تعمل أنظمة الدفاع الجوي أمريكية الصنع من طراز باتريوت والروسية حاليا على زيادة الطلبات الدولية على الرغم من أن أسعارها تصل إلى مليارات الدولارات، وفي حين أن لدى باتريوت سوقا أسيرا داخل حلفاء الولايات المتحدة، فقد اضطر جهاز S-400 إلى البيع بقدراته بمفرده بعد أن فاز بطلبات من تركيا والصين، وهما دولتان تتنافسان مع روسيا في سوق الأسلحة الدولي، ومن المحتمل أن تأتي الطلبات الأخرى لجهاز S-400 من الهند التي وافقت داخليا على عملية الاستحواذ مع توقيع رسمي فقط على العقد المنتظر لبدء عملية الشراء، بالإضافة إلى ذلك يقال إن المملكة والمغرب والعراق تجري مفاوضات لشراء النظام، وهناك نظام آخر من صنع الولايات المتحدة وهو نظام الدفاع الصاروخي الثاد وهو الدفاع عن منطقة ارتفاع عالي، والذي تم تصميمه لاعتراض الصواريخ الباليستية على علو شاهق، وهو أيضا منافس لـ S-400 فيما يتعلق ببعض ميزاته ولكن ليس من ناحية الدولية المباشرة مبيعات .

S-400 مقابل باتريوت

تأتي S-400 كأكثر أنظمة الصواريخ الدفاعية الجوية إنتاجا متسلسلة في العالم، وأقرب منافسيها هو امريكان باتريوت، ومع كلا النظامين القادران على إسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية، وهنا مقارنة المعايير الفنية :

1- S-400 يمكنه إسقاط الأهداف المتحركة بسرعة 17 كم / ساعة، في حين أن باتريوت لا يمكنها إلا إسقاط هدف يتحرك بسرعة 8 كم / ساعة .

2- S-400 يمكنه التعامل مع 72 هدفا في وقت واحد وتتبع 160 هدفا في نفس الاتجاهات، بينما باتريوت هي تتعامل مع 36 و 125 هدفا .

3- يقع  S-400على الهدف على بعد 600 كم ويمكن أن يدمر من مسافة 400 كيلومتر مع أحدث صاروخ 40N6E الذي تم اختباره للتو بنجاح، ويستطيع الباتريوت تحديد موقع الطائرة على بعد 180 كم وصاروخ العدو على بعد 100 كم .

4- S-400 قادرة على خفض الأهداف التي تحلق على ارتفاع يصل إلى 10 أمتار وتصل إلى 30 كم، في حين تدمر باتريوت أدنى هدف لها على ارتفاع 50 مترا والأعلى في 25 كم .

5- مدة النشر لـ S-400 و Pالباتريوت 25 دقيقة على التوالي .

6- وقالت مصادر مطلعة مختلفة إنه لضرب طائرة باحتمال لا يقل عن 0.99، وسيتعين على المرء إطلاق 1-2 صاروخ S-400 أو 2-3 صواريخ باتريوت، وفي حالة القتال ضد هجوم صاروخي باليستي ستكون النسبة 1/2 أو 3 لصالح  S-400.

نظام الباتريوت

إن استخدام نظام الباتريوت خلال حالات النشر الفعلية قد ترك مجالا للشك حول أدائه، على سبيل المثال بعد حرب الخليج عام 1991 تم الكشف عن أن نسبة مئوية فقط من صواريخ سكود العراقية قد أسقطت بالفعل بواسطة بطاريات باتريوت التي تحرس المملكة ، وفي حالة الضربة الصاروخية العراقية على الثكنات العسكرية الأمريكية في الظهران (المملكة) في فبراير 1991 فشل اعتراض باتريوت وقتل 27 جنديا وحوالي 100 جريح، وفي عام 2003 كان الأداء الكلي أيضا أفضل، وكانت هناك أيضا حالات اعتراضات فاشلة للصواريخ الباليستية القديمة التي أطلقها جيش صدام في الأيام الأولى للغزو العراقي الكويتي ، وأثبتت فعالية أنظمة باتريوت أن تكون منخفضة على الرغم من الظروف المثالية تقريبا، مثل أهداف منخفضة السرعة ، والانطلاق الانفرادي ، وغياب بيئة ECM والأهداف الخاطئة، وبعد عامي 1991 و 2003 تم الإبلاغ عن إجراء تحسينات كبيرة لكن التجربة السعودية في مواجهة الصواريخ اليمنية (مماثلة لتلك المستخدمة من قبل العراقيين) تظهر تقريبا نفس النقص في الكفاءة .

وقد أبرز الاستخدام القتالي لأنظمة باتريوت بعض أوجه القصور في النظام، مثل حساسية عالية لابتلاع الرمال وإمدادات كهربائية غير مستقرة، وكانت هناك أيضا تقارير عن إطلاقات عرضية، ومع ذلك لم يتم اختبار S-400 في المعركة حتى لا يوجد سجل من أنه تم إطلاقه خلال القتال الفعلي، وتم نشر النظام في سوريا لكنه لم يشترك في أي أهداف حتى الآن، وكانت هناك تقارير تفيد بأن نشر S-400 حول منطقة العمليات الروسية فوق سوريا إلى “منطقة حظر طيران”، وتفيد بعض وسائل الإعلام الغربية بأن قوات التحالف والطائرات الإسرائيلية بقيادة الولايات المتحدة تتجنب المنطقة التي تغطيها S-400، ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الصين التي لديها نظامها الخاص بالفضاء الجوي المضاد للطائرات والمضاد للصواريخ، وتختار شراء S-400 ، ويجب أن نتذكر أن تركيا قد اختارت أولا ثم رفضت اقتراحا صينيا لنظام الدفاع الجوي، ويقال إن  S-400 هو قدرته على اكتشاف الطائرات الشبح مثل F-35 و J-20 الصينية التي تتميز بتوقيع رادار منخفض، وبالضبط مدى فعالية هذه القدرة على الكشف عن الأشياء  غير المعروفة .

S-400 نظام الثاد

نظام الثاد الذي صممته الولايات المتحدة هو نظام فعال للدفاع الصاروخي تتفوق قدراته على إسقاط الصواريخ الباليستية من حيث ارتفاعاته ونطاقاته على منافسيه، ومع ذلك فهو نظام مضاد للصواريخ بشكل صارم، لا يمكنه ضرب الأهداف إلا على ارتفاعات عالية جدا (40 إلى 50 كم على الأقل)، مما يجعله بلا فائدة ضد الطائرات المقاتلة أو الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى، انها ليست صاروخا للدفاع الجوي مثل S-400 أو باتريوت، ويتعين على الدول التي تسعى إلى الدفاع الفعال ضد الطائرات والبنادق أن تشتري نظامين أمريكيين مكلفين باتريوت و الثاد، في حين أن طائرة S-400 الروسية يمكنها توحيد وظائفها، وقال مصدر في صناعة الدفاع إن S-400 يمكن أن يصطدم أيضا بأهداف بالستية صعبة على مسافات تصل إلى 60 كم، والقدرة على إسقاط الأهداف عالية السرعة من S-400 تساوي تقريبا حوالي 17 كم / ساعة من الثاد .