الطويلة الأمد و يفرز في العلاقة الجنسية.

الحب لا يتجاوز ثلاث سنوات فقط
حسب العلماء فإن العمر الافتراضي للحب هو 3 سنوات فقط، إضافة إلى سنة يظهر فيها الفتور و يدرك الطرفان أن الحب بينهما انتهى. و يرجع السبب في كل هذا إلى الكيمياء التي تخلق شحنات حب و طاقة لمدة 3 سنوات ثم تتوقف العملية برمتها دون إمكانية شحنها من جديد. و في السنة الرابعة يتم تحديد مصير العلاقة فإما أن يكون الانفصال أو الاستمرار إذا ما وقع تعود أو حفاظا على العادات الاجتماعية، لذلك ذكر القرآن الكريم في وصفه للزواج أنه  محبة و رحمة لأنها تدوم أكثر من الحب.