كثير من الناس لا يعرفون الفرق بين المطر والغيث ويعتقد أن كل منهما شيء واحد، وأنهما كلمتان مترادفتان، ولكن القرآن الكريم فرق بين المطر والغيث، وذلك يعتبر اعجاز لان القرآن انزل على العرب الذي هم أهل الفصاحة واللغة، وهم كان يستخدمون الكلمتين في نفس الموضع دون ان يفرقوا بينهم.
المطر : هو عبارة عن قطرات من المياه تنزل من السماء على الأرض، وينتج ذلك بسبب تشبع السحاب بالمياه واصطدام جزيئات المياه ببعضها مما يتسبب سقوط هذه القطرات، وهناك ثلاث أنواع من الامطار أمطار تصاعدية وأمطار تضارسية والأمطار الاعصارية، ويعتبر المطر من أهم مصادر الحياه للكثير من الكائنات الحية، لأنه مصدر المياه الجوفية.
– تم ذكر المطر في القرآن على أنه مصدر للعقاب للكثير من الظالمين، واستخدمه تعالى لأنزال العذاب على مرتكبي الكثير من الجرائم في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال حيث قال تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم) وقد قال سفيان بن عيينة : ما سمى الله مطرًا في القرآن إلا عذابًا.
– وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن المطر: (مطرنا بفضل الله ورحمته، اللهم صيبا نافعا)، وهذا يدل على أن المطر قد يأني لخير وقد يأتي لشر، فيجوز استخدامه في كل من المعنيين، كما أنه يأتي في غير حاجة إليه ولا دعوة.
الغيث : يحمل نفس المعنى للمطر من حيث أنه نزول قطرات المطر من السماء، ولكنه المعنى اللغوي للغيث هو الإغاثة والمساعدة، وهذا المساعدة تحمل الخير دائما، فلم يستخدم الله تعالى هذه الكلمة إلا لكي يشير إلى الخير والرحمة والنفع، والغيث هو المطر الذي يساعد المحتاجين وينجي الكثير من الكائنات، ونزل في الوقت المحدد ويكون نافعا جدا في هذا الوقت.
– ويعرف الغيث على أنه المطر الغزير الذي ينزله الله سبحانه وتعالى فيغيث ويساعد في حالات الجفاف الشديد وبعد الانتظار الطول لنزول الغيث، وينجي من كاد يموت من العطش، وتستخدم كلمة الغيث كصيغة للمبالغة، كما تطلق كلمة غيث على السماء والسحاب وهو لفظ مجازي.
الفرق بين المطر والغيث:
– قدم القرآن الشريف فرق واضح بين الكلمتين، حيث عندما نقرأ القرآن ونتدبر فيه سنفرق من استخدام الغيث للخير فقط، حيث قال تعالى في كتابه الكريم (وَهُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِى الْحَمِيد).
– فالغيث ينزله الله خيرا للناس وينزل عند حاجة الناس الشديدة له، بينما ينزل المطر دول حاجة وقد يكون نزوله خيرا أو شرا ولكنه لا يلزم أي منهم فقد قال سبحانه وتعالى (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُود).
– استخدم الله تعالى لفظ المطر في القرآن الكريم ليشير به للعقاب وانزال العذاب والأذى، وقد تم استخدام المطر في الكثير من الآيات نتيجة جريمة فعلها قوم ظالمون أو نتيجة لوجود ريح وعواصف، قال تعالى (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين) .
– لم يذكر الله تعالى لفظ الغيث إلا في الخير ولإغاثة القوم والرحمة بهم، وحتى يطمئنهم وينشر الأمان والبركة بينهم، وتذل كلمة الغيث على رحمة الله تعالى ومغفرته واغاثة القوم الصالحين، حيث قال تعالى ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأموال وَالأولاد كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) .