تعد مملكة ماري واحدة من أعظم وأعرق الحضارات التي شهدتها بلاد المشرق العربي ولاسيما سوريا في الألف الثالث قبل الميلاد، فقد شهد عصر هذه المملكة حالة من الرخاء والازدهار في جميع النواحي وكافة المجالات فقد شهد هذا العصر تطور رهيب في مجال العمران مما أدى إلى توسعات عمرانية تخدم السكان والوافدين وقد شهدت أيضًا تطورًا في الزراعه والعلاقات الاقتصادية التجارية أيضًا كان للحياة الفنية نصيب من ذلك الاذدهار فتميزوا في صناعة الفخار ونقش الاختام إلى غيرها من جوانب التميز في شتى المجالات.

 نهر الفرات حيث تقع تلك المملكة في شمال شرق سوريا وكان لذلك أثره الواضح على تقدمهم في الزراعة حيث تتمتع الأرض بالتربة الخصبة التي يجلبها لها النهر من طمي ومياه وفيرة في موسم الفيضان، بالإضافة إلى أن هذا الموقع كان يصل الخليج العربي بالبحر المتوسط مما ترتب عليه ازدهار حركة التجارة بين بلاد الشام وبلاد الرافدين ومن هنا تم التخطيط لانشاء مدينة ماري فأخذت الشكل الدائري بقطر 19كم وتم إحاطتها بسور عظيم من جميع جهاتها فيما عدا جهة النهر مما سهل مرور السفن ونشط من الحركة التجارية

الكلبة من عجلتها ولدت جراء عميانًا وهذا المثل المستخدم قد ألقى الضوء على هذه الرسالة، كما أوضحت الوثائق أيضًا معلومات عن الشعب كوجود جمعيات للفقراء وهذا يبرز الانسانية والادمية للمملكة، كما وجد أيضًا بجانب تلك الوثائق أنواع مختلفة من الحلي والمجوهرات وأواني للشرب وأغطية الأسرة، إلى غيرها من الاكتشافات المتعددة التي تميز بها هذا الكشف الحضاري العريق.