علاقة الابن بأمه من أقوى العلاقات الإنسانية، فالإنسان دائمًا في حاجة إلى أمه في كافة مراحل حياته التي يمر بها منذ أن كان جنينًا في بطنها، إلى أن أصبح مولودًا ثم طفلًا ثم صبيًا ثم رجلًا، ولذلك تستحق الأم التقدير والوفاء لجهودها وأعمالها التي تقوم بها من أجل أبنائها، وتقديرًا لفضل الأم وجهودها لأبنائها واعترافًا بفضلها تم تخصيص يوم خاص بها وهو يوم الأم، فيه يعبر الأبناء عن مشاعر حبهم وتقديرهم لأمهاتهم.

حوار بين شخصين عن الأم

الأم مدرسة كبيرة تعمل على إنجاح أبنائها في الحياة العملية والعلمية، فهي الأساس في بناء المجتمع وبناء الأجيال التي تبني المجتمع، وكتب الكثير من الشعراء شعر عن الام لتوضيح فضلها، ولذلك سنقدم الآن حوار عن الأم بين طالبين لتوضيح فضل الأم :

إبراهيم : كيف حالك يا أمجد ما رأيك أن تحدثني اليوم عن الأم وفضلها ودورها في حياة أبنائها، أريد أن نشعر سويًا بأهميتها.

أمجد : الحمد لله يا إبراهيم نعم أنا معك نريد دائمًا أن نشعر بفضل أمهاتنا، وأن نقدر وجودها وتعبها من أجل تواجدنا في الحياة.

إبراهيم : ما رأيك في الأم وما هو دورها الذي ترى أنها تقوم به لأجل أبنائها.

أمجد : الأم هي أساس الحياة، وبدونها لا حياة لأبنائها، فهي التي حملتنا في بطنها تسعة أشهر، وهي التي تعبت لراحتنا وسهرت من أجلنا، وتحملت المتاعب والمعاناة من أجل أن نبقى أصحاء وأقوياء في المجتمع، فلا تشعر بالراحة أو بالاطمئنان إلا بتواجدنا أمامها بصحة جيدة سعداء مكرمين.

إبراهيم : ما أجمل الأم، وما أجمل تواجدها في حياة أبنائها، فالأم هي أساس السعادة والفرحة، فلا فرحة بدون فرحة الأم وسعادتها، ولا تحلو الحياة إلا بتواجدها معنا.

أمجد : أحسنت يا إبراهيم فتحرص الأم على أبنائها عن طريق تقديم كل ما يحتاجون إليه من رعاية إليهم، فهي دائمًا تسعى لرؤيتهم في أحسن حال، فإذا تعرض أحد الأبناء كبارًا أو صغارًا للتعب فأنها تسهر الليالي بجانبه من أجل العناية به، وتدعو الله عز وجل من أجل أن يشفيه ويرفع عنه المرض، وتحرص على تقديم أشهى أنواع الأطعمة التي يحبها أبنائها، وكل هذا دون أن تنتظر الشكر أو أي مقابل.

إبراهيم : نعم هذا حقيقي، فهي تتعب من أجل راحتنا مع الأب أيضًا.

أمجد : سأقص عليك يا إبراهيم قصة تؤكد فضل الوالدين على أبنائهم.

إبراهيم : تفضل معك يا أمجد.

أمجد : “كان هناك أب في ال 85 من عمره وابنه في ال 45 وكانا في غرفة المعيشة وإذ بغراب يطير من القرب من النافذة ويصيح

فسأل الأب أبنه

الأب: ما هذا ؟

الابن: غراب

وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية

الأب: ما هذا؟

الابن بإستغراب : انه غراب !!

ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة

الأب: ما هذا؟

الابن وقد ارتفع صوته: انه غراب غراب يا أبي !!!

ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الرابعة

الأب: ما هذا؟

فلم يحتمل الابن هذا و أشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: اففففففففف تعيد علي نفس السؤال فقد قلت لك انه غراب هل هذا صعب عليك فهمه.

عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة من مذكراته اليومية ثم أعطاه لإينه وقال له أقرأها.

بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك وإذ بغراب يصيح في الحديقة فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب وعاد وسألني نفس السؤال ل 23 مرة وأنا أجبته ل 23 مرة فحضنته وقبلته وضحكنا معا حتى تعب فحملته وذهبنا فجلسنا.

وهذا يفسر معنى قوله تعالى ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا “.

إبراهيم : أحسنت يا أمجد فقد استفدت منك كثيرًا وعرفت كثيرًا عن فضل الأم وفضل الوالدين شكرًا لك.