مذابح الأرمن هي تلك المذابح الوحشية ، التي قامت بها القوات العثمانية ، إبان الحرب العالمية الأولى ، و قد استطاعت إبادة عدد كبير جدا من الأرمن ، و عدد من الطوائف المسيحية الأخرى ، و منهم السريان و الكلدان ، و كان ذلك في عام 1915 ، و قد كانت هذه الأحداث ردا على تواطؤ الأرمن مع الجيوش الروسية ، أثناء الحرب التركية الروسية ، و حتى الآن هناك العديد من الأماكن التذكارية التي تضم رفات ضحايا هذه المذابح .

نبذة تاريخية عن مذابح الأرمن
– عاش الأرمن في سلام لمدة قرون طويلة ، تحت مظلة الحكم العثماني كانوا يعاملوهم فيها العثمانيين ، بمعاملة أهل الذمة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية ، فكان لهم حرية العقيدة و حرية التعامل ، حتى القوانين التي كانوا يحتكمون إليها كانت تختلف عن القوانين الموضوعة للمسلمين .

– كانوا لا يقيمون الخدمات العسكرية ، و لهم الحماية من المسلمين مقابل دفع الجزية ، و قد كان تاريخهم خالي من أي حركات مسلحة ، فكانوا يعملون بالتجارة و الصناعة .

السلطان عبد الحميد الثاني ، حيث قامت الدولة العثمانية بإدعاء أن روسيا ، عملت على استثارة الأرمن القاطنين بالقرب من الحدود الروسية العثمانية ، و عملوا على تدريبهم و إمدادهم بالمال و السلاح ، و قد قدمت بريطانيا الدعم للدولة العثمانية من أجل تفتيت هذه المنظمات ، التي تم تدريبها للفتك بالدولة العثمانية ، حتى أن الزعيم مصطفى كامل المصري قال أن الحوادث الأرمنية ، كانت فريسة الدسائس الإنجليزية .

– في هذا الوقت كان عدد الأرمن القاطنين على أراضي الدولة العثمانية ، يصل لحوالي مليون و نصف شخص ، حيث بدأ السلطان بتلك الحوادث المرعبة و التي تمثلت في الابادات الجماعية للأرمن ، و التي حدثت على شكل ثلاث موجات .

– كان من أهم الموجات التي عملت على إبادة الأرمن ، تلك الحملة التي خرجت من السلطات ، بهدف قمع عصيان الأرمن و قد راح ضحيتها حوالي ثلاثة آلاف شخص .

– دارت العديد من المظاهرات من قبل الأرمن ، احتجاجا على الوضع و قوبلت هذه المظاهرات بالرصاص ، الحي و الابادة الجماعية مما أدى إلى حالة عارمة من التوتر في كافة المدن التركية .

– دارت بعدها عدد من الأحداث و منها إحتجاز رهائن ، و العديد من التفجيرات و التي انتهت بهجوم العثمانيين ، على بعض القرى التي يسكنها الأرمن ، و التي انتهت بقتل ستة آلاف أرمني .

– بشكل عام يصعب إحصاء عدد القتلى في هذه المذابح ، إلا أن هناك بعض الاحصائيات أثبتت أن 2493 قرية تم نهبها تماما ، و 456 قرية تم إجبار أهلها على الإسلام ، و تم هدم 649 دير و كنيسة ، و تم تحويل 328 كنيسة إلى جامع ، أما عن إجمالي عدد الضحايا قد تعدى 300 ألف قتيل .

عمليات الأبادة و التهجير في مذابح الأرمن
– في عام 1907 تم نفي السلطان عبد الحميد الثاني إلى إحدى المدن اليونانية ، و لكن على الرغم من نفيه إلا أن اتباعه قاموا بانتفاضة قوية و هجموا على الأرمن ، و وصل ضحايا هذه الانتفاضة ما يتعدى 2000 أرمني ، و قد وصلت الوحشية في هذه الانتفاضة إلى حد إشعال النار في القرى بالأحياء فيها .

– بعدها عملت الحكومة على القضاء على أنصار عبد الحميد الثاني ، و تم منع إنشاء تنظيمات سياسية تماما و جرى تهجير عدد كبير من السكان الغير مسلمين ، و انتهى ذلك برفع الأرمن طلبات للمساعدة الدولية ، من طغيان الحكومة العثمانية .

– و كان من أشهر المجازر التي وقعت في هذا الصدد مجزرة اورفا ، و التي وصل عدد الضحايا فيها إلى 65 ألف أرمني .