محتويات

وضح العلماء الفرق بين التبني ورعاية اليتيم من عدة وجوه، فالتبني هو اتخاذ الرجل للطفل  اليتيم، ويضمه لأسرته، ويجعله كأحد أبنائه، ويدعى هذا الطفل باسم الرجل الذي تبناه، ووقتها لا تحل له محارم هذا الرجل، أما رعاية اليتيم وكفالته فتختلف عن التبني، لأن رعاية اليتيم تعني أن يكفل الرجل هذا اليتيم ويقوم برعايته في بيته أو بيت غيره، ولا يحل له ما حرمه الله، ولا يحرم عليه ما أحل الله، كما أنه لا ينسبه لنفسه.

التبني

– يتمثل في إلحاق نسب الطفل المتبنى بنسب من تبناه، ويعطيه اسمه ولقبه فيعتبره كابن حقيقي للأسرة

– كان التبني منتشراً في الجاهلية قبل ظهور الإسلام، فكان بعض الرجال ينسبون إلى من يتبنونهم.

– فقد كان المقداد بن عمرو يعرف بالمقداد بن الأسود نسبة إلى من تبناه

– وكان الصحابي زيد بن حارثة يعرف بزيد بن محمد نسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول آية تحريم التبني.

– حرم الإسلام التبني فلا يجوز إلحاق النسب إلا لأفراد العائلة الفعليين.

– كان التبني عادة لدى الرومان واليونان الأقدمون، فقد كان أشبه بعقد يجري بين الطرفين، ويلتزمان به  لتحقيق أهداف معينة لكلا الطرفين

حكم التبني في الإسلام

– أنزل الله تعالى في كتابه الحكيم آية تحرم التبني بعدما كان يتبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة.

 – قال الله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ)

 – فقد كان التبني جائزا قبل الإسلام، وبعد نزول آية تحريم التبني دعي الصحابي زيد إلى حارثة بعد أن كان يدعى بزيد بن محمد.

 – أقرت الشريعة الإسلامية بأن ينسب الجميع لأبيه فقط، وعدم جواز التبني لأحد، و لكن تجوز التربية والرعاية والتكفل لأي أحد.

الحكمة من تحريم التبني

حرم التبني في الإسلام للعديد من المقاصد والعبر منها:

– حتى لا يأخذ الابن من التبني أحكام الابن من الصلب سواء من الإرث أو صلة النسب

– ينتج عن التبني مخالفات شرعية، منها: الخلوة، والمصافحة، والرؤية غير المشروعة، ولذلك حرم التبني في الإسلام.

أحكام تتعلق بالتبني

– أخذ اللقيط من فروض الكفاية على المسلمين، وينفق عليه من بيت مال المسلمين إن وجد وإن وجد مع اللقيط مال فينفق عليه منه.

– على من يجد طفلاً أن يسلمه إلى ولاة الأمر والجهات المسئولة

 – في حالة رغب في رعايته، والإحسان إليه، يجب عليه أن لا ينسبه إلى نفسه، أو إن استدعى الأمر تسجيله وتسميته وإصدار شهادة ميلاد له، فلا يكون ذلك بنسبته إلى الرجل الذي يرعاه، وإنما إلى اسم عام.

– تربية الملتقط ورعايته لا بد أن يتم فيها مراعاة الضوابط المقررة في الشريعة، وهي تحريم الخلوة مع زوجة أو بنات الرجل المربي له.

– يمكن الخروج من المخالفة الشرعية بالرضاعة، فيمكن لزوجة المربي أن تقوم بإرضاع الطفل ليصبح ابنها بالرضاعة، وتجوز بذلك الخلوة والرؤية.

الكفالة

– تتمثل بالإحسان إلى اليتيم وإكرامه والإنفاق عليه دون أن يتم إلحاق نسبه إلى الشخص الكافل.

– قال الله سبحانه وتعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

– صرحت الآية الكريمة بالفئات التي يجب تركيز الإنفاق عليها، ومن ضمنها اليتيم، وهو خلق إسلامي حسن ورفيع، وله فائدة كبيرة تقع على شخص مسكين، لذلك اعتبرها الله سبحانه وتعالى من أفضل الأعمال وأقربها إليه.

– قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ” أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى)

 – وضح هذا الحديث تعظيم أجر كفالة اليتيم، حيث جعلها الله من الأدوية التي تعالج أمراض النفس البشرية، حتى يكون المجتمع في صورته الإنسانية والأخوية الصحيحة التي أمر بها الإسلام.

شروط كفالة اليتيم

هي العدل والإحسان لهذا الطفل، وأن تستمر كفالته حتى يبلغ الطفل الذكر وحتى أن تتزوج البنت لقوله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).

أهمية وفضل كفالة اليتيم

– من يكفل اليتيم ينول صحبة وقرب المنزلة من النبي عليه الصلاة و السلام في الجنة.

– تظهر أن المسلم الحق صاحب قلب رحيم، وأخلاق حميدة، وفطرة حسنة.

– تقيم مجتمع متين مبني على الحب، والرحمة والمودة وتجعله خال من الكراهية، والحقد.

– تدل على حب النبي صلى الله عليه وسلم، لأن من يرعى ويربي شخصاً يحمل نفس صفة النبي عليه السلام، فيكون دليل على حبه

– ينتج عنها الكثير من البركة، حيث تحل البركة على كافل اليتيم وماله وأهله.

– البيت المتواجد فيه يتيم يعتبر من خير وأفضل بيوت المسلمين.

– تحافظ على اليتيم من خطر الانحراف والسلوك الباطل.

– كفالة اليتيم هي كأي عبادة تؤدى لوجه الله تعالى، فهي ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتزيد الحسنات.