أصبح من البداهة أن مبدأ المعرفة هو العلم، والذي عرفه البشر منذ عصور سحيقة، وتطور بتطورهم الذي حصلوه بعد جهد جهيد وتعب شاق، ولم تأت مقولة العلم نور والجهل ظلام من فراغ بل جاءت نتيجة خبرة الشعوب والأمم، التي رأت أن العلم بإمكانه إنارة الدنيا بإنارة عقول البشر.

والجهل ظلام يخيم على الأمم والشعوب التي لم تعرف للعلم سبيل، فساد الجهل ربوعها وسيطر على أدمغة أبنائها، وطمسها فكان مصيرها مزبلة التاريخ، أو على أقل تقدير هامشه لا متنه، لقد بدأت حاجة الإنسان الضرورية والملحة إلى العلم حتى يمكنه أن يسير شئون حياته ويديرها وفق قواعد وأصول حتى تستقيم، من هنا كان بحث الإنسان الدائم والدؤوب عن العلم والمعرفة، التي سعي لاكتشافها، وبعد جهد وصبر ومثابرة قطع الإنسان شوطا مذهلا في  تقدمه العلمي.

جهود الإنسان من أجل العلم

أثمرت جهود البشر الذي يعيشون في أصقاع الأرض بعد جهود مضنية وبحث دؤوب وإعمال عقل واتقاد ذهن، إلى التوصل لاختراعات واكتشافات تتطور معظمها وتتوسع  معتمدة في ذلك على مبدأ أصيل من مبادئ العلم وهو التراكم، ففكرة الطائرة التي حلم بها الرسام العظيم دافنشي وخطط لها رسما، ومحاولة العربي عباس ابن فرناس الطيران بأجنحة كأجنحة طائر، كانت حاضرة وبقوة في ذهن الأخوين رايت عندما اخترعا أول طائرة تطير.

نتيجة للجهد الفكري في مجال العلم، تم للإنسان النجاح وتحقيق إنجازات عديدة في العلم، لقد حول العلماء من خلال أبحاثهم وعلومهم ودراساتهم، حولوا العالم إلى قرية صغيرة يمكن لأي شخص بضغطة واحدة على أحد الأزرار في لوحة مفاتيح جهاز كمبيوتر أن يعرف كل جديد يحدث في العالم في اللحظة الآنية، تجاوز الإنسان الأرض وبدأ يرنو إلى الفضاء فوصل بعد إلى سطح القمر ويضع أقدامه عليه، ومازال يدرس ويواصل بحثه لمعرفة واكتشاف طبيعة الكواكب التي حولنا.

أهمية وجود العلم

يهذب العلم النفوس ويصقل العقول للأفضل، ويحرر العقل والفكر من التبعية، فلا ينقاد المتعلم لشخص يسلبه حريته في اختيار قناعاته وأفكاره ورسم خططه وهدفه في الحياة، العلم هو النبراس الذي يهتدي به الأفراد والأمم.

مقوم رئيسي من مقومات المجتمع، حيث لم تقم في الماضي حضارة دون أن تعتمد على العلم، ونظرة على الآثار الحضارية للأمم والحضارات السابقة نجد أنها اعتمدت العلم طريق لتقدمها ورقيها.

يعتبر العلم الوسيلة الأكثر نجاحا للقضاء على الثالوث القاتل الجهل والفقر والمرض، إذ أنه بالعلم يمكن التخلص من الفقر والبطالة.

يخلص العلم المجتمع من الأكاذيب والتضليل، ويكسبه طريقة ناقدة لمعرفة الغث والثمين، ومعرفة حقائق الأمور.

أنواع العلم

تتعدد وتختلف أنواع العلوم، وهذا التنوع والتعدد جاء تلبية للتوسع في البحث والدراسة التي فتحت آفاقا جديدة أمام العلماء فكشفوا فروعا جديدة وعلوما أكثر جدة من العلوم التي انطلقوا منها، وقد قسموا العلم إلى أنواع وذلك حسب ما يدرس ويهتم ، وجاء تقسيم العلوم كالتالي

1 –  حسب الأهداف، تشمل العلوم التطبيقية والعلوم الأساسيّة.

2- حسب المناهج، تشمل العلوم التجريدية والتجريبيّة.

3- حسب المواضيع، تشمل العلوم الإنسانيّة والهندسية، الإدراكية، الطبيعيّة.

خصائص العلم

يتميز العلم بأن له مجموعة من الخصائص التي تجعله فريدا عن غيره من مجالات الحياة، ومن هذه الخصائص:

1 – العلم حقيقة

2- منطقيّة العلم، يقوم العلم على المنطق.

3- نقديّة العلم، يستند العلم في أحد مقوماته على الأسلوب النقدي.

4- شموليّة العلم، يعتبر العلم شموليا يهتم بكل ظاهرة أو موضوع من جميع جوانبه.

5- واقعيّة العلم، أي يحتكم إلى أساس واقعي.

6- سببيّة العلم، يبحث دائما عن المسببات.

7- مصداقيّة العلم، من أهم مقومات العلم مصداقيته.