الاستعارة في أبسط تعريف لها : هي أخذ شيء من موضعه ونقله إلى موضع آخر، فعندما نقول استعرت من صديقي قلمًا، بالقلم هنا ملك لصديقي وليس ملك لي وإنما أخذته استعارة من صديقي وبذلك يكون ( المستعار لصاحبه ). وقد عرف الاستعارة بعض علماء البلاغة مثل :

ابن قتيبة : قال العرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة إذا كان المسمى به بسبب من الآخر، أو مجاورًا لها أو مشاكلًا.

–  الجرجاني : الاستعارة ما اكتفى فيها بالاسم المستعار عن الأصل، ونقلت العبارة فجعلت مكان غيرها.

الرماني : الاستعارة هي تعليق العبارة على ما وضعت له في أصل اللغة على جهة النقل للإبانة.

أبو هلال العسكري : نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة لغرض ما.

أركان الاستعارة :
1- مستعار منه : وهو المشبه به.
2- مستعار له : المشبه.
3- المستعار : هو اللفظ المنقول

1- الاستعارة المكنية
الاستعارة المكنية هي التي يُحذف منها المشبه به ( المستعار منه ) وأبقى على شيء من لوازمه ويذكر المشبه ” المستعار له ” ( المشبه موجود والمشبه به محذوف وبقي شيء يدل عليه ) ” المستعار “.

بعض الأمثلة:
-كشر البحر عن أنيابه
: وهنا شبه البحر بوحش مفترس له أنياب، وقد صرح بالمشبه وهو البحر وحذف المشبه به وهو الوحش المفترس ولكن أبقى على شيء من صفاته وهي الأنياب.

-قول الله تعالى ” والصبح إذا تنفس “ : فقد شبه الله عز وجل الصبح بأنه إنسان يمكنه التنفس، وهنا تم ذكر المشبه وهو الصبح وتم حذف المشبه به وهو الإنسان ولكن أُبقي شيء من صفاته وهو التنفس.

قول الله تعالى ” ولما سكت عن موسى الغضب ” : فقد شبه الله عز وجل الغضب بأنه إنسان يمكنه أن يهدأ أو يسكت، وهنا تم التصريح بالمشبه وهو الغضب وتم حذف المشبه به وهو الإنسان ولكن أُبقي على شيء من صفاته وهو الهدوء والسكوت.

– تطلعت إليك عيون المجد : وهنا شبه المجد بالكائن الحي الذي له عيون، وفي هذا المثال تم التصريح بالمشبه وتم حذف المشبه به وهو الكائن الحي ولكن تم الإبقاء على شيء من صفاته وهو العيون.

2- الاستعارة التصريحية
هي الاستعارة التي يتم التصريح فيها بلفظ المشبه به ( المستعار منه ) دون المشبه ( المشبه به )، أي أنها تشبيه حُذف منه لفظ المشبه واستعير بدلًا عنه بلفظ المشبه به.

بعض الأمثلة:
– قول الله تعالى ” كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ” : وهنا شبه الله عز وجل الضلال بالظلمات وشبه الهدى بالنور، وقد تم حذف المشبه وهو الضلال أو الهدى والاستعاضة عنهم بلفظة المشبه به وهما الظلمات أو النور.

– في المدرسة كواكب نسير على هديها : وهنا تم تشبيه المعلمين بأنهم كواكب نسير على هديهم، ولكن تم حذف المشبه أو المستعار له وهو المعلمين والاستعاضة عنهم بلفظة المشبه به أو المستعار منه وهو الكواكب.

فأمطرت لؤلؤًا من نرجسٍ وسقت *** وردًا وعضت على العناب بالبرد : وهنا يوجد في هذا البيت خمس استعارات تصريحية، حيث شبه الشاعر الدموع باللؤلؤ والعيون بالنرجس والخدود بالورود والشفاه بالعناب ( ثمر أحر اللون ) والأسنان بالبرد. ونجد أنه تم حذف المشبه وهو ( الدموع، العيون، الخدود، الشفاه، الأسنان ) والاستعاضة عنهم بلفظ المشبه به وهو ( لؤلؤ، نرجس، وردًا، العناب، البرد ).

– الثعالب تحوك المكائد، فكن منهم حذرًا : وهنا شبه الكائدين بالثعالب، وقد تم حذف المشبه وهو الكائدين، والاستعاضة عنه بلفظة المشبه به وهي الثعالب.

– أسفرت الشمس عن وجهها ** فبهرت الناس بجمالها : وهنا شبه الفتاة الجميلة بالشمس، وقد تم حذف المشبه وهو الفتاة الجميلة، والاستعاضة عنه بلفظة المشبه به وهي الشمس.