من المعروف أنه لا بد من وجود نظام للحكم في كل دولة، ويعرف العالم الآن ثلاثة أنواع لأنظمة الحكم والإدارة وهي: ” النظام الرئاسي والنظام البرلماني والنظام المختلط “. ويختلف نظام الحكم من دولة لأخرى وذلك باختلاف الشعوب والمجتمعات التي يُطبق عليها نظام الحكم، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يسري نظام الحكم المطبق في الدول المتقدمة على دول العالم الثالث لأن المتطلبات الأساسية للدولة تختلف باختلاف طبيعتها. وسوف نتناول في هذا المقال الفرق بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني.

أولًا: النظام الرئاسي

1- المبدأ
يقوم النظام الرئاسي على الفصل بين السلطات الثلاث: (التنفيذية “الرئيس” والتشريعية “البرلمان” والقضائية). وبذلك لا يمكن أن تتدخل أي سلطة في السلطة الأخرى. على سبيل المثال، يقوم البرلمان بسن وتشريع القوانين ولكن لا يمكنه تنفيذها، وعلى النقيض يقوم الرئيس أو ممثليه بتنفيذ القوانين واللوائح ولكن لا يمكنه سنها. وقد ظهر هذا النظام لأول مرة في الولايات المتحدة ثم انتشر في العديد من الدول الأخرى.

2- حدود السلطات التنفيذية والتشريعية
كما قلنا من قبل أن السلطة التنفيذية تكون بيد الرئيس الذي يتم انتخابه بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق انتخاب ممثليه في الولايات كما هو الحال في أمريكا. ويشكل الرئيس حكومة مهمتها تنفيذ برنامجه السياسي وتكون مسؤولة أمامه وليس أمام البرلمان. أما السلطة التشريعية فتتولى سن القوانين واقتراح ومناقشة اللوائح دون أن تكون لها علاقة بالسلطة التنفيذية.

3- مميزات وعيوب النظام الرئاسي
بالنسبة لمزايا النظام الرئاسي أنه يوفر الاستقرار السياسي للمرحلة الانتخابية كاملة، كما يوفر للحكومة فرصة العمل بحرية. أما بالنسبة للبرلمان فهو يوفر له حرية المناقشات وسن القوانين.

ونأتي للعيوب حيث يتجلى أول عيب في الفصل التام بين السلطات وبسبب ذلك فلا يملك البرلمان صلاحية إسقاط الحكومة عند فشلها كما أنها في المقابل لا تملك صلاحية البرلمان. ونأتي لعيب آخر وهو أن هذا النظام ترجح فيه كفة الرئيس من ناحية السلطات.

ثانيًا: النظام البرلماني

1- المبدأ
يقوم النظام البرلماني على تقسيم الحكم بين هيئتين يكون الطرف الأول فيها الحكومة أو مجلس الوزراء والطرف الثاني البرلمان. ويتم انتخاب البرلمان من قبل الشعب ومن خلال هذا البرلمان تظهر الحكومة. وقد تم تطبيق هذا النظام لأول مرة في بريطانيا ثم تبنته العديد من الدول بعد ذلك.

2- حدود السلطات التنفيذية والتشريعية
في هذا النظام يجوز للحكومة حل البرلمان كما يملك البرلمان صلاحية سحب الثقة من الحكومة. وفي النظام البرلماني يتجلى الفارق بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة، حيث يكون وضع رئيس الدولة صوريًا، وهو إما يكون منتخب شعبيًا كما هو الحال في ألمانيا أو يكون عاهل وراثي كما هو الحال في بريطانيا وإسبانيا. وفي هذا النظام يكون المحرك الفعلي للسلطة التنفيذية هو البرلمان ورئيس الحكومة الذي يكون زعيم الأغلبية داخل البرلمان. وبذلك عند مناقشة أي أمر يكون هناك تفاعل بين البرلمان والحكومة، كما يحضر أعضاء الحكومة إلى البرلمان لمناقشة الأمر.

3- مميزات وعيوب النظام البرلماني
من أهم مميزات النظام البرلماني هو التفاعل الحقيقي بين السلطات الثلاث مما يؤدي إلى ترسيخ الديموقراطية ويمنع الاستبداد. علاوة على ذلك، يتم فيه تحديد المسؤولية السياسية أي لا يمكن فيه التهرب من الخطأ السياسي ويؤدي إلى سهولة معرفة المسؤول عن الخطأ.

أما من جهة العيوب فإن هذا النظام لا يضمن الاستقرار للحكومة وخاصة في وجود اتجاهات حزبية معارضة، كما قد تخضع الحكومة لتأثير جماعات مصالح مهمة. وهذا النظام غير فعال في الدول ذات التجربة السياسية الحديثة، فهو يحتاج إلى وعي وإدراك سياسي عميق.