مكث الأسطول الأصفر في الشحن بقناة السويس ؛ بهدف الوصول شمالًا من ميناء بور سعيد إلى البحر المتوسط ، ومنه إلى القارة الأوروبية ، عندما وصلت أربع عشرة سفينة إلى البحيرات المرة ، وتحديدًا ” بحيرة المرة الكبرى ” ، ووصلت السفينة الخامسة عشر إلى بحيرة التمساح ؛ أصدرت السلطات المصرية قرار غلق قناة السويس من الشمال ، والجنوب في اليوم الخامس من يونيو ؛ وذلك نتيجة للحرب التي اندلعت بين كل من مصر ، وإسرائيل في ما يُعرف باسم ” حرب الأيام الستة ” ، أو ” نكسة 67 ” كما يُعرف في مصر ، ولم تصل أي معلومات تُفسر محاصرة السفن في القناة في أول الأمر .

ظلت جميع سفن الأسطول محتجزة في القناة ، ومحاصرة من الجيش المصري في الناحية الغربية ، ومن الجيش الإسرائيلي في الناحية الشرقية ، ووضعت السفن القديمة ، والألغام ، والجرارات داخل القناة ؛ لإغلاقها .

وبهذا شهد سكان السفن جميع أحداث الحروب الثلاثة التي حدثت في ذلك الوقت بشكل حي مباشر ، وهي ” حرب 1967 ” ، ” حرب الاستنزاف ” ، و” الجنود المصريين الذين يُحاولون العبور إلى الضفة الغربية للقناة ، وقد وصل عددهم إلى ما يزيد عن 200 جندي ، وقدم أصحاب السفن المساعدات للجنود المصريين حتى استلام القوات المصرية لهم .

مجتمع البحيرة

طلبت السفن من السلطات المصرية السماح لهم بالتجمع على متن إحدى السفن في يوم الأحد من كل أسبوع ؛ لإقامة شعائرهم الدينية ؛ فسمحت له السلطات ، وقد استغل أصحاب السفن هذه التجمعات لإعادة تنظيم حياتهم خلال إقامتهم في البحيرة .

أفادت رواية أحد قائدي السفن البريطانية في ذلك الأمر بأنهم كانوا يقضون أوقاتهم في ممارسة بعض الألعاب كرمي السهام ، ولعب الورق ، وأداء الأغاني ، وممارسة السباحة ، وبالرغم من ذلك فإن كثير من أفراد هذه السفن وجدوا صعوبة بالغة في قضاء الوقت محتجزين في البحيرة . [3]

استمرت محاولات الدول المالكة للسفن ؛ للتوصل إلى حل مناسب مع الحكومة المصرية إلى أن وافقت السلطات على الإفراج فقط عن الأفراد المتواجدين على متن السفن بعد ثلاثة أشهر ، وأن يتم استبدال الأفراد كل ستة أشهر ؛ وبهذا مكث الطاقم الأول من مجتمع البحيرة في القناة لمدة ثلاثة أشهر .

اتحاد بحيرة المرة الكبرى

أقاموا مجتمعًا كاملًا ، حتى أنهم شكلوا اتحاد بحيرة المرة الكبرى ” GBLA ” في شهر أكتوبر من عام 1967 .

كما أقاموا صلواتهم في يوم الأحد من كل أسبوع على متن السفينة الألمانية ، بينما كانوا يُشاهون الأفلام لدى السفينة البلغارية ، وكانت تُقام مباريات الكرة على متن السفينة البريطانية ، أما السفينة السويدية كانت تُمثل صالة الألعاب الرياضية .

هذا بالإضافة إلى وجود طبيب على السفينة البولندية ، وكان حريصًا على المرور على جميع الأشخاص على جميع السفن للتحقق من صحتهم ؛ فكانت السفينة البولندية بمثابة مستشفى مجتمع البحيرة .

وقد وصل الأمر إلى تأليف نشيدًا وطنيًا خاص بالأسطول الأصفر ، وعلمًا خاص بهم .

هذا بالإضافة إلى منح كل فرد من أفراد المجتمع شارة خاصة تُعبر عن اتحاد البحيرة ، ورابطة عنق خاصة بهم .

وقد أقاموا الأوليمبياد الخاصة بمجتمع البحيرة في العام نفسه الذي أُقيمت به الأوليمبياد عام 1968 في المكسيك ، وكانت جميع دول الأسطول الأصفر مشاركة بها ؛ فقرروا إقامة الأوليمبياد الخاصة بهم .

كان مجتمع البحيرة مترابطًا إلى درجة كبيرة ؛ حتى أن بعض الطواقم التي غادرت الأسطول  فضلت  العودة لقضاء ستة أشهر أخرى في البحيرة ، واستمر بهم الحال على هذه الشاكلة ولم يتضرر طاقم الأسطول ، أو السفن ، حتى عام 1973 أثناء حرب أكتوبر تم ضرب سفينة أمريكية بصاروخ إسرائيلي ؛ مما أدى إلى غرق السفينة ، ولحسن الحظ لم يكن هناك أي فرد على متن السفينة الأمريكية أثناء قذفها .

لماذا سمي الأسطول الأصفر بهذا الاسم

تم إطلاق اسم ” الأسطول الأصفر ” على هذه السفن التي تم احتجازها في القناة ؛ نظرًا للطبيعة الصحراوية لقناة السويس ؛ فقد طبعت رمال الصحراء اللون الأصفر على هذه السفن نتيجة للعوامل الجوية طوال هذه المدة.

المراجع
الوسوم
مصر