أثناء الكوارث من المرجح أن يقوم مستخدموا تويتر النشطون بنشر الأكاذيب، وهذا وفقا لبحث جديد قام بفحص تغريدات مزيفة عن إعصار ساندي وقصف ماراثون بوسطن، حيث وجد الباحثون أن 86 إلى 91 بالمائة من مستخدمي تويتر النشطين نشروا معلومات خاطئة، وأن ما يقرب من هذه النسبة لم يفعلوا شيئا لتصحيح هذه المعلومات على الإطلاق .

يميل مستخدمي تويتر النشطون لنشر الأكاذيب أثناء الكوارث
نحن نعلم أن تويتر مليء بالمعلومات المضللة، ولكن ما مدى جودة المستخدمين الأكثر نشاطا في المنتدى الاجتماعي في اكتشاف هذه الأكاذيب، خاصة أثناء حالات الطوارئ العامة ؟ بالطبع ليس جيدا، وذلك وفقا لأبحاث جامعة بافالو الجديدة التي فحصت أكثر من 20.000 تغريدة، خلال كلا من إعصار ساندي وتفجير ماراثون بوسطن .

ما قام به الباحثون
درست هذه الدراسة الجديدة التي نشرت يوم الجمعة الموافق الحادي عشر من مايو الجاري في مجلة ” المخاطر الطبيعية “، أربعة شائعات كاذبة – اثنتان منها من الماراثون والإعصار، بما في ذلك كذب مشين حول فيضان بورصة نيويورك، حيث قام الباحثون القائمين على الدراسة بفحص ثلاثة أنواع من السلوك حيث يمكن لمستخدمي تويتر : إما نشر الأخبار الكاذبة، أو السعي إلى تأكيدها، أو التشكيك في ذلك، وقد وجد الباحثون نتائج هامة .

النتائج التي خلص إليها الباحثون في الدراسة
وجد الباحثون في الدراسة أن نسبة 86 إلى 91 بالمائة من المستخدمين على تويتر ينشرون أخبارا كاذبة، إما عن طريق إعادة نشر التغريدة أو الضغط على زر ” الإعجاب ” وغيرها من الطرق، وقد سعى 5 إلى 9 في المائة لتأكيد هذه الأخبار الكاذبة، والتي تكون عادة عن طريق إعادة نشرها وسؤالهم عما إذا كانت المعلومات صحيحة، بينما عبر 1 إلى 9 في المائة منهم عن شكوكهم، وغالبا بالقول إن الرسالة الأصلية لم تكن دقيقة .

يقول المؤلف الرئيسي في هذه الدراسة الدكتور جون زوانج وهو أستاذ مشارك في قسم الهندسة الصناعية والنظم في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية  UB : ” على حد علمنا، هذا هو أول بحث أو دراسة لمعرفة كيف أن مستخدمين تويتر أكثر عرضة لنشر الأكاذيب المختلفة أثناء الكوارث، ولسوء الحظ فإن النتائج ترسم صورة سيئة حول هذا الأمر “، فحتى بعد كشف النقاب عن الأخبار الكاذبة على تويتر ووسائل الإعلام الإخبارية التقليدية، وجدت الدراسة عدد من الأمور الأخرى

ما وجدته الدراسة بعد كشف النقاب عن الأخبار الكاذبة
وجدت الدراسة أن أقل من 10 في المائة من المستخدمين الذين نشروا الأخبار الكاذبة حذفوا إعادة تغريدهم الخاطئة، وأن أقل من 20 في المائة من نفس المستخدمين أوضحوا تغريدة كاذبة بتغريدة جديدة، ويقول تشوانغ الذي يجري أبحاثا مشابهة بشأن إعصار هارفي وإعصار إيرما : ” هذه النتائج مهمة لأنها تظهر مدى سهولة خداع الناس في الأوقات التي يكونون فيها أكثر ضعفا، ودور منصات وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الخدع وانتشارها ” .

وفي ملاحظة أكثر إيجابية وجدت الدراسة أنه على الرغم من أنه من المرجح أن يقوم مستخدمي تويتر بنشر أخبار كاذبة أثناء الكوارث، فإن تويتر والمنصات الإعلامية الأخرى تتحرك بسرعة لتصحيح المعلومات المضللة، بالإضافة إلى ذلك يقول زوانج أنه من المهم ملاحظة أن الدراسة لا تأخذ بعين الاعتبار مستخدمي تويتر الذين شاهدوا التغريدات الأصلية مع أخبار كاذبة وقرروا تجاهلها، ويتابع جون زوانج قائلا : ” من الممكن أن العديد من الناس رأوا هذه التغريدات، ومن ثم عرفوا أنها كانت غير دقيقة واختاروا عدم المشاركة ” .

جدير بالذكر أن زوانج قد حصل مؤخرا على 392.000 دولار من مؤسسة العلوم الوطنية ( NSF ) كمنحة للعمل على دراسات إضافية، بما في ذلك فهم : ما هي العوامل التي تجعل بعض من مستخدمي تويتر يقومون بتجاهل بعض الأمور خلال حالات الطوارئ، وأفضل الطرق لفضح الأخبار الخاطئة .