إن علم النفس من العلوم التي تتميز بتشعب اهتماماتها وقدرتها على دراسة وتحليل النفس البشرية وإخضاعها لمعايير وضوابط علمية فلسفية تمكن المختصين من لمس مشكلاتها ومعانياتها والقدرة على توفير الحلول السليمة لتنقيتها وتطهيرها من أية أزمات ومعوقات نفسية تحول دون أن يحيا الإنسان حياة طبيعية، وفيما يلي نلقي الضوء على علم النفس الإكلينيكي ونوضح أبرز تخصصاته.

علم النفس الإكلينيكي
هو أحد أبرز علوم النفس التي تدمج ما بين العلوم والنظريات النفسية إلى جانب الكشوفات والفحوص الواقعية؛ ويتم ذلك بهدف فهم طبيعة القلق والضغوط والاضطرابات أو الأمراض النفسية والخلل الوظيفي الناتج عنها وكذلك محاولة التخفيف من حدتها والتغلب عليها عبر مراحل الفحص والتشخيص والعلاج المختلفة، كما أن علم النفس الإكلينيكي يهدف إلى تعزيز السعادة الذاتية لدى الفرد، ويحقق له التقدم على المستوى الشخصي، ويركز بشكل كبير على تقديم الفحص والعلاج والدواء بشكل متكامل.

المؤسسات المختصة بعلم النفس الإكلينيكي
كان علم النفس الإكلينيكي في البداية علمًا عشوائيًا سطحيًا غير مدرج بشكل رسمي على قوائم العلوم، إلى أن بدأ الاعتراف به كعلم في عام 1917 بالتزامن مع تأسيس جمعية علم النفس اللإكلينيكي في الولايات اللمتحدة الأمريكية، وقد استمر الوضع هكذا حتى عام 1919؛ وهو العام الذي خصصت فيه جمعية علم النفس الأمريكية لقسم علم النفس الإكلينيكي الذي ظل يمنح شهادات متخصصة في هذا التخصص حتى عام 1927.

ومن جانب آخر أخذ هذا العلم يتطور بشكل تدريجي خلال السنوات القليلة التالية حتى حدث أن اتحدت العديد من مؤسسات علم النفس المختلفة معًا لكي تشكل الجمعية الأمريكية لعلم النفس التطبيقي في العام 1930، وتلك الجمعية كانت بمثابة المنتدى الرئيسي لعلماء النفس حول العالم حتى بعد الحرب العالمية الثانية التي أعقبها إعادة تنظيم جمعية علم النفس الأمريكية، حيث قامت في عام 1945 بتأسيس القسم الثاني عشر لها وهو قسم علم النفس الإكلينيكي.

وبعد هذا التاريخ أخذت العديد من المؤسسات النفسية حول العالم في تطوير نشاطها وأخذت تحذو حذو جمعية علم النفس الأمريكية؛ حيث بدأت رابطات وجمعيات علم النفس في الدول الناطقة بالإنجليزية بتأسيس أقسام خاصة بعلم النفس الإكلينيكي وكان من بين تلك الدول بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

ممارسة المختصين لعلم النفس الإكلينيكي
يتميز أطباء علم النفس المتخصصون في الجانب الإكلينيكي بأن لديهم خبرة كبيرة في أكثر من مجال إلى جانب المجال النفسي الإكلينيكي؛ حيث نجدهم في الغالب يهتمون بالتعمق في مجالات البحث العلمي والتدريس في الجامعات وتقديم الاستشارات النفسية في عياداتهم الخاصة أو المستشفيات العامة، وكذلك العمل في إدارات العمليات النفسية الحربية والخدمات الطبية العسكرية، كما يشاركون الشرطة في متطلبات التحقيقات وغسل الدماغ، وشهادات الطب الشرعي والجنائي.

خدمات علم النفس الإكلينيكي
1- يهتم علم النفس الإكلينيكي بوضع تقييمات واختبارات نفسية وتفسيرها.
2- الالتزام بإجراء الأبحاث النفسية.
3- يتخصص خبراء علم النفس الإكلينيكي في تقديم الاستشارات النفسية للمؤسسات الجمعية كالمدارس والجامعات.
4- تلتزم أقسام الرعاية النفسية الإكلينيكية بوضع برامج الوقاية والعلاج النفسي.
5- تنسيق وتنظيم وإدارة برامج جلسات العلاج النفسي.
6- التنويع والجمع ما بين تقديم أساليب العلاج النفسي وتقديم العلاج الدوائي.
7- يلجأ خبراء علم النفس الإكلينيكي كثيرا إلى العمل كأكاديميين في مجال التدريس بالجامعات.

وسائل علم النفس الإكلينيكي في التقييم
1- اختبارات الذكاء: وتلك الاختبارات تهتم أيضًا بقياس نسبة التحصيل الدراسي إلى جانب اختبارات تقيس نسبة ذكاء الشخص، وتهدف هذه الاختبارات التقييمية لقياس بعض المهارات لدى الطفل ونسبة المعرفة العامة والمهارات اللفظية والذاكرة ودرجة الانتباه والتفكير المنطقي والإدراك المكاني والبصري.

2- اختبارات الشخصية: والهدف الأساسي لتلك الاختبارات هي الكشف عن الحالة النفسية للشخص والعمليات الشعورية التي يمر بها بالإضافة لوصف أنماط السلوك والأفكار والمشاعرالمميزة للفرد، وتلك الاختبارات غالبا ما تعتمد على عمليات المقارنة أو على المثيرات الغامضة التي تثير النفس لتخرج ما بداخلها من أفكار وأطروحات.

3- الاختبارات النفسية العصبية: هذا التقييم بشكل أكبر بدراسة وفحص الحالة العصبية وإذا ما كانت تعاني من مشكلات أثرت على صحتها وقدرتها على التعامل مع الواقع بشكل سوي، وهل لذلك تأثير نفسي على الحالة أم لا.

4- الملاحظة الإكلينيكية: وتتم الملاحظة الإكلينيكية في هذا المجال من خلال مراقبة سلوك الفرد وملاحظة سلوكه العام وحالته المزاجية ومدى قدرته على الإدراك والتعامل بشكل سليم مع الواقع من حوله.