أنهت الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني بالمملكة العربية السعودية إعداداتها و تجهيزاتها لإفتتاح المعرض الآثري لآثار المملكة عبر العصور بالعاصمة الصينية بكين تحت مسمى ( طرق التجارة في الجزيرة العربية و روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور ) ، و الذي من المعد له أن يتم إفتتاحه يوم الثلاثاء القادم في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين ، تحت رعاية كل من سيادة الوزير لو شو جانج وزير الثقافة بجمهورية الصين الشعبية ، و صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية ، و يشرف الحفل الإفتتاحي بالحضور سيادة مدير المعارض الصينية للفنون السيد وانج جون ، و مدير المتحف الوطني بالعاصمة بكين السيد لو زانجشين في إحتفالية ضخمة تعبر عن عبق التاريخ بالمملكة و أصالة تراثها .

بداية إطلاق هذا المعرض من المملكة إلى العالمية

و لقد أطلق هذا المعرض في بدايته تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، حيث إفتتح معرض     ( طرق التجارة في الجزيرة العربية و روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور ) في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران ، تحت إشراف شركة أرامكو السعودية و ذلك في  ربيع الأول 1438 ، حيث أعطى سموه الإذن بإنطلاقه إلى محطاته التالية في دول شرق آسيا، بدءا من العاصمة الصينية بكين .

تظاهرة فريدة لتبادل الثقافة و التراث

لقد إنتهت الهيئة العامة للآثار والتراث الوطني و المتحف الوطني ببكين من كافة الإستعدادات و التجهيزات على أعلى مستوي لإنطلاق هذه التظاهرة الفريدة و المميزة لتبادل الثقافة و التراث بين البلدين و بالطبع يكون متحف العاصمة بكين الوطني هو المحطة الأولى له بالمنطقة الآسيوية و الحادي عشر منذ بداية إطلاقه على مستوي العالم ، حيث أنه من الجدير بالذكر أن هذا المعرض تم إقامته مسبقا في أربع دول أوروبية وهم متحف اللوفر بباريس ، مؤسسة لاكاشيا ببرشلونة ، متحف الإرميتاج بروسيا ، متحف البيرجامون بألمانيا ؛ و خمسة مدن متنوعة بالولايات المتحدة الأمريكية و هم متحف ساكلر بواشنطون ، متحف كارنيجي ببيتسبرج ، متحف الفنون الجميلة بهيوستن ، متحف نيلسون أتكينز للفنون بكانساس ، متحف الفن الآسيوي بمدينة فرانسيسكو ؛ إضافة إلى إقامته مرة واحدة بمركز الملكك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران بالمملكة العربية السعودية .

التجهيزات و الإستعدادات لإطلاق المعرض

لقد تم بالفعل الإنتهاء من تجهيز و ترميم القطع الأثرية و تركيبها في صالة العرض بالمتحف كل في مكانه بطريقة عرض مثالية و رائعة لإبهار الزوار ، حيث تم الإنتهاء أيضا من تجهيز المطبوعات الدعائية الخاصة بالمعرض و ذلك تنسيقا مع الإدارة العليا للمتحف ، و سفارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدولة الصين بما يتلائم مع ميراث المملكة الثقافي و الفكري .

الهدف من المعرض

يهدف هذا المعرض بشكل مباشر ورئيسي إلى التوعية بالتراث الحضاري المميز للمملكة العربية السعودية و ذلك من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ، و الذي تم تدشينه في مايو عام 2014 ميلاديا و ذلك في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، حيث تم إعتماده من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في سبتمبر عام 2015 ميلاديا ، على أنه مشروعا تاريخيا وطنيا مهما حيث يعكس مدى التطور في برامج المشاريع التراثية في المملكة بشكل عام ، و أيضا من الأهداف الرئيسية للمعرض أنه يتيح للعالم الإطلاع على حضارة و تاريخ الجزيرة العربية بشكل عام و المملكة العربية السعودية بوجه خاص ،  و ذلك من خلال إستعراض كنوزها التراثية التي تجسد بعدها الحضاري ، إلى جانب تدعيم التواصل الثقافي بين شعوب العالم ، والتأكيد على أن المملكة لها ناريخ عبق حافل بالإنجازات فهى مهد لحضارات إنسانية عظيمة ، و هي توجت بنشأة الحضارة الاسلامية العظيمة بأراضيها المباركة حيث تشرفت بولادة خير الخلق أجمعين نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.

ربعمائة قطعة أثرية تزين المعرض ببكين

تستعرض المملكة من خلال هذا المعرض ما يقرب من  ربعمائة قطعة أثرية مميزة ونادرة تبوح بالعبق الحضاري و الموروث الثقافي ، و تشهد على ما شهدته أرض المملكة  من تغيرات حضارية عبر العصور التاريخية المختلفة ،  و تمثل القطع الأثرية التي يضمها المعرض الفترةَ التي ما بين العصر الحجري القديم منذ مليون عام قبل الميلاد إلى عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام ، ثم حضارات الممالك العربية المختفة ، مرورا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة ، حتى نشأة الدولة السعودية بمراحلها الثلاثة وصولا إلى عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله .