الحقد والحسد كلاهما صفتين بذيئتين بل هما من أسوء الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الشخص لكن الحسد يدخل إلى قلب الإنسان ضعيف الإيمان الذي يتمنى تحول النعمة وزوالها من الأخرين أما الحاقد فهو شخص يبطن الكراهية ويخفيها لأحد الأشخاص نتيجة حدوث بعض المشكلات والمشاحنات بينهم لكنه يكشف حقده في كلامه ونظراته .
اولا: الحاسد
الحسد هو من أبغض الصفات التي من الممكن أن يتصف بها أحد ،والحاسد هو شخص يتمني زوال النعمة من الآخرين ويسبب الحسد الكره بين الناس لذلك نهى الإسلام عن الحسد إلا في حالتين وتسمي في هذه الحالة غبطة وهو تمني ما عند الغير دون زوالها من عنده والحاسد دائما لا يشعر بالنعمة التي لديه وينظر دائما إلى ماعند غيره وفي أغلب الاحيان لا يشعر الناس بالشخص الحاسد لأنه خبيث ولا يعلمه إلا عندما يصاب ويكتوي منه بعد وقوع الحسد واصابة المحسود منه .
ولهذا ذكر الحسد في القرأن وأمرنا الله عز وجل بتحصين النفس والأبناء والبيوت كما كان يفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقرأ المعوذتين وأية الكرسي وسورة الإخلاص يوميا بين يديه مع النفث قبل النوم ثم يمسح على جسده الشريف .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها وفي رواية اخرى ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار متفق عليه.
ثانياً : الحاقد
هو شخص لديه شحناء في القلب فلا يصفو منه إلا من رحم الله ، فيظل الحقد ملازم الحاقد تجاه من يحقد عليه فيكن له الشر و يتصيد له الأخطاء ويتمني له سوء العاقبة فهو يبني أساسه من الكراهية ، ويريد الحاقد أن ينتقم من الحاقد عليه وهو بالطبع خلق مذموم ، ومن يحمل في قلبه ذرة حقد يكون ضعيف الإيمان .
ومن أسباب الحقد الكبر والتعالي وكراهية الخير للأخرين حيث قال أحد الشعراء “وليس كبير القوم من يحمل الحقد حيث أن الحاقد خسيس النفس أسود القلب لا يعفو ولا يسامح يجعل صاحبه يهرب من مواجهة الآخرين دون أن يعفو ويغفر الناس بتسامحه الوهمي وهذا يدل على دناءة وخسة الحاقد لأنه افتقد الشجاعة والعفو ، والحاقد لا ينسى بطبعه من يخالفه الرأي ينتهز أقرب الفرص للانتقام منه والنيل منه لإشباع رغبته الدنيئة .
أهم الفروقات بين الحاسد والحاقد :
ومن أهم الفروقات بين الحاسد والحاقد أن الحاسد ليس له مسبب بل من أسبابه نعمة المحسود ، والحسد هو أول ذنب ارتكبه بني آدم على الأرض، أما الحاقد دائماً يكون سبب إساءة ما واختلافات من الممكن أن تكون مست كرامته ، وفي أغلب الظروف تحدث الشحناء بسبب الكبر لأن الحاقد غالباً ما يكون شخصا متكبراً وجباناً وفي نفس الوقت لا يقدر على مواجهة خصمه أو الإقتصاص لنفسه علناً بل دائما ما تجده يخبيء مشاعره ويؤذي من الخلف .
كما أن الشخص الحاقد لا ينسى أبداً ولا يسامح فكم من قتيل مات ولم يعرف من قتله فمن الممكن أن ينسى سبب الخلاف ولكنه لا ينسى الشخص الذي تعرض له أو إختلف معه في وجهات النظر فتجد فكرة الإنتقام مسيطرة عليه تماماً حتى أنها تشغله عن السعي وراء التقدم والتطوير من الذات ، وقد ذكر القرآن الكريم تحث المسلمين وتنهاهم عن الحقد في قوله تعالى (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا) ، وقوله تعالى (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا).