الخل هو واحد من أهم الأشياء التي تضاف في الأطعمة والذي لا يخلو منه أي مطبخ في كل دول العالم ، سواء في بيوت المسلمين أو غير المسلمين وفي الحقيقة أن الخل يتم إنتاجه من نفس المنتج الذي يحرمه الدين الإسلامي وهو الخمر ، وبالطبع طلما محرم فهو ينقض اركان الإسلام .

الخل

يتم الحصول على الخل من النفس الطريقة التي ينتج منها الخمر. حيث يتم تخمير بعض المواد الطبيعية التي تحتوي على السكريات والكربوهيدرات النباتية والتي تتواجد في فاكهة مثل التفاح والتمر والعنب وغيرها من النباتات الأخرى التي تتحول إلى كحول ، ومن بعدها يتم إضافة بكتيريا هي التي تتسبب في تحويل الكحول إلى خل وهي بكتيريا حمض الخليك فيتحول إلى سائل حمض الخليك .

الجدير بالذكر أن هناك طريقتين لصناعة الخل وهي الطريقة الطبيعية التقليدية والتي تحتاج إلى شهور وأسابيع لتكتمل عملية التخمير وتتفاعل البكتيريا بالكامل مع كل السائل الكحلي لتحوله إلى خل، والطريقة الثانية هي الطريقة التجارية السريعة التي تساعد في تجاوز العديد من المراحل التي يتم تصنيع الخل الطبيعي به.

صناعة الخل والخمر

أساس تكون الخل والخمر هو السكر المركب أو البسيط الذي في العادة ما يتم أخذه من العنب والشعير والتمر وغيرها من الفاكهة التي تحتوي على هذه السكريات .

الخمر يصنع عن طريق وضع هذه الفاكهة في ماء وتركها فترة كافية من الزمن حتى يبدأ الماء بأخذ الطعم الحلو ثم تقوم الجراثيم بتغيير هذا السكر إلى كحول ، تبدأ عملية التخمير بعد أربع أيام ، وعندما يتم التخمير بشكل تام بعد أسبوعين يكون الماء تحول إلى كحول بشكل تام ويصبح محرماً في الدين الإسلامي ، وكلما ترك السكر في الماء تزداد درجة تخمره وبالأخص إذا تم وضعه في مكان محكم الإغلاق بحيث يمنع دخول الأكسجين إليه أو الخروج منه.

وكما قلنا أن عملية التخمير تتم في ظروف خاصة لمدة معينة بحيث يتم عزله عن الهواء الخارجي حتى يتحول بالكامل إلى كحول ، في حالة تعرض الخمر للهواء يتأكسد الكحول بتفاعله مع الأكسجين الموجود في الهواء عن طريق جراثيم أخري غير التي حولته في البداية إلى كحول وتسمي بالجراثيم الخلية ، والتي تقوم بتحويل الكحول إلى حمض الخل.

نجد أن الخل يتغير حسب نسب الكحول فيه وحسب سرعة وقوة التأكسد الذي حدث من تفاعل الأكسجين والكحول ، فهناك بعض التجار يتسرعون في أخذ الخل دون التأكد من اكتمال عملية التأكسد بالكامل ، فتجد أن بعض أنواع الخل الرخيصة مازال بها نسبة من الكحول من الممكن أن تصل إلى 2% في الخل هذا محرم في الدين الإسلامي.

أما أنواع الخل الجيدة تجد فيها نسبة 0.1% وهي نسبة مقبولة حتى ولو طال وقت هذا الخل في التخزين فلن تتغير هذه النسبة في الخل .

المعادلة التالية التي توضح كيفية تبادل الكحول إلى الخل مع التفاعل بغاز الاكسجين.

(CH3CH2OH + 2 O2 — > 2 CH3COOH + 2 H2O)

Alcohol(كحول) + Oxygen(أكسجين) —-> Acetic Acid(حمض الخل) + Water(ماء)

رأي الدين الإسلامي في الخل والخمر

ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)، وقد ورد تحريم الخمر في سورة البقرة ،وورد في صحيح الإمام البخاري (الخمر ما خمر العقل)، ضبط الشرع الخمر بأنه كل ما أذهب العقل أياً كان أصله أو أسمه، والكحول من المسكرات إذاً فهو خمر . ونعرف أن الخمر قبل الاسلام ارتبط بالاصنام فلما نزلت اية الكرسي خر كل صنم .

أما الخل الذي يخرج من الخمر فهو الذي يخلل بنفسه بدون تدخل صناعي، وحين تم سؤال رسول الله (صل الله عليه وسلم) عن الخل (سئل عن الخمر تتخذ خلا، فقال: لا) وهذا يعني أنه ليس خمراً.