هناك الكثير من المصطلحات المستخدمة في البحث العلمي أو بصفة عامة والتي يتم استخدامها بشكل مغلوط في حياتنا اليومية، ومن أمثلة هذه المصطلحات النظرية والفرضية والحقيقية العلمية والقانون. ولكن إذا أمعنا النظر في تلك المصطلحات، نجد أن كل مصطلح منهم يدل على شيء يختلف عن الآخر. وسوف نتناول في هذا المقال الفرق بين النظرية والفرضية مع ضرب بعض الأمثلة التي توضح معنى كلاً منهما.

أولا الفرضية
الفرضية عبارة عن حل مقترح لحادثة غير مفسرة أو رأي مبدئي يعطي تفسيرًا لظاهرة معينة أو طرح أو علاقة محتملة لظاهرة معينة تمت ملاحظتها ولكنها لم تثبت بعد. وتُبنى الفرضية على احتمالات أي أنها لا تستند إلى حقائق كاملة وواضحة. وتعتبر الفرضية هي نقطة البداية التي يتم وضعها وضع اختبار، ويتم اللجوء إلى التجارب والقياسات والحسابات والاستنتاجات وبعد البحث إما أن تثبت الفرضية صحتها وتبقى فرضية أو لا.

وتعتبر الفرضية أدنى المستويات العلمية، فهي لا ترتقي إلى النظرية أو الحقيقة العلمية أو القانون. ويمكن كتابة الفرضية على شكل تصريح “إذا كان/ فبالتالي “، لذا فيمكن أن نقول أن السمة الأساسية للفرضية هي إمكانية اختبارها. ويقول ارسطو “إن الفرضية هي نقطة البدء في كل برهنة وهي المنبع الأول لكل معرفة يكتسبها الإنسان، أي أنه المبدأ العام الذي يستخدم كإحدى مقدمات القياس “، لذا كما ذكرنا سابقًا أن الفرضية تظل موضع حتى تثبت صحتها فإن ثُبت صحتها أصبحت نظرية علمية يمكن الاستناد إليها.

مثال على الفرضية:
إذا لاحظت في يوم تغير لون المياه وارتفاع درجة حرارته، وافترضت أن السبب وراء ذلك هو مخلفات المصانع التي يتم إلقائها في المياه، فيبقى هذا الظن مجرد افتراض إلى أن يثُبت صحته عن طريق إجراء التجارب والفحوصات والقياسات والاستنتاجات وأخذ عينة من المياه وتحليلها في المختبر وكذلك مراقبة كل ما يُلقى في المياه. ومع نهاية البحث والتجارب إما أن يثبت صحة الافتراض ويصبح نظرية معتمدة، أو يظل افتراضًا فقط لا غير.

ثانيا النظرية
النظرية هي مفهوم عام وشامل أو إطار شبه متكامل يضم مجموعة من الحقائق والقوانين التي تم الوصول إليه، كما عرفها البعض على أنها طائفة من الآراء التي تحاول تفسير وقائع معينة من خلال الاستناد إلى أمور منطقية. كما يمكن تعريفها على أنها مجموعة من المفاهيم والتعريفات والافتراضات التي تعطينا نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق تحديد العلاقات المختلفة بين المتغيرات الخاصة بتلك الظاهرة ، بهدف تفسير تلك الظاهرة والتنبؤ بها مستقبلاً.

والنظرية يمكن أن تكون تنبؤات بشأن أمور أو ظواهر غير مثبتة، فتأتي التجارب بعد ذلك بإثبات صحتها أو إثبات عكس ذلك. وتبقى النظرية صحيحة مادامت كل نتائجها منسجمة مع بعضها البعض، وليس هناك أي تعارض داخلها، وتتطابق مع كل الأرصاد والقياسات والتجارب، ولكنها في نفس الوقت تظل تحتمل الصواب والخطأ وقابلية التطور مع مرور الزمن.

وتختلف النظرية العلمية عن النظرية في الاستعمال العادي لها، فلابد أن تستند النظرية العلمية إلى حقائق ووقائع، وبعد التحقق من تلك الحقائق يظهر لنا إذا كانت هذه النظرية صحيحة أم لا. أما النظرية في الاستخدام العادي لها، فهي رأي أكثر من كونها نظرية قد يتفق أحدهم معها وغيره لا لأنها لا تستند إلى حقائق علمية.

مثال يوضح الفرق بين الفرضية والنظرية
ولنأخذ قانون الجاذبية لنيوتن مثالًا يوضح الفرق بين الفرضية والنظرية، فعندما نتساءل عن سبب سقوط الأشياء ونبدأ في طرح الأسباب فهذه هي الفرضيات. أما عندما نقوم بشرح أسباب سقوط الأشياء فتلك هي النظرية التي توصلنا إليها من خلال اختبار الفرضيات السابقة والتحقق من صحتها.