يعد الميزان الصرفي من أهم الطرق التي وضعها علماء النحو حتى يتمكنوا من ضبط بنية الكلمة ومعرفة حروفها الأصلية والحروف الزائدة منها والمحذوفة، حيث أختار العلماء وزن فعل لكل الأفعال المكونة من ثلاث حروف، أما الأفعال المكونة من أربع حروف اختار لها العلماء وزن فعلل للتعبير عنها، فالفاء تعبر عن الحرف الأول من أصل الكلمة، والعين تعبر عن الحرف الثاني من أصل الكلمة، واللام تعبر عن الحرف الثالث لأصل الكلمة.

امثلة على الميزان الصرفي من القران

القرآن الكريم ثروة لغوية وبوابة لكل من يريد أن يتعلم اللغة العربية بأسمائها وأفعالها بالأوزان المختلفة، ومن أهم قواعد النحو التي يلقي عليها القرآن الكريم الضوء هو الميزان الصرفي بأوزانه المختلفة.

يعد وزن استفعل من أشهر أنواع الميزان الصرفي التي تأتي في كلام العرب والتي لها العديد من أوجه المعاني، ومن أشهرها الطلب، ومنها الوجدان أيضاً وغيرها موجود في كتب الصرف، بالإضافة إلى أن الفعل نفسه من الممكن أن يختلف بحسب السياق مثل فعل استحيا، دعونا نعرض بعض المواضيع من القرآن الكريم التي تعبر عن معنى الصيغة بشكل واضح:
– قوله تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24].
– قوله تعالى -: ﴿ أن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الأنفال: 19].
– قوله تعالى -: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ ﴾ [البقرة: 282].
-وقوله تعالى -: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْر﴾ِ [يونس: 11].
-وقوله تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا… ﴾[ الكهف: 29].

وإليكم بعض المواضيع التي وردت في القرآن الكريم على هذه الصيغة في مختلف المواضيع:

-فعل استأْجَر
﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ أن خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].

-فعل استأْخر
﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34] ، ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [الحجر: 24].

-فعل استأْذن
﴿ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ أن الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 62].

-فعل استبْدل
﴿ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61].

-فعل استبْشر
﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ﴾ [آل عمران: 171] ، ﴿ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ﴾ [التوبة: 111] ، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39].

-فعل استثْنى
﴿ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 18].

-فعل استجاب
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ﴾ [آل عمران: 195] ، ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36].

هو من أوزان أفعال المطاوعة كما أنه يقال إنه من أفعال التأثر مقابل أفعال التأثير، فمثلاً يقال فعلته فانفعل، وفعلته فتفعل وفعلته فافتعل وهكذا.

كما أن صيغة انفعل يختص بها القبول والعلاج، والأصل فيها أن تكون الأوزان للمطاوعة في الفعل الثلاثي مثل قول: صرفته فانصرف كسرته فانكسر، هكذا.

وفيما يلي أمثلة من القرآن الكريم على هذا الوزن:

-فعل بثث
يقال: بَثَثْته أبثُّه فانْبَثَّ فهو مُنْبَث، وممبث تعني مُنْتَشِر، قال تعالى-: ﴿فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: 6].

-فعل بجس
يُقال يَبْجُسها فانْبَجَسَتْ، وقال تعالى-: ﴿فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ [الأعراف: 160].

-فعل بعث
يقال بعثته فانْبعث، وقال تعالى-: ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: 12] ، والمصدر الفعل هو انبعاث، قال تعالى-: ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ﴾ [التوبة: 46].

-فعل بغي
المشهور في هذا الوزن هو المضارع، حيث يقال بغيته فانبغى ينبغي، قول تعالى-: ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أن يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ [مريم: 92].

-فعل خنق
فيقال خنقته فانخنق فهو منخنق، كما في قوله تعالى-: ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ﴾ [المائدة: 3].