هناك أطعمة ترفع نسبة الجلوكوز في الدم بصورة سريعة وكبيرة، بينما أطعمة أخرى تؤثر في نسبة الجلوكوز بصورة بطيئة ومتدرجة، وقد لاحظ العلماء هذه الظاهرة فكان الدكتور جنكيز من جامعة تورونتو بكندا، هو أول من وضع أساس لهذه المعلومات من خلال دراساته الموثقة والأكيدة التي وضعها في الفترة بين 1980 إلى 1981، حيث لاحظ العلماء أن الكهربوهيدرات عندما يتم هضمها تصل بسرعة كبيرة إلى الدورة الدموية، وتكون بكميات هائلة مما ترفع نسبة الجلوكوز أكثر من أنواع الأطعمة الأخرى، لذا تم إعطاءه أعلى نسبة في المؤشر وهي 100 .

المؤشر الجلايسمي
المؤشر الجلايسيمي للأطعمة والذي يرمز له بالاختصار GI اختصارا لـ (GLYCEMIC INDEX )، يرمز إلى نسبة سرعة تحول الكربوهيدرات إلى سكر الجلوكوز أثناء عملية الهضم، على مقياس من 1 إلى 100، بمعنى أن الكربوهيدرات التي تتحول بسرعة أثناء عملية الهضم وتعطي نسبة عالية من سكر الجلوكوز، تعطي مؤشر جلايسيمي مرتفع، أما الكربوهيدرات التي تتحول ببطء وتعلو نسبة الجلوكوز فيها بشكل تدريجي، تعطي مؤشر جلايسيمي منخفض، إذن المؤشر الجلايسيمي هو معيار لقياس الكيفية التي تؤثر فيها كميات معينة من الطعام على نسبة الجلوكوز في الدم، وعلى ارتفاع نسبة الأنسولين .

درجات المؤشر الجلايسيمي
يمكننا أن نعطي المؤشر الجلايسيمي ثلاث درجات : عالي، متوسط، ومنخفض، فالمؤشر الجلايسيمي العالي هو الذي يعطي نسبة 70 فيما فوق، والمؤشر الجلايسيمي المتوسط هو الذي يعطي نسبة تتراوح بين 56 إلى 69، أما المؤشر الجلايسيمي المنخفض فهو الذي يعطي نسبة 55 درجة أو أقل .

أهمية المؤشر الجلايسيمي
1- يساعد معرفة المؤشر الجلايسيمي للأطعمة بصفة خاصة مرضى السكر، حيث أنهم يعانون بصفة دائمة من ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وبالتالي ينبغي عليهم تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، وكذلك الأشخاص الذين تكون نسبة الجلوكوز عندهم قليلة أكثر من النسبة الطبيعية، وبالتالي يجب أن يتناولوا الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع .

2- المؤشر الجلايسيمي للأطعمة مهم للرياضيين كذلك، حيث ينصحون بتناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع قبل أو بعد ممارسة الرياضة مباشرة .

3- كما أن معرفة المؤشر الجلايسيمي للأطعمة يفيد بصورة كبيرة مرضى السمنة، حيث يتجعلهم يتجنبون الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، مما تمكنهم من خفض وزنهم .

المؤشر الجلايسيمي لأشهر الأطعمة
1- الأطعمة ذات المؤشر الجلايسمي المنخفض ( 1 – 55 )
أشهر الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض هي : البروكلي، القرنبيط، الكرفس، الخيار، البصل، الطماطم، الفجل، الكوسة، الخضار الورقة مثل السبانخ والكرنب والسلق، الشعير، الحمص، الفاصولياء، فول الصويا، العدس، الحليب، الفواكه مثل التفاح، المشمش، الخوخ، البرقوق، الأجاص، التوت، الجريب فروت، الدراق .

2- الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المتوسط ( 56 – 69 )
أهم الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المتوسط هي : المعكرونة، الأرز، القمح، البازلاء، البرتقال، البطاطا، الكاسترد، الآيس كريم، العنب، البرغل .

3- الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع ( 70 – 100 )
الخبز الأبيض، الموز، الزبيب، الأناناس، البطيخ، العسل، البسكويت والكوكيز، الشيبسي، المشروبات الغازية، الدونات، الكورن فليكس، الشمام، المانجو، البابايا، البنجر، الجزر، القرع، اليقطين .

عيوب المؤشر الجلايسيمي
إن المؤشر الجلايسيمي له بعض أوجه القصور، التي تجعل اتباعه أمر صعب إلى حد ما، ومن أشهر أوجه القصور فيه أنه لا يحسب لك الكمية التي يجب أن تتناولها، لتحصل على نسبة المؤشر الجلايسيمي لها، فمثلا البطيخ ضمن قائمة الأطعمة التي تحتوي على مؤشر جلايسيمي عالي تبلغ 80، بينما البطيخ يحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات القابلة للهضم في الوجبة الطبيعية المعتادة من البطيخ، بمعنى أنه لكي تصل إلى نسبة 80 في المؤشر الجلايسيمي عند تناول البطيخ، لابد أن تأكل كميات كبير للغابة منه، وهذا لا يحدث .

لذا فقد ابتكر العلماء فكرة جديدة متفرعة من فكرة المؤشر الجلايسيمي، وهي فكرة الحمل الجلايسيمي، وهو الذي يختص بالكميات في الوجبة الغذائية المعتادة، فمثلا وجبة من البطيخ التي تزن 120 جرام، تحتوي على حمل جلايسمي بمقدار 5 وهذه النسبة تعد جيدة، حيث أن جدول جامعة سيدني الذي صنف مؤشر الحمل الجلايسيمي قد قسمه إلى ثلاث أقسام : حمل جلايسيمي منخفض من 1 إلى 10، حمل جلايسيمي متوسط من 11 إلى 19، حمل جلايسيمي مرتفع 20 فيما فوق .

كما أن من عيوب المؤشر الجلايسيمي أنه لا يوضح أي معلومات غذائية إضافية، فمثلا كوب من الحليب كامل الدسم يحتوي على مؤشر جلايسيمي يبلغ 31، وحمل جلايسيمي يبلغ 4، لذا فإنه من وجة النظر الجلايسيمية جيد، ولكنه اختيار سيء للأشخاص الذين يرغبون بإنقاص وزنهم، لأنه يحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية .