تتنوع أنماط الشخصيات الذين نختلط بهم في حياتنا اليومية ، و غالباً ما يصعب التعرف على حقيقة تلك الشخصيات حيث تظل بعض الأمور المبهمة بالنسبة إلينا ، إلا أن بعضهم يتميز  بصفات رئيسية يتم تصنيفهم من خلالها إما إلى شخصيات غيورة أو خجولة أو جريئة و غيرها ، و تعتبر الشخصية الطبيعية هي التي في إمكانها الحديث عما في داخلها للشعور بالراحة ، إلا أنه يوجد نوع من الشخصيات التي تجد في هذا الأمر صعوبة بالغة و عادةً ما تقضي وقتها في صمت ، و تُعرف هذه الشخصية بـ ” الشخصية الكتومة ” .

طريقة التعامل مع الشخص الكتوم :
– تجنب وضعه في مواقف محرجة
يجب أن يتم التعامل مع هذه الشخصية بحذر شديد و اتباع بعض الأساليب الخاصة معهم ، و من أهم الأشياء التي يجب تجنبها مع تلك الشخصيات هي وضعهم في المواقف المحرجة خاصةً مع وجود أشخاص كثيرون حولهم ، حيث يسبب لهم هذا الأمر شعوراً بالضيق الشديد و قد يتسبب في كرههم للتعامل مع الشخص المقابل مرة أخرى .

– احترامه و المرونة في التعامل معه
يجب الحرص على اظهار احترام و تقدير شديد لهذا النوع من الشخصيات و عدم الاستهزاء بحديثهم في أي حال من الأحوال ، كذلك لابد من جعلهم يشعرون بمرونة في التعامل و ذلك من خلال عدم نقدهم في الأمور البسيطة ، و مساعدتهم على تخطي الحاجز النفسي الذي يمنعهم من الكلام ، فكلما استطاعوا أن يشعروا بالأمان و الراحة كلما تمكنوا من الحديث بشكل أفضل .

– استخدام أسئلة تحتاج إلى إجابات طويلة
يحاول الشخص الكتوم أن يعطي إجابات صغيرة و بسيطة تتناسب مع السؤال ، لذلك يُفضل أن يتم الحديث معه باستحدام أسلوب يعتمد على الاستعارة أو الأسئلة التي تفسح مجال لحديث طويل و حوار مفتوح ، فهناك أنماط للسؤال مثل أين و كيف و ماذا تتطلب الإجابة عليها بإجابات طويلة ، كذلك يجب أن لا يتم مقاطعة هذه الشخصيات عندما تبدأ في الحديث و لابد من منحهم فرصتهم كاملة للتعبير عما في داخلهم بدون قمعهم .

– إكسابه مزيداً من الثقة في نفسه
يحتاج الشخص الكتوم أن يكتسب مزيداً من الثقة في نفسه حتى يستطيع التعبير عما في داخله بدون الشعور بالرهبة و الخوف ، لذلك يجب مساعدته في هذا الأمر و الحرص على مدحه أمام الناس و عدم الحديث معه بأسلوب جارح يجعله ينفر من الحديث تماماً ، كما يجب أن يحرص الشخص المقابل على إظهار خوفه على مصلحة الشخص الكتوم و الاهتمام الشديد بمشاعره ، فكل تلك الأمور تجعل ثقته و ارتياحه للحديث يزداد مع الوقت .

سلبيات الشخص الكتوم
يعاني الشخص الكتوم من الميل إلى العزلة بشكل دائم ، حيث أنه يقضي مع الناس وقتاً قليلاً مقارنةً بالوقت الذي يقضيه وحده ، بالإضافة إلى أنه صامت في أغلب الأوقات فعندما يتواجد مع مجموعة من الناس فهو يفضل أن يستمع إليهم و لا يشاركهم الحديث ، لذلك يسئ أغلب الناس الظن بهذه الشخصية فلا يعرفون ما إذا كانت شخصية سيئة أم جيدة .

من الصعب التعرُّف على المشاعر الحقيقية التي يخفيها الشخص الكتوم ، فهو لا يستطيع أن يعبر عن فرحته أو حزنه أمام الأخرين ، و حتى في لحظات غضبه أو تعجبه أو انفعالاته الأخرى فهي لا تظهر بشكل واضح و مفهوم مما يجعل الأمر صعباً لمعرفة ما يدور في باله ، و غالباً ما تواجه تلك الشخصية مشاكل في العمل الجماعي الذي يتطلب التحاور مع الآخرين .

تتمتع هذه الشخصيات بحساسية مفرطة بالرغم من عدم قدرتهم على التعبير عن هذا الأمر ، حيث أنهم قد يشعرون بالحزن و الضيق الشديد بسبب التحدث إليهم بأسلوب سئ و جارح ، و يعتبر هذا الأمر أحد الأسباب التي تدفعهم إلى عدم التحدث مع الأخرين و البقاء في صمت حيث أنهم يخشون من رد الفعل الذي قد يجرحهم و يهينهم .