الإنسان الناجح هو الذي يبدأ مرحلة العمل والنجاح سعيًا للوصول إلى طموحه، لأن ذلك يجعله منذ طفولته يطمح في أن يجعل مستقبله يختلف عن أي شخص آخر، ويشارك الجميع دائمًا من أجل اكتساب الخبرات الكثيرة من الجميع، فالطموح ليس له حدود للعقل، فيكون الفرد منذ طفولته يطمح أن يصبح رجل أعمال ذات سلطة ونفوذ، وغيره يطمح في أن يصبح إنسان عادي يريد أن يكتسب ما يكفيه للمعيشة وفقط.

ما هو الطموح

الحياة دائمًا تعطي الأشخاص الأكثر إلحاحًا للوصول إلى طموحهم، ولذلك يسعى الجميع لأن يكونوا مثل هؤلاء الأشخاص، ويفعلون م بوسعهم لعلهم يصلون إلى الطريق الذي يصل بهم للنهاية السعيدة وتحقيق كل ما يرغبون به، والطموح هو أحد المميزات التي يحملها الإنسان بداخله، وتظل دائمًا تكبر مع كل هدف يريد أن يصل الفرد إلى تحقيقه.

فلذلك لابد أن يجعل الفرد طموحه أكبر مما يتوقع وأن يحلم دائمًا بالأكبر ليستطيع أن يصل، فإذا رغب الطالب بالوصول إلى النجاح والتفوق، عليه أن يطمح للحصول على الامتياز، ذلك لأن هذا يجعله يسعى ويسعى ليصل إلى النجاح الكبير، وهذا ما يساعده على الشعور بالسعادة، لأنهم سيقتربون مع كل نجاح من الوصول إلى الهدف الأسمى والأكبر وهو التميز والامتياز.

الفرق بين الطموح والطمع

يُعد الطموح صفة من صفات الأشخاص الناجحين أما الطمع فهو أسلوب غير أخلاقي وغير تربوي، ويجب عدم الخلط بين الطموح والطمع، لأن الطمع لا يساعد على الوصول للطموح بل يعيق الوصول إليه، فإذا تم سؤال أحد الأشخاص الناجحين بشكل كبير عن سر النجاح الذي وصل إليه فسيكون الرد هو الطموح، أي أن الشخص كان لديه طموح يسعى للوصول إليه، والأهم من الطموح هو السعي المتواصل للفوز به، حيث أن الطموح بمفرده لن يصل بأي إنسان إلى أي شيء في حياته، ولكن عندما يسعى الإنسان ويسقط مرة وثم يفكر ثم يصمم على بلوغ ما يسعى إليه، فأنه يستطيع أن يحقق كل ما يريده.

السعي وراء تحقيق الطموح

يمكن للفرد أن يقوم بكتابة خطوات لمستقبله، وفي نهاية كل خطوة يراعي أن تكون متصلة بحلقة للخطوة التالية لها، حيث أن الإنسان الذي يجعل حياته تسير وفق ما يهوى ويريد، ويسير بخطوات ثابتة ويعرف ما الذي يريده الآن، وما يريده في المستقبل، يكون لديه عنصر الذكاء هو العنصر الأساسي لتحقيق طموحه.

هناك الكثير من الأشخاص يخلطون بين الطموح والطمع ويظنون أن الشخص الطموح بالطبع هو شخص طماع، لأنه يريد الحصول على كل شيء في الحياة، ولكن هذا غير صحيح، حيث أن الطمع سمة من السمات السيئة، حيث أن الشخص الطماع يحمل بداخله صفات تجعله إنسان أناني جشع خبيث بخيل حقود، والكثير من الصفات الأخرى التي تجعله يريد أن يأخذ كل ما يرى أمامه وحده وألا يشاركه أحد في النجاح.

وهذا على عكس الطموح، فالطموح هو بلوغ الإنسان لأهدافه بهدف تحقيق المكاسب للجميع، وليس بهدف أن يحصل على نجاح بمفرده، فهو يريد النجاح ولم يفكر ولو للحظة واحدة إنكار دور ووجود كل من شاركه في هذا النجاح، وهذا ما يجعل الفرق بين النجاح والطمع فرقًا كبيرًا، فالإنسان الطماع لا يمكن التعامل معه في الحياة لأنه يصادق الآخرين من أجل أهداف شخصية ولا يحب الخير لهم بل له فقط.

دور الأسرة في زيادة الطموح

للأسرة دور كبير لتربية الأبناء على بلوغ أهدافهم وبث روح الحماس والطموح بداخلهم، حيث أن التربية التي تجعل الطفل لديه هدف في الحياة تجعله شخص ناجح في المستقبل، ولكن الأسرة التي تربي أبنائها على كل ما هو محدود مثل الوصول للنجاح فقط لا يستطيعون الوصول إلى أعلى من ذلك، وهي الأسرة التي تجعل أبنائها فاشلين، فالطموح وعدم الطمع من الصفات التي يجب أن تبنى عليها التربية الصحيحة، لأن الحياة إذا لم يعافر فيها الشخص لم يصل إلى أي حلم أو أي هدف.

وفي النهاية فأن أي إنسان يتمكن من الوصول إلى الطموح ولكن بالسعي والإرادة ووضع الأهداف التي يسير عليها وتجنب الطمع، فالطموح هام جدًا في حياة كل إنسان فالشعور بالنجاح يجعل الإنسان يشعر بالسعادة والرضا، والبعد عن الصفات السيئة تجعل الإنسان مقبولًا من الجميع يرغب الجميع في الاقتراب منه والتعامل معه، فلنسعى جميعًا إلى تحقيق طموحاتنا والسعي على جعلها حقيقة نسير على نهجها.