النكاح والزواج كلمتين يعتقد كثيرون أنهما يحملان نفس المعنى، ولكن القرأن قد إستعمل لفظ النكاح لوصف الزواج ولم يستعمل لفظ الزواج، ولهذا فإنه يقال عقد القران وليس عقد الزواج، فمها هو الفرق بين النكاح والزواج، ولماذا إستعمل القرأن لفظ النكاح وليس الزواج؟

الفرق بين النكاح والزواج في القرآن
أولا ما هو الزواج
التزاوج أو المزاوجة في اللغة العربية يشير إلى الإلتصاق بدون فراق وهو للدلالة على الإقتران بين الأشياء سواء إنسان أو حيوان أو جماد، فيقال زوج من كذا، والزواج من الممكن ألا يكون يعني النكاح، فهو قد يعني الإقتران فقط، والدليل على ذلك وصف القرآن الكريم للأبناء من البنين والبنات بالتزويج، أي إثنين في قوله تعالى “أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير” في سورة الشورى الأية 50.

وكذلك يصف القرأن الكريم النباتات بالزوج في سورة طه الأية 53 في قوله تعالى “وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى” ، كما أن الزواج يدل على الإقتران بدون إنفصال مثل قوله تعالى ” وإذا النفوس زوجت” سورة التكوير، وكذلك في قوله تعالى “احشروا الذين ظلموا وأزواجهم” وهنا أزواجهم تشير إلى قرنائهم، وهم مرتبطين دون إنفصال،

وهذا السبب في إستعمال القرآن الكريم للفظ النكاح وليس الزواج، لأنه لو إستعمل لفظ الزواج فهذا يشير إلى أن هذا الزواج سوف يكون أبدي دون إنفصال، ولا يمكن أن يفترقا حتى بالطلاق، وإذا إستعمل هذا اللفظ دل ذلك على ان هذا الزواج مثالي وان كلا من الزوجين ملائم تماما للآخر، وهذا الكلام لا يحدث في الكثير من العلاقات الزوجية.

ثانيا النكاح
لقد إستخدم القرآن الكريم لفظ النكاح للدلالة على الزواج، لأن كل زواج يحدث بين رجل ومرأة فهو عبارة عن نكاح، أما الزواج من الممكن ألا يشير إلى النكاح زمن الممكن أن يشير للإقتران فقط، وقد إستخدم لفظ النكاح في القرآن الكريم للدلالة على الزواج في العديد من الأيات مثل قوله تعالى “ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله” في سورة البقرة الأية 235

، وكذلك في قوله تعالى “وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله” في سورة النور الأية 33، وكذلك في قوله تعالى في سورة الأحزاب الأية 49 في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن”

وهنا نجد أن القرأن قد إستخدم كلمة النكاح وليس الزواج لأن كل نكاح زواج ولكن ليس كل زواج نكاح، ولأن الزواج يستلزم أن يكون الزوجين متماثلين وزواجهم مثالي، ولذلك هناك مرتين فقط قد إستخدم فيهم القرأن لفظ الزواج للدلالة على الزواج، في الحالة الاولى كان لوصف زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش في قوله تعالى “فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها” في سورة الأحزاب الأية 37، وهذا لأن زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من زينب زواج مثالي، وهو زواج دائم دون إنفصال.

والحالة الثانية عندما وصف القرأن الكريم زواج المؤمن الذي يدخل الجنة من الحور العين، وكان هذا في سورة الطور الأية 20 في قوله تعالى “متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين” وكذلك في قوله تعالى ” كذلك وزوجناهم بحور عين” في سورة الدخان الأية 54، وقد إستخدم الزواج وليس النكاح لأنه زواج دائم.

الخلاصة
مما سبق نجد أن هناك فرق بين النكاح والزواج فالنكاح يعني الزواج بين رجل وإمرأة وهذا الزواج من الممكن أن ينتهي وينفصل الزوجين بالطلاق، ولكن مفهوم الزواج أعم فهو يصف العلاقة بين شيئين مقترنين في علاقة أبدية لا يمكن أن يحدث فيها إنفصال، وهو لا يصف شخصين فقط، وإنما يصف الجماد والحيوان والعديد من الأشياء، ولهذا فالزواج من الممكن ألا يتضمن عقد نكاح.