مؤخرا عقد مجلس الوزراء جلسته يوم الاثنين الماضي والتي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والذي وافق فيها على إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وجمهورية إفريقيا الوسطى، وذلك على مستوى سفير غيم مقيم والذي يعني سفير من أعلى رتبة يتم اختياره لتمثيل بلاده، ويعمل عادةً في البلدان المجاورة، وأحياناً في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي، وحتى في حالة السفير الغير مقيم قد يقتصر دوره على تقديم المعلومات والمشورة في قضايا معينة. ، وقد تم تفويض وزير الخارجية أو من ينيبه بالتوقيع على البروتوكول الخاص بهذه العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما جعل الكثير يتساءل عن جمهورية أفريقيا الوسطي وعن موقعها وكافة المعلومات عنها، وقد خصصنا هذا المقال ليشمل معلومات عن جمهورية أفريقيا الوسطى.

قارة أفريقيا
المعروف أن القارة السمراء وهي قارة أفريقيا تتكوّن من خمس مناطق جغرافيّة، وكل منطقة منها تتضمّن دولًا معيّنة، وهذه المناطق هي على النحو التالي
إفريقيا الشرقيّة (Eastern Africa).
إفريقيا الغربيّة (Western Africa)
إفريقيا الوسطى (Middle Africa / Central Africa).
إفريقيا الشماليّة(Northern Africa)
افريقيا الجنوبيّة (Southern Africa).

وتضم منطقة إفريقيا الوسطى خمس دول هي كالتالي
جمهوريّة إفريقيا الوسطى
تشاد
جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة
بوروندي.
رواندا.

جمهورية أفريقيا الوسطى
تعتبر جمهورية أفريقيا الوسطى من أهم دول أفريقيا الوسطى وهي من الدول الحبيسة، أي التي لا طلّ على أي بحر، أو محيط، فاليابسة تحيط بها من كلّ الجهات، وجمهوريّة إفريقيا الوسطى تقع تمامًا في قلب القارة؛ فهي تقع بالنسبة إلى قارة إفريقيا في الوسط، وتقع بالنسبة إلى منطقة إفريقيا الوسطى أيضًا في الوسط؛ ولذلك تسمّى بجمهوريّة إفريقيا الوسطى، فهي اسم على مُسَمًّى.

وتحدّ جمهوريّة إفريقيا الوسطى من الجهة الشمالية تشاد، وتحدّها من الجهة الجنوبيّة جمهوريّة الكونغو الديمقراطية، وتحدّ جمهورية الكونغو الديمقراطية من الجهة الشرقيّة رواندا، وبوروندي، وهاتان الدولتان هما دولتان صغيرتان حبيستان، وتقعان فوق بعضهما البعض، توجد جمهورية أفريقيا الوسطى في قلب القارة وفي منتصف المسافة تقريباً بين شمال القارة وجنوبها، وهي دولة داخلية، وأقرب السواحل منها يبعد عنها ألف كيلومتر.

كانت جمهورية أفريقيا الوسطى مستعمرة فرنسية من قبل، تبلغ مساحتها نحو 620 ألف كيلومتر، ويقدر عدد سكانها بأكثر من خمسة ملايين نسمة “إحصاء عام 2013” ينتمون إلى قبائل أفريقية مختلفة، (33% من قبيلة بايا، و27% من قبيلة باندا، و13% من قبيلة مانديجيا، و10% من قبيلة سارة، و7% من قبيلة مابوم، و4% من قبيلة ماباكا ومثلها من قبيلة ياكوما، و2% من قبائل متفرقة)

أما الديانة التي يدين بها سكان جمهورية أفريقيا الوسطى فأغلبها المسيحية (25% بروتستانت، ومثلها روم كاثوليك)، ومعتقدات محلية (35%)، وبالإسلام (15%).، وهي من الدول ذات الثروات المعدنية الكثيرة وعلى الرغم من ذلك إلا أن أغلبية سكانها فقراء ومعدمين، فجمهورية أفريقيا الوسطى غنية بالمعادن كالذهب والفضة والعديد من المواد الطبيعية الأخرى، إلا أن موجات العنف والقتل التي انتشرت بين سكانها كانت السبب في عدم استغلال هذه الثروات لصالحهم.

نظام الحكم في أفريقيا الوسطى
كانت تسمى هذه الجمهورية ب ” أوبانغي- شاري” وخلال الفترة من عام 1910 حتى 1960 وكانت جزءا من أفريقيا الاستوائية الفرنسية. وأصبحت إقليما يتمتع بحكم شبه ذاتي في عام 1958، ثم دولة مستقلة في 13 آب/أغسطس عام 1960.وكانت تُحكَم جمهورية أفريقيا الوسطى لأكثر من ثلاثة عقود بعد الاستقلال، من حُكَّام غير منتخبين تولوا السلطة بالقوة، ثم جرت انتخابات متعددة الأحزاب للمرة الأولى في عام 1993 والتي جاءت بالرئيس انجي فيليكس باتاسيه على السلطة ولكنه قد خسر الدعم الشعبي خلال فترة الرئاسة وقد أطيح به بالفعل عام 2003 من قبل الجنرال فرانسوا بوزيري الذي فاز في انتخابات رئاسية في مايو 2005، ثم أعيد انتخابه في عام 2011 وقد قيل أنها انتخابات مزورة، وكانت فترة حكمه تعاني من الفساد المستشري والتخلف والمحسوبية والتسلط، الأمر الذي أدى إلى تمرد علني ضد حكومته وهو ما دعا فصائل المسلحة المعروفة باسم تحالف “السيليكا”.

تحالف السيليكا
هو التحالف الذي تألف من عناصر مسلمة ومعارضين غير مسلمين لنظام بوزيزي والذي قد تم شنه في عام 2012 وقد قام هذا التحالف بشن الهجمات التي بدورها قد سيطرة على عدد من المدن الحيوية بوسط وشرقي البلاد ، وهو ما أدخل الفصائل المناهضة لحكم بوزيزي في مفاوضات سلام في عام 2013 والتي تشكلت بنتيجتها حكومة وحدة ضمت قادة المتمردين، وفي مارس من نفس العام سيطر المتمردين على العاصفة وأدى إلى فرار الرئيس بوزيزي نصب زعيم متمردي “السيليكا” ميشيل جوتوديا نفسه كأول رئيس مسلم، وشكل حكومة انتقالية، وفي أبريل عام 2013 صدق ما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي عليه رئيسا، وخلال حكم جوتوديا، تشرد نحو مليون شخص جراء المعارك التي نشبت بعد أن استولت السيليكا، على مقاليد الحكم.

ومن الجدير بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في إبريل الماضي أرسل برقية تهنئة الرئيس “فوستان أركونج تواديرا” رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في جمهورية أفريقيا الوسطى وأدائه اليمين الدستورية.