برائة الإختراع قبل الخوض في تعريف ماهية برائة الإختراع وجب علينا ذكر ما هو أهم وهو أن (الحاجة هي أم الإختراع)، بمعنى أن الإنسان لم يتخيل في قديم الزمن ذلك التطور الحضاري الرهيب الذي يشهده العالم الأن ولم  يصل تفكيرة منذ زمن بعيد لأشياء كثيرة تبدوا لنا الأن أمور عادية وبسيطة ولكنها لم تخطر في فكر الأنسان في سابق العصور، فمثلا إن تحدثنا عن الأختراعات في مجال وسائل النقل ذلك المجال الذي بدأ بالركوب على الدواب مثل (الحمار والحصان والجمل) كي ننتقل من مكان لأخر مرورا بمراحل كثيرة إلى أن وصل الإنسان بفضل من الله عز وجل لما وهبة وكرمة من عقل إلى صنع الطائرة التي كانت لا تخطر على بال أحد أنه سوف يأتي في وقت من الأوقات جسم ضخم مصنوع من الحديد يطير في الهواء كالطيور الصغيرة، هذا بخلاف مجالات شتى إن بدأنا في الحديث عنها فلن ننتهي، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم في قوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) سورة الأسراء ﴿٨٥﴾، أما عن موضوع مقالتنا عن برائات الإختراع وتسجيلها فهذا يحمل في معناة أحقية تسجيل الشخص لما وصل إليه من نتائج فكره بأسمة، حيث أن من فكر ونفذ في أمر معين وإختصاص معين في إحدى المجالات سواء كانت فكرية أو أدبية أو صناعية أو تكنولوجية أو غيرها في امور الحياة التي يأتي من خلال نتائجها منفعة عامة للبشرية وجب علينا إلحاق ما توصل إلية من إختراع أن ينسب إلية دون أحد أخر، ولكي يستطيع الإنسان تسجيل برائة إختراعة فقد أسست إحدى منظمات الأمم المتحدة تدعي (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) كي تقوم على العمل بالحفاظ على أحقية إنتساب إختراع ما أو إبتكار لصاحبة من خلال تسجيل برائة إختراعة، كما لها أهداف أخرى من أهمها السعي وراء نمو وتطوير ذلك الفكر الذي جعلة الله سببا في إفادة البشريه، كما أن الهدف من تسجيل براءات الاختراع ليس فقط قائما على حماية الاختراع من السرقة أو النسخ، ولكن ليشمل الحصول على الترخيص القانوني لاستخدامه من قبل جهات أخرى، والذي يسمح لمسجلي برائة الإختراع على الحصول على عائدات من جراء ذلك الترخيص. 

أهم دول العالم تسجيلا لبرائات الإختراع

يوجد معطيات وعوامل كثيرة تساعد الإنسان وتشجعه على السعي وراء تطور فكرة وتحفيزة على الإبتكار والتطوير من أهمها في المقام الاول إهتمام الدولة التي يعيش فيها بالعلم والعلماء إقتناعا منهم بأن العلم والأخلاق هما أهم الأسباب الرئيسية لتقدم الدول وشعوبها في جميع النواحي الحياتيه، وقد تحدثنا في مقالة سابقة عن أكثر الدول إنفاقا على البحث العلمي والتطوير حيث أن هذا الإنفاق يعد من أهم المعطيات لولادة الإختراعات و المخترعين وسوف نجد أن تلك الدول أسمائها تتكرر مرة أخرى فيما يخص موضوع هذه المقالة تحديدا كل من ( الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، واليابان)، حيث أتت تلك الثلاث دول ضمن لائحة أوائل دول العالم أكثرهم تسجيلا لبرائات الإختراع، وإليكم الأن نبذة عن كل واحدة منهم على حده.

أولا: الصين

تأتي الصين في المرتبة الأولى بين باقي دول العالم ضمن قائمتنا في إصدار برائات الإختراع وهذا وفقا لإحصائية المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث تعدى عدد برائات الإختراع لها اليابان في عام 2010 ميلاديا، والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2011 م وهذا يرجع لكثرة الإنفاق على البحوث العلمية في السنوات الأخيرة، أما في عام 2013 م فقد قدمت الصين مايقرب من ثلث طلبات برائات الإختراعات  التي تصل إلى ثمان مئة وخمس وعشرين ألف طلب، حيث بلغ عدد الطلبات المقدمة من جميع دول العالم في ذلك الوقت حوالى إثنين ونصف مليون طلبا بزيادة عن عام 2012 تقدر بتسعة في المئة، ونتيجة لما وصلت إليه الصين من مكانة في عالم الإختراعات فهي في طريقها لتغيير جملة (صنع في الصين) إلى جملة (إخترع في الصين).

ثانيا: الولايات المتحدة الأمريكية

وبالرغم من حصول الولايات المتحدة الأمريكية على المرتبة الثانية في قائمتنا بناء” على تقديرات المنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2013 م بعد الصين، إلا أن المدير العام للمنظمة (فرانسيس غيري) صرح ( بأنة بالرغم من انخفاض عدد براءات الاختراع من الولايات المتحدة واليابان إلى معدل أقل مما تسجله الصين، إلا أنها ذات جودة أعلى من براءات الاختراع الصينية حيث أن في أمريكا يتم تسجيل براءات الاختراع لأفكار أكثر ابتكارا، أما في الصين فيتزايد عدد براءات الاختراعات التي تسجل لتحسينات بسيطة، أو تغييرات في التصاميم) ، ويصل عدد برائات الإختراع للولايات المتحدة في عام 2013 م إلى إكثر من سبع وخمسين ألف إختراع.

ثالثا: اليابان

أما عن (كوكب اليابان) فتحتل المرتبة الثالثة وسط دول العالم في قائمتنا، حيث تم تقديم قرابة الألفين وثماني مئة وواحد وثمانين برائة إختراع فقط من شركة باناسونيك اليابانية ويعتبر ذلك العدد الأكثر طلبا في قطاع الشركات، كما هو جدير بالذكر بأن اليابان أستطاعت أن تركز في إختراعاتها وإبتكاراتها على مجالات معينة من أهمها كل من ( التكنولوجية البيئية، والحفاظ على الطاقة).