الشائعة هي الأخبار غير الحقيقية أو الزائفة التي تنتشر بشكل سريع جدًا داخل المجتمع ، ويتم تداولها بين الناس لاعتقادهم أنها حقيقية ، غالبًا ما تكون هذه الشائعة عن أمر يثير فضول المجتمع أو يلمس اهتماماتهم بشكل ما ، كما أن الشائعة ليس لها أي مصدر موثوق يمتلك أدلة تثبت صحتها .

مقدمة تعبير عن الشائعات

إثارة الشائعات عادة لها أغراض وأهداف محددة من قبل من أثارها ، حيث أن البعض يثير الشائعات من أجل أهداف ربحية ، كما حدث في المملكة العربية السعودية عام 2009 عندما تم نشر شائعة عن وجود الزئبق الأحمر داخل ماكينات الحياكة السنجر ، فكانت نتيجة هذه الشائعة ارتفاع أسعار تلك الماكينة بشكل غير عادي حتى وصلت لآلاف الريالات .

موضوع تعبير عن الشائعات

إن الشائعات تعد من الأفات الاجتماعية الخطيرة ، والتي يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل في المجتمع وعادة ما يكون للشائعات أهداف اجتماعية مثل الشائعات حول بعض الجيران أو أي أشخاص نعرفهم ، وهناك أيضًا بعض الشائعات التي تحمل أهداف سياسية ويتم استخدامها عادة أثناء الحروب أو المواقف السياسية غير الأمنية التي تمر على الدولة ، ويكون الغرض من إثارة شائعة هي حدوث خلل ما داخل الأطراف التي وجهت إليهم شائعة .

كذا من الممكن أن تهدف بعض الشائعات إلى اللهو أو المرح فقط ، وهذا النوع من الإشاعات يحدث في الغالب مع المشاهير سواء في الفن أو الرياضة بشكل عام ، مثل وفاة أحد الفنانين أو حادث سيارة للاعب كرة إلى أخره .

كما يقوم المجتمع بإطلاق شائعات حول أمر ما من الممكن أن يحدث أو الأمور التي يترقب المجتمع حدوثها ، فيقوم بإطلاقها وينتظر أن يرى رد الفعل .

سبب انتشار الشائعات

يرجع سبب انتشار الشائعات إلى نوع المجتمع نفسه ، فالشائعة التي يتم إثارتها في مجتمع يفتقر إلى المعلومات أو إلى عدم تزويد الأفراد الأخبار والأحداث بشكل مستمر ، يتم ترويج الشائعة به مثل النار في الهشيم ، لذا ثمة ضرورة ليس عليها غبار وهي زيادة الوعي المجتمعي ، من خلال جعله على علم بكافة الأخبار وبشكل مفصل وبشفافية تامة حول ما يختص من كافة الجوانب .

لدينا أيضًا ذلك المجتمع الذي لم يتلق تعليمًا أو ثقافة ، تراهم ينطلي عليهم النفاق و الأكاذيب بسرعة ، لكونهم مؤهلين تمامًا لاستقبال أي كذبة بكل حفاوة ، بحيث لا يبحثون عن تفسير شائعة وما وراءها أو السؤال عن مصدرها ، بعكس المجتمعات المتعلمة تمامًا .

أيضًا يزيد من انتشار الإشاعات داخل المجتمعات الافتقار للشخص المخول له الرد عليها ونفي كل ما يتعلق بها من شك وأقاويل .

وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا دورًا صحيًا للإشاعات وساهمت في انتشارها بشكل أكبر وأسرع وأكثر يسرًا .

أنواع الشائعات

تقسم هنا الشائعات بحسب الوقت إلى ثلاثة أنواع ، هم كما يلي :

الشائعة الزاحفة

وهي الشائعة التي يتم نشرها داخل المجتمع بشكل بطئ جدًا حيث تبدأ تلك الشائعة بشكل سري ثم تزحف على المجتمع وتنتشر ، وعادة ما يكون هذا النوع من الشائعات عدائي وموجه إلى الحكومة أو السياسيين ، أو تطلق لغرض تعطيل تقدم مرتقب ما في أحد الحقول الهامة للدولة ” اقتصادية ، سياسية ، تعليمية ، اجتماعية ” حيث يقوم مثيرو الشائعات بترويج نبوءات سلبية عن الأحداث الإيجابية المرتقبة ثم يتداولوها بشكل أوسع وصنع الكثير من القصص حولها والاستمرار في نشرها .

شائعات العنف

وقد أطلق عليها شائعة العنف لكونها تنتشر بشكل كبير جدا بين مساحة واسعة من الناس في وقت ضيق جدًا ، وهذا النوع عادة ما يحدث في حالة الحروب فيتم الترويج للانتصار الساحق أو الهزيمة المذلة ، كما يحدث هذا النوع مع الحوادث السيئة والكوارث ، ولأن هذه الشائعة يتم توجيهها مباشرة للعواطف وتكون ملتهبة ومثيرة للأعصاب فإن أثرها يعمل سريعًا ويتسبب في نوبات من الغضب أو الذعر العام وكذلك الفرحة العارمة.

شائعات غائصة

سميت غاصة لكونها تنتشر في بداية انطلاقها ثم تأخذ فترة من الوقت وتختفي ثانية أو تغوص حتى تعود لتظهر مرة ثانية عندما تسمح لها الظروف بذلك ، وهذا النوع عادة ما يكون أثناء الحرب حيث القصص التي تنتشر حول العدو القاسي الذي لم يرحم الأطفال والنساء .

كيف تؤثر الشائعات على المجتمع

من الطبيعي والسائد هي الأثار السلبية على المجتمع إثر انتشار شائعة ما ، ولكن الشائعة تبدأ بالأسرة حيث يمكن للشائعة أن تحقق كافة الأهداف الدنيئة لمثيروها ، وإليكم ما يمكن أن تفعله الشائعات:

انهيار الأسرة

ولكن هل تعرف أن هناك شائعات من الممكن أن تدمر أسرة أو تجعلها مفككة ، ففي بعض الأحيان يتم استخدام الشائعة من أجل اختراق البيت واشتعال النار بين أفراد الأسرة ، وكثيرًا ما حدث ذلك بالفعل ، حيث يروح للزوجة أن زوجها قام بخيانتها أو العكس ، ونذكر مثالًا على ذلك رسول الله – صل الله عليه وسلم – عندما حدثت معه تلك الحادثة التي أطلق عليها ” حادثة الإفك ” ، عندما رمى الكفار تهمة الفحشاء افتراءً على أم المؤمنين زوجة النبي الكريم السيدة عائشة – رضي الله عنها – فقد تأثر كافة أفراد الأسرة وأصابهم الهم والكدر جراء هذا الافتراء ، فهذا ما حدث مع الأسرة الكريمة الشرفاء فلك أن تتخيل ما أثر هذه الشائعة على الأسر الأخرى .

زعزعة استقرار الوطن

من خلال إطلاق شائعة واحدة تمس تخوف المواطنين من شئ معين ، أو تلعب على إثارة حالة من الرفض ، فإنها تعرض الوطن إلى للفوضى والبلبلة ومن ثم التأثير على الأمن والسلامة والاستقرار بداية من الشارع وحتى اجهزة الدولة المختلفة ، حيث يتم ترويج شائعة من شأنها ضرب حائط الثقة بين المواطن وحكومته ، مما يخلق من صوت المجتمع أداة للتحكم في الحكومة والسياسات لكونها قوة اجتماعية كبيرة فتضغط لسن القوانين والأحكام ، والتي تكون بالطبع غير مدروسة فتلحق الضرر في المستقبل بالمجتمع والوطن .

تراجع الروح المعنوية

تلعب بعض الشائعات دور الرادع للرأي العام ، حيث تقوم بعض الحكومات بترويج شائعات تثير الرعب في مجتمع أخر ، وتؤثر على الروح المعنوية لديه ، ولكن توثر هذه الشائعة بدرجة محددة بحسب الأهداف التي وراءها .

هناك أيضًا أثارًا سلبية أخرى للشائعات ، نذكر منها مايلي :

  •   الشائعات تصيب عقل المجتمع في مقتل ، حيث تجعله منعدم الثقة دائم الشك في كل ما يقال له ، مصاب بالحيرة حول من يصدقه القول ومن يكذب .
  •   كذلك تعيق حركة الاقتصاد ، حيث بث بعض الشائعات شعور اليأس والقنوط في نفوس المجتمع مما يجعلهم خائري القوى منعدمي الطاقة فلا يتحقق الإزدهار والتقدم الاقتصادي .
  •   هناك شائعات تتصيد العقيد والدين وتهدف للإضرار بهما بإثارة الشكوك فيهما ، حيث يقوم مروجوها بنشر الشبهات حول شخصيات دينية وأنبياء وغيره من الأحكام الدينية يقومون بإثارة الجدل ومحاولة زعزعة مكانته في القلوب .
ايات قرانية عن الشائعات

يحثنا الدين الإسلامي دائما على توخي الحذر قبل أن ننقل أي معلومة ، يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” صدق الله العظيم .

خاتمة تعبير عن الشائعات

إن تداول أي معلومة بدون دليل لهو خطر كبير على الفرد وعلى المجتمع كما أنه أمر مناف للدين والأخلاق ، لذلك يجب أن نحرص جميعا على عدم نشر الشائعات وخاصة في زمننا الحالي ، حيث ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الكثير من الشائعات ، وذلك حرصا على أمن وسلامة المجتمع .