على الرغم من أننا نعرف كل الأعراق تقريبا، إلا أننا لا نعرف أصل كل عرق من هذه الأعراق، لذا يثار الفضول في كثير من الأحيان حول هذا الأمر، مثلا نفكر من هم الروم وما أصلهم، أو من هم الأتراك وموطنهم وعلاقتهم بالإسلام، الأتراك الذين كانوا يعرفون قديمًا باسم العثمانيين يرجع نسبهم إلى قبيلة تركمانية كانت تعيش في كردستان في بداية القرن السابع الهجري وكانت تمتهن الرعي .

تاريخ وأصل الأتراك

الأتراك لم يوجدوا على هذا الوضع بل كان هناك تاريخ طويل لتطورهم، هل تعلم أن الأتراك أو العثمانيين كانوا يعيشون في كردستان حيث أنهم يرجعون إلى قبيلة تركمانية كانت تمتهن الرعي في أوائل القرن 7 هجريًا، ثم قام سليمان وهو الجد لـ عثمان بن أرطغرل مع قبيلته من كردستان، ذاهبين إلى بلاد الأناضول واستقروا في مدينة تدعى أخلاط، وذلك عام 617 هجريا، وسبب هجرتهم هو الغزو المغولي الذي هجم على العراق وشرق آسيا الصغرى في ذلك الحين .

وبهذا يكون أصل الأتراك هم عشائر الغز التي عرفت بالترك أو الأتراك، والذين استوطنوا منطقة ما وراء النهر التي تسمى اليوم تركستان، وهو المكان الذي يبدأ من هضبة منغوليا وشمال الصين في الشرق، إلى بحر قزوين في الغرب، ومن السهول السيبيرية في الشمال وحتى شبه القارة الهندية وفارس في الجنوب، وقبائل الغز هذه قامت بالانتقال إلى آسيا الصغرى في هجرة كبيرة في منتصف القرن السادس الميلادي، وهناك عدد من الأسباب التي دفعتهم للهجرة .

الأسباب التي دفعت الأتراك للهجرة لآسيا

هناك عدد من الأسباب التي دفعت هذه العشائر للهجرة إلى آسيا الصغرى وترك موطنهم، أهمها :

1- الفقر الشديد والظروف الاقتصادية الصعبة .
2- تعرض القبال المغولية لهم بسبب الغزو الذي حدث للعراق في هذه الفترة، وقد كان المغول يفوقوهم قوة وعدد، وبالتالي أجبروهم على الرحيل لعدم الأمان معهم .

علاقة الأتراك بالعالم الإسلامي

قام الأتراك بالاتصال بالعالم الإسلامي، بعد أن نزلت القبائل التي تم تهجيرها في الغرب بالقرب من نهر جيحونوقد استقرت هذه القبائل في طبرستان وجرجان لبعض الوقت، وبهذا كانوا قريبين جدا من الأراضي التي فتحها المسلمون بعد أن كسب المسلمون معركة نهاوند وهزموا الدولة الساسانية في بلاد الفرس وقد كان ذلك نحو عام 641 ميلاديا .

وفي العام التالي أي تحديد في 642 ميلاديا، دخلت الجيوش الإسلامية لبلاد الباب لنشر الإسلام فيها، وقد كان الأتراك يعيشون هناك، لذا التقى كلا من عبد الرحمن بن ربيعة قائد الجيش الإسلامي وشهر براز ملك الترك، واتفقوا معا وقاموا بعقد صلح أن ينتشر الإسلام دون قتال، لذا دخل الجيش الإسلامي وفتح منطقة شمال شرق بلاد فارس، وبالتالي سقطت دولة الفرس، فاتصلت هذه الشعوب بكل سهولة بالشعوب الإسلامية وانتشر الإسلام بعد أن دخول فيه وانضموا إلى صفوف المقاتلين لنشر الدعوة لدين الله .

وقد تم فتح طبرستان في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث عبر المسلمون نهر جيحون، ثم دخلوا لبلاد ما وراء النهر، وهذا ما جهل العديد من الأتراك يدخلون في الإسلام، فتحت بعدها بلاد بخاري لكن كان ذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ثم فتحت سمرقند، وبهذا أصبح الحكم الإسلامي يسيطر على بلاد ما وراء النهر .

الأتراك في العهد العباسي

بعد أن زاد عدد الأتراك في العهد العباسي، وأصبحوا يتولون مناصب إدارية وقيادية هامة، اهتم الخليفة المعتصم بالله بهم اهتمام شديد، وقام بتأسيس مدينة تسمى سامراء على مسافة 125 كم من بغداد بالعراق، وقام بالعيش فيها مع جنوده ومؤيديه منهم، وبالتالي برز الأتراك أكتر ولمعوا، فأنشئوا دولة إسلامية كبيرة وأطلقوا عليها الدولة السلجوقية، والتي كانت على اتصال وثيق بالدولة العباسية .

كيف قامت الدولة العثمانية

اتهم السلاجقة بأنهم يسيئون معاملة النصارى، من قبل نصارى أوروبا، الذين اتجهوا لبيت المقدس واحتلوا جزء من سواحل الأناضول في الطريق، وعندما دخل الصليبيين القسطنطينية انقسموا إلى لاتين وإغريق، وهذا أدى للخلافات التي أدت لخروجهم من المشرق، وفي هذا الوقت كان عدد الأتراك يزيد في الأناضول، لأن العديد من القبائل التركية استوطنت الأناضول لكي تسلم بعد الاحتلال المغولي، وبهذا تأسست دولة بني عثمان التي ترجع إلى الأمير عثمان بن أرطغرل، الذي يعد أول من اعتنق الإسلام من أمراء قومه .

وقد تقدم العثمانيون بمرور الوقت وفتحوا العديد من الأماكن في أوروبا، وقد كانت دولتهم على وشك الانهيار بعد صراع تيمورلنك، لكن محمد الأول بايزيد قام بتوحيد البلاد، وقام محمد الثاني بفتح القسطنطينية عام 1453، وأطلق عليها إسلام بول، التي تسمى الآن إستانبول، ومعناها ” مدينة الإسلام ” .